&عبدالله بن بخيت

&أُسست هيئة الترفيه لتبقى، مشروع الهيئة ليس ككل المشروعات، هذه الهيئة على وجه الخصوص مفتاح لدخول عصر جديد بأدوات جديدة بعد أن استهلكت الأدوات القديمة أسباب وجودها. نقرأ أحياناً من يقول: لا نريد غناء نحن نريد ترفيهاً مختلفاً، نريد قفزاً مظلياً، ونريد متنزهات أسرية، ونريد مسابقات ثقافية وأشياء كثيرة. لا أفهم ما الذي يعنيه نريد هذا ولا نريد هذا، لم يدرك بعض الأخوة أن عهد الحديث بضمير الجمع لم يعد صالحاً لهذا العصر، لا أحد يمثل أحداً هذه الأيام، عندما تقرّ الدولة مشروعاً لا تقره اعتباطاً، فقرار بحجم تأسيس هيئة أياً كانت سيمر بدراسات وتقارير وبحوث واجتماعات ودراسة جدوى.. إلخ. الجهة الوحيدة المخولة أن تتحدث بصيغة الجمع هي الحكومة وحدها، لا أستطيع وليس من حقي أن أتحدث في هذه الجريدة نيابة عن الآخرين، أعبر عن رأيي فقط. ككتاب نكتب في جريدة واحدة نتفق في كثير من الأمور، لكن يبقى كل واحد منا مستقلاً عن الآخر، مازال بعض الناس يملك الجرأة للحديث باسم المجتمع، لم ينتبه أن الوصاية على الناس رفعت، من حق المرء&أن يطالب بفتح نادي برشوتات، ولكن من المضحك أن يكون نادي البرشوتات في مقابل إلغاء حفلات الأغاني، ما الذي سيعيقك من حفلات الأغاني وأنت تقفز من الطائرة؟!

على شاشة إحدى المحطات الفضائية قبل سنوات قدر الله أن أشارك في حوار مع أحد المعارضين لفتح دور سينما: فتح ملفاً بين يديه، استعرض إحصائيات المخدرات في المملكة ثم قال: أنتم في الصحافة متفرغون للكتابة عن القشور، أين أنتم عن هذه الكوارث. يريدنا أن نتوقف عن الكتابة عن السينما وعن سياقة المرأة للسيارة والتفرغ للكتابة عن عظائم الأمور، لكني لم أفهم، لماذا نحن فقط؟ لماذا لا يتوقف كتاب الرياضة مثلاً عن الكتابة عن الرياضة والتفرغ لعظائم الأمور؟

كما لا يخفى على عاقل، لا تعنيه عظائم الأمور بقدر من يهمه التوقف عن المطالبة بصالات سينما أو سياقة المرأة للسيارة.

من يطالب ببرشوتات لا يهمه البرشوتات بقدر ما يهمه الاعتراض على حفلات الأغاني.

نحتاج إلى وقت طويل لكي يفهم من يريد أن يفهم أن من حقه أن يطالب بما يرى، ولكن ليس من حقه تشويه ما يريده الآخرون أو الاعتراض عليه.

أحيي شجاعة العاملين على هيئة الترفيه، المضي في الطريق المرسوم بشكل مستقيم، بالتأكيد ثمة أخطاء سيرتكبها المنفذون، ولكن هذه الأخطاء تبقى أخطاء معزولة في مكانها الذي حدثت فيه، لا تؤثر على الاستراتيجية التي تسير عليها الهيئة، لن تستثني أحداً، سوف تسعد الجميع بإذن الله.