&لبنى الهاشمي&&

&&

لا أحد يرغب في وقوع حرب بأي مكان في العالم، بينما التلويح الإيراني بأن الأمريكيين يتخوفون من قوة إيران العسكريَّة يرفع احتمالات هذه الحرب لو افترضنا فعلاً أن هناك توجساً؛ لأن ردود أفعال هذا النظام متوقعة، ومواقفه متضاربة، والحكمة تتجلى في استهلاك كل الحلول من أجل وضع حدٍّ للطموحات النوويَّة .. أليست تُهدر مقدرات هذا النظام وتستنزف إمكاناته وتزداد خسائره .. من الذي يحتضر وهو في الرمق الأخير ها هنا؟

كانت إيران قد أعلنت أنها ستسرّع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصَّب لأي مستوى وبأي كمية .. إن الدول الراعية للإرهاب تحاول غالباً إساءة فهم ضبط النفس، وتحاول شيطنة الآخر وإرغامه على الانصياع، والشاهد أن طهران لا تتوخى الحذر، بل تزداد عُتواً.

هذه المكابرة الخاسرة أدركتها كوريا الشمالية مؤخراً بعد عقود من الزمن، وكان نتيجته التفاوض الناجح على إنهاء برنامج الأسلحة النوويَّة، فيا ليت إيران تعي الدرس وتدرك أن التهديد والعناد يعطلان لغة السلام، الذي سيتحول فيما بعد، إما إلى الركوع قسراً أو التنازل إجباراً، ليشكّل هذا السلاح المدمر سيفاً مُسلطاً على رقاب جيرانهم، كما يراد منه قوة ضغط وتحقيق مكاسب وهميَّة، لأجل المراهنة والابتزاز على لعب دور أكبر في المنطقة.

المحصلة النهائيَّة هي استمرار الأزمة، ورفض الوساطات، ناهيك عن انتهاك القرارات الدوليَّة، التي تكشف بجلاء جوهر الأزمة القائمة مع هذا النظام التوسعي ذو النوايا العدائيَّة التي تحرك سلوكه ومناكفاته ومناوشاته السياسيَّة التي هي حكر على نظام الملالي؛ لأنها عقيدة سياسيَّة مراوِغة، وفكر طائفي داعم لخيارات العنف، كل هذا عدا الرغبة الخمينيَّة في السيطرة على المنطقة العربيَّة منذ الثورة.