&منى الرئيسي&&

&حوارات عدة تدور هذه الأيام في المجالس كما في مقار العمل ومواقع التواصل الاجتماعي، حول العملية الديمقراطية المقبلة، والمتمثلة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، لإجراء هذه الانتخابات بحرية ونزاهة، ووسط ثقافة انتخابية معلومة لدى كل الأطراف تمثل مربط الفرس وخاتمة القول في النقاشات.


ومن بين الأسئلة التي تطرح أثناء الحديث عن المرشحين: ما الذي سيقدمونه للمواطنين غير ما قدمه سابقوهم من جهود محمودة خلال الفترة الماضية؟ وهل سيعملون على تحقيق التواصل والتفاعل مع متطلبات الناخبين بعد ضمان أصواتهم، أم سيغيرون أرقام هواتفهم، وتذهب برامجهم الانتخابية إلى مهب الريح؟، وماذا عن المنفعة الشخصية والقبلية التي لا يتوارى الحديث عنها هنا وهناك عن الأعين المترقبة والآذان المصغية التي تملك الاختيار الفصل؟!

إن نجاح العملية الانتخابية يعني نجاح الرهان، ولا يتحقق ذلك إلا بتعاضد الفاعلَين الرسمي والشعبي، فالمجلس كما هو بحاجة إلى ممثلين جُدد يحتكون بأصحاب التجارب البرلمانية السابقة حتى يتحقق التكامل بين أصحاب الخبرة وذوي الكفاءة، فإنه بأمس الحاجة إلى تعميق الوعي بالعمل البرلماني وجدية الدور في نقل تطلعات الشعب.

أما الآن فيجب على من ينوي ترشيح نفسه للانتخابات، وكل من سيدفعه حسه الوطني إلى الإدلاء بصوته، إخلاص النوايا لخدمة هذا الوطن وأبنائه، فطرح قضايا حسَّاسة تشعل الرأي العام كالتوطين والتعليم والصحة وغيرها عبر البرامج الانتخابية، لا يكفي إن لم يكن ذلك مقروناً بالمنطق، والواقعية، وطرح اقتراحات، ومبادرات وبدائل تضمن تحقيق الآمال.

إن الأمر جلل! وليس مجرد شعارات ترفع وصور تغطي وتعتلي المباني والشوارع، بل هي أمانة، وصدق، والبعدُ كل البعد عن المطامع والمنافع الفردية.