أجمع نقاد الأدب الانجليزي ومؤرخوه على أن ‌«برنارد ‌شو» فخرُ الأدبِ الإنجليزي وعبقريه، في العصور المتأخرة، وأن الغرب له أن يباهي به، وبأدبه وفلسفته، لِمَ لا ورواياته قد مُثلت في أمريكا وألمانيا قبل أن تمثل في مسقط رأسه!. وسبب ذلك أن رواياته هزلية، ذات طابع فلسفي، فيها نقد عميق لمجتمعه، ووصف للمظاهر الفاسدة فيه.

وقد اشتُهر «‌شو» بنقده للغربِ بوجه عام، والمجتمع البريطاني بشكل خاص، لاسيما العصرِ الفِكتوري الذي بلغت فيه الإمبراطورية البريطانية أَوْجَهَا. ولقد وصفهم بالحمق، ونعتهم بالغباء، وظل يلح في ذلك؛ حتى أدخل الشك نفوسهم. قال أحد الدكاترة بعدما قرأ كلامه: «لابد من أن نكون نحن الانجليز أغبياء، لأن ‌برنارد ‌شو العبقري يصفنا بذلك»!.

أما ‌برنارد ‌شو نفسه، فقد كان معجباً بنفسه كثيراً، فقد كان يدعي أنه أعظم من شاعر الإنجليز «شكسبير»، وأعظم من شاعر الطليان «مِلتون»، وكان يصفهما بالغَبِيَّين.

يُذكر أن أصحابه وتلامذته ومريدوه سألوه أن يكتب لهم سيرة حياته، فأجابهم: «سيرتي الذاتية ليست مهمة، فأنا لم أقتلْ أحداً، وليس لدي مغامرات بطولية، أو أي شيء استثنائي، بل على العكس من ذلك، وقد ترجمت كل ما حصل معي إلى روايات ومسرحيات، اقرأوها أو شاهدوها إن أحببتم، وستجدون قصتي كاملة».

وفي عام 1939 نُشِرت سيرتُه الذاتية بعنوان «شو يُفصح عن نفسه»، وطبع بعد ذلك بعنوان «ست عشرة صورة شخصية». وعلى الرغم من أن حياة «شو» تناولها الكثير من الكُتاب، إلا أن كتاباتهم جاءت مختلفة عما تجده في ما كتبه شو عن نفسه، وقد خصص فصولاً رد فيها عليهم؛ مصححاً لغلطاتهم، ومبيناً لهفواتهم. ومما يحسب لشو أنه طالع كتاب هاريس «جورج برنارد شو» الذي ترجمهُ فيه، فوجد فيه أخطاءً ومغالطاتٍ كثيرة، عمل على تصويبها وتصحيحها، ليخرج الكتابُ في نسخته الأخيرة صحيحاً جميلاً.