ليس جديداً أن يكثر وينشط المتسولون في شهر رمضان المبارك، فهو موسم التسول بالنسبة لهم، ففيه تهفو النفوس للإحسان وكسب الأجر، لكن المشكلة دائماً في مصداقية استحقاق بعض المتسولين لأموال الصدقة والزكاة !

كثير من المتسولين اليوم مخادعون، وضررهم لا يتوقف على خداع المحسنين الذين باتوا يترددون في منح المال، بل امتد لحرمان المستحقين الحقيقيين للصدقات والزكوات، فعندما يتشكك الناس في صدق المتسولين يتوقفون عن منح الأموال لهم خاصة مع عدم قدرتهم على التمييز بين الصادقين والمخادعين فيحرم المستحقون من تلبية حاجاتهم !

لم نعد نميز بين المحتاج والمخادع، فتوقف كثيرون عن تقديم المساعدة إلا عبر قنوات التبرع الرسمية والمؤسسات الخيرية، وبرأيي أن هذا حرم كثيراً من المحتاجين الذين قد لا تصل إليهم المساعدات عبر هذه القنوات والمؤسسات، كما حرم المحسنين من التواصل المباشر مع أصحاب الحاجات الملحة، وهنا يقع اللوم على المخادعين الذين لا يكسبون إثم خداعهم وحسب بل وإثم حرمان المستحقين الحقيقيين من صدقات وزكوات المحسنين !

ولا بد أن تبذل الجهات المسؤولة عن مكافحة التسول المزيد من الجهد في التصدي للظاهرة التي تنشط في رمضان المبارك، فانتشار المتسولين عند المجمعات التجارية ومراكز التسوق وعلى أرصفة تجمعات الأنشطة الاجتماعية والتجارية والترفيهية كبير ويحتاج لبذل جهود أكبر من الجهات الرسمية، كما أن ظاهرة طرق أبواب البيوت من متسولين مجهولين يتطلب وعياً وحذراً من أفراد المجتمع في عدم فتح الأبواب أو الاستجابة للطارقين المجهولين !

باختصار.. تطهير ميدان الصدقات والزكوات من المخادعين يعزز ثقافة الإحسان في المجتمع وتلبية احتياجات المستحقين الحقيقيين !