سؤال.. هل يتأثر أي رئيس دائرة أو مديرها، في حال حضر وفريقه حفل توزيع جوائز للتميز أو الابتكار أو التفوق، أو أي جائزة كانت، ولم ينله نصيب الظفر بأي منها، ويغادر وفريقه خالي الوفاض؟

هل يحرك ذلك عنده ساكناً ليسأل نفسه قبل موظفيه، لماذا لم نفز بأي جائزة، على كثرها، وعلى تعدد فروعها؟ فشاهد بأم عينيه فوز دائرة بعينها بجائزة أو اثنتين أو أكثر، وبقي هو وموظفوه من دون أن ينالوا شرف الصعود على منصة التكريم.

سؤال كما يقال - يطرح نفسه - لماذا لم تفز دائرتي؟ لماذا لم ينادوا علينا؟ لماذا لم يصفقوا لنا؟

كلها أسئلة رهن إجابة مسؤولين، ولن نقول إنهم كثر، ولكنهم موجودون فعلاً، يحضرون ويغادرون ولا يلقون بالاً لما فاتهم.

لكن السؤال الآخر: ما شعور من ظفر بالجوائز، وصعد إلى المنصة مرة أو مراراً، وحظي بالتكريم، والتصفيق؟ هل هو الشعور نفسه للمدير الأول الذي لم يحظ بأي تكريم؟ بالتأكيد لا.

الأول، سيذهب إلى عمله كالمعتاد، وبالرتابة نفسها، وسيقضي يومه بالطريقة إياها، من دون تغيير أو تبديل، وإذا ما تجرأ أحد موظفيه وسأله لماذا لم نفز بجائزة؟ فقد تكون إجابته هي التقليل من شأن الحدث، وأن تميزهم أكبر من الجوائز.

بينما المدير الفائز، سيذهب إلى دائرته في اليوم الثاني، مزهواً متفاخراً، حامداً الله، على ما ظفر ومؤسسته به من جوائز، وسيكون ديدنه البحث عن سبل الفوز بجوائز وتكريمات أخرى، سواء في الجائزة نفسها بعد عام، أو أية جوائز محلية أو إقليمية أو دولية.

التنافس والفوز، والشعور بالتميز، سنّة النجاح، ومن بديهيات العمل، فلا مدير اختير لأن يشغل منصباً معيناً لمجرد أن يتقاضى راتباً، أو أن «يمشّي» الأمور بما كانت عليه قبل قدومه، ليس هذا المطلوب منه، فالابتكار والابداع والتجديد، سنّة حياتية أخرى، يجب أن يتحلّى بها المدير الطامح إلى التألق والتميز، وترك الأثر الطيب عند المغادرة.

مسؤولون كثر، وحين تستحضر ذاكرتك في الحديث عن دوائر شغلوا مواقع القيادة فيها، فلا تتذكر أسماءهم أو صفاتهم أو أي أثر تركوه، بينما عندما تتحدث عن آخرين، تجد نفسك «ويكيبيديا» تعرف عنهم كل شي وأثرهم الطيب الذي تركوه في داوئرهم، وفي نفوس الموظفين.

مسؤولون وللأسف الشديد، يقضون مراحل إداراتهم للمؤسسات، من دون تحريك أي ساكن أو تغيير، وكأن لسان حالهم يقول إن الاستمرارية تكمن في عدم التغيير، وإبقاء الأمور على حالها.

للأسف هذا ليس هو المطلوب من المديرين، فأنت أيها المدير لم توضع على رأس هرم مؤسستك، وتتقاضى أعلى أجر فيها، لتبقي الأمور على حالها، لأن طبيعة الحياة من لا يتطور، حتماً سيتخلف.