طيف أدبي خليجي نتعرف إليه من خلال الدورة السادسة لجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في الآداب والفنون: شقراء محمد مدخلي، وحوراء علي الهميلي (السعودية)، لولوة جاسم الريس، ولولوة أحمد المنصوري (الإمارات)، شريفة علي التوبية، وآمنة ربيع مبروك (سلطنة عُمان)، وجميلة عبدالله علي (الكويت). وفي الذاكرة الثقافية كاتبة مكرّسة معروفة بتميّزها الإبداعي (نجيبة محمد الرفاعي)، وإلى جانب هذه الكوكبة النسائية القصصية والشعرية نسعد بحضور الشاعرة البحرينية المبدعة فوزية السندي الشخصية المكرّمة في الجائزة.

وبكلمة ثانية موجزة، نحن أمام تنوّع خصب في الرواية والشعر والنصوص المفتوحة بأقلام أجيال مختلفة تحضر بقوة واحترام هنا في مكانها الثقافي الشارقة لنعاين في النتيجة تجاورات أدبية نسائية خليجية، ولكل قلم اجتهاده وطموحه نحو أفق ثقافي جميل دائماً.

الجائزة تجمع هذه اللآلئ الخليجية على روح الأدب أولاً، وتنتج حالة ثقافية تنافسية ليس على الجائزة في حدّ ذاتها، بل التنافس الحقيقي هو على الكتابة التي تشبه المرأة في حدّ ذاتها، فالكتابة تعني العطاء والولادة، والمرأة هي العطاء الذي لا ينضب، وهي الولادة التي تحفظ طهارة الحياة.

الفائزات في الجائزة، وفي ضوء عودتي إلى بعض المعلومات حولهن في مواقع إلكترونية مختلفة يتموضعن في مرحلة الشباب، وحصلن على تعليم مرموق، وشاركن في مناسبات ثقافية في بلدانهن، وأصدرن مجموعات قصصية وشعرية وروايات، وكأننا نشير على نحو غير مباشر إلى سؤال أو تساؤل مفاده:أين النقد الأدبي الخليجي طالما هناك ظاهرة كتابية إبداعية ينتجها هذا الطيف النسائي المبدع؟ في كل الأحوال، هذه تحية إلى الأدب الجديد الذي تكتبه أقلام جديدة، تحية أيضاً إلى الأدب القديم الذي كتبته سيّدات أريبات، أمّهات رائعات ونساء معرفة وثقافة في بلدان شقيقة لها تاريخ مشترك، وذاكرة مشتركة.

جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية تعني تكريم القلم النسائي، وفي الوقت نفسه تعني الجائزة وحدة الروح الأدبية الخليجية في امتدادها العربي، وفي ذاكرتها العربية، حين نقرأ أدباً صافياً وبهذه الكينونة الإبداعية الراقية.

الجائزة أيضاً أتاحت لنا استعادة ثقافية وأدبية وإعلامية للشاعرة البحرينية فوزية السندي، إحدى الشاعرات الأهم في منطقة الخليج والوطن العربي من جيل الثمانينات منذ بصمتها الشعرية الفارقة «استفاقات» في عام 1982.

فوزية السندي قصيدة عربية بحرينية وفي الوقت نفسه هي قصيدة إنسانية استحقت التنقل بين لغات عالمية عدّة لتشرح لقارئ الشعر كيف تتحول المرأة إلى أيقونة في ذاتها وفي نصّها الأدبي الذي هو«نصُّ الحياة».