‫> كان النقد العربي يشكو من عدم وجود مجلات سينما في هذا الركن من العالم. التجارب السابقة من الستينات وحتى مطلع التسعينات كانت لافتة ومهمّة لكنها توقفت بسبب عدم رواجها.‬

> تُلبي مجلات اليوم الحاجة الماسة للمثقف والهاوي السينمائيّ، وثمة مجلة سعودية دسمة تصدر فصلياً، وثلاث مجلات عراقية تصدر شهرياً، وربما كانت هناك مجلات أخرى لا نعرف عنها شيئاً يُذكر. إذا كانت موجودة فهي على بُعد شبر أو اثنين من العدم.

‫> توقفت مجلات الأمس لأنها لم تُدَر وتُكتب صحافياً. كانت تنهض بما يُكتب لها من موضوعات من دون مناسبات فعلية. مقال عن المخرج يوسف شاهين وبعده مقال عن فديريكو فيلليني، وثالث عن علم الحسابات في السينما، يليه‬ آخر عن ملامح السينما الجديدة في المجر أو «السينما العربية إلى أين؟» وهكذا.

‫> لم تكن منغمسة في الحدث بل تتناقله بعد أفوله. لم تتابع آخر المستجدات، بل سعت لملء الصفحات بمقالات لا جامع بينها سوى أنها عن السينما، وهذا لا يكفي.‬

> هناك سعي لتجنّب هذا الوضع في مجلات اليوم، لكنه ليس كافياً. ما زالت إداراتها تعتمد على رسالة تثقيف هي بحد ذاتها جيدة لكنها لا تتمتع بنظام جيد. هي مثل فيلم لبرغمن أو تاركوڤسكي يعرض في صالة صغيرة في استعادة. الفيلم جيد لكن الجمهور مفقود.

‫> كل شيء جاد في العالم (أفلام، كتب، مسرحيات، موسيقى... إلخ‬) له نسبة جماهيرية محدودة إذا ما قورنت بالتجاري. الأفلام السريعة ومجلات الفضائح والروايات التي «عالموضة» تبيع أكثر. الطريق لرفع هذه النسبة هي تفعيل الفن الصحافي لكي تواكب المجلة الحدث في حينه وليس بعد سنوات.