أصدر مجلس النواب العراقي يوم الثلاثاء 31/10/2017 قرار يقضي بتجريم كل شخص عراقي يرفع علم (الكيان الصهيوني) الى جانب كل من يروج (للافكار الصهيونية) على حد وصفه، يأتي هذا القرار بعد ان تم رفع الاعلام الاسرائيلية من قبل الشباب الكورد قبيل استفتاء استقلال كردستان عن العراق في 25/9/2017، شخصيا اعتبر قرار البرلمان هذا فارغا لا قيمة و لا اهمية له، و كان من الافضل بدل تجريم رفع علم اسرائيل ان يتم تجريم رفع علم ايران و صور خامنئي و الخميني التي اغرقت اعمدة و ارصفة بغداد و المحافظات الجنوبية العراقية.

اذا ما رجعنا الى تاريخ العلاقات بين اسرائيل و العراق نرى عدم وجود اي خلاف عسكري او سياسي او اقتصادي يوجب عداء بين البلدين، بإستثناء الحماقة التي ارتكبها صدام بدون مبرر او سبب باطلاقه عدة صواريخ تجاه تل ابيب و ادراجه اسرائيل في المناهج الدراسية عدوا يجب التصدي له، من ناحية اخرى اليهود كانو من سكان العراق لهم تاريخ طويل في هذا البلد و قد ساهموا في بنائه و تطويره، و بالرغم من إبادتهم و تهجيرهم الى اسرائيل في خمسينيات القرن المنصرم لكنهم بقوا مخلصين و اوفياء لبلدهم الذي عاشوا فيه، و في وقتنا الحالي زيارة واحدة الى حي العراقيين في تل ابيب و اورشليم كافية لرؤية احتفاظ اليهود العراقيين بثقافتهم و اصالتهم و كتابتهم شوقا و حبا للعراق، دولة اسرائيل لم تمنعهم من هذا الامر بل كرست لهم كل الوسائل و الطرق لبقاء ارتباطهم ببلدهم الذي عاشو فيه يوما ما، اما ايران لا يوجد لهم موطئ قدم في العراق باستثناء التخريب و الدمار و استغلال الشيعة و تسخيرهم لمأربها الشيطانية و اهدافها الاستيطانية التوسعية.

اسرائيل لم تخض اي حرب مع العراق و لم تتدخل بشؤونه، اما ايران فقد دخلت حربا استمرت ثمان سنوات انهكت العراق و ارجعته الى القرون المظلمة، قتلت ما يقارب المليونين عراقي و هدمت و دمرت مئات القرى و الاقضية و النواحي الحية حرب لا يزال العراق يعاني من تبعاتها لليوم، و ما بعد سقوط صدام 2003 نهبت ايران ما يقارب ثلث احتياطي العملة الصعبة العراقية لتغطية عجزها في ظل الحصار الذي فرضته عليها الولايات لمتحدة الاميركية و حلفائها، ايران ارسلت عشرات الجنرالات بقيادة قاسم سليماني و جعلت الجيش العراقي عدة ميليشيات تابعة للحرس الثوري الايراني.

اسرائيل لم تهن شيعة العراق و لا مراجعهم، لكن ايران فرضت قيودا على اي مرجع شيعي لا ينقاد لولاية الفقيه، و المراجع الكبار السستاني، محمد سعيد الحكيم و بشير النجفي و الشيرازي و غيرهم عانوا الامرين من العراقيل التي توضع امامهم من قبل عمائم نظام ايران الدجالين، و لك ان تراجع قصص مأسيهم مع نظام ايران المجرم الذي يدعي اتباعه لمذهب التشيع، غير الذي ذكرنا ايران تسببت بحقد و كراهية اتباع المذهب السني تجاه الشيعة بتماديها في (لبنان، سوريا، اليمن، الكويت، السعودية، العراق ).

بغداد مدينة ابو نؤاس بعد ان كانت في عهد اليهود عاصمة للثقافة و الفنون و السينما و المسرح و المقاهي الادبية و دور النشر و اللقاءات و الندوات و المؤتمرات الابداعية، اصبحت الان مدينة خامنئي يعيث فيها تخريبا و تهديما لكل القيم و المبادئ لكل شيء انساني حضاري جميل، حتى النجف و كربلاء اصبحتا مدينتين ايرانيتين انتزع منهما المذهب الشيعي النقي و تم تقييد المراجع الشرفاء الوطنين و استبدالهم بمذهب ولاية الفقية الايراني و ملاليه الدجالين.

جدير بالذكر الشعب الفارسي شعب متمدن متحضر و ايران بلد عريق نشأت فيه حضارات و ترعرع فيه ادباء و مفكرين و عباقرة و فنانين لديهم بصمات مؤثرة في تاريخ البشرية، بلد يمتاز بطبيعة خلابة الى جانب الاصالة و الاثار و مناطق سياحية تنضح بعبق الماضي الممزوج بنسائم الحاضر، لكن وا اسفاه سقوط هذا البلد بيد حفنة ملالي طغاة،جعلوه مركزا عالميا للارهاب.

الحديث ذوو شجون.و على الشيعة داخل العراق و خارجهم ان يدركوا ان نظام الملالي الايراني لا يريد لهم خيرا سوى استعمالهم لاغراضه الشخصية و جعلهم مطية و وقودا لدفع عجلة خامنئي و اذنابه الى الامام.

و اتمنى ان يدرك البرلمان العراقي الخطأ الفادح الذي وقع فيه و يراجع قراره و يجرم رفع علم ايران، علم تم تدمير العراق بكل مذاهبه و طوائفه و قومياته تحت ظله.


كاتب كردستاني 
بلجيكا