تنتشر في آوساط وادبيات الحركات الإسلامية المتطرفة والسلفية، توصيفات بشأن الدول الغربية بكونها كافرة، رغم لجوء ملايين المسلمين للعيش فيها والتمتع برفاهية مجتمعاتها،وكنف العدالة والرعاية الإجتماعية والصحية والحريات الدينية والشخصية، مقابل هذا فأن الخطأ يتكرس على نحو أكبر حين توصف دول الشرق العربي والإسلامي بكونها دول الإيمان والرحمن والسلام، بينما هي تبادلهم القطع للأيدي والرقاب والحريات ومواجهات عدائية متنوعة، مما يجعلها سجون ومراكز تعذيب وظلم يحمل ضلال الماضي السحيق وينفذ بأساليب حديثة ...!

الإسقاط السياسي لهذا المنظور الإسلاموي المتطرف يقضي بأن الدول العلمانية العادلة كافرة، بينما الدول الإسلامية والعربية، وهي تكرس جميع أنماط الظلم والإنسحاق .!

‎المجتمعات ذات الطابع الإسلاموي والمحكومة بسلطة إسلامية، تعد أنموذجا تاريخيا للفساد والسقوط الأخلاقي والإنتهاك الإنساني والتخريب الحضاري، وسرقة المال العام وتبني كل أنواع الحرام والظلم وإرتكاب أبشع مجازر القتل والإبادة ‎كل ذلك يجري تحت إدعاء إسلامي ، وتخريج فقهي يتساوق مع شراهة الحاكمين وإنحطاطهم الروحي .

المجتمعات المتحررة من الدين ، أي الدول العلمانية مثل أوربا واليابان وامريكا ، فهي تقيم رعاية خاصة لأنسانها ، تستقبل المشردين والمظلومين وتعاملهم مثل رعاياها ، في ظل سلطات تقيم العدل وسلطة القانون وتحترم حقوق الإنسان وتكفل معيشته ورفاهيته وصحته ، كما تحرص على أمنه وتطوير آفاقه وتحسين دائم لعيشه وسعادته .

‎الآن يوجد اكثر من خمسين مليون عربي أو اكثر، ومن كافة الدول العربية بلا استثاء، هاربون من جحيم وظلم الحكومات العربية ومجتمعاتها ، فأصبحوا لاجئين في هذه الدول وينعمون بخيراتها ومجتمعاتها الراقية ماديا ً ومعنويا ً...! ‎هنا تنعكس المعادلة فيكون الظلم قرين الإيمان بواجهاته الدعائية ، والعدالة قرينة الكفر والعلمانية في سلوكياته المعلنة .

‎الفرق في الوعي والتطور الحضاري جعل الضمير يحل بدلا ًعن الدين في المجتمعات الصريحة والنظيفة ، بينما شاع الدجل والخرافة في سلطات التدين التي تنزع نحو استباحة المحرمات بتفويض سماوي ، كما تدعي ، زورا ً وبهتانا ً ، ومن هنا تجد السياسي الإسلاموي وغطائه الفقهي، أشد عداءً وتحديا ً لقوانين الرب ورسالاته السمحاء ، فيرتكب الإسلاموي عن قصدية موجهة جريمة مزدوجة، شذوذ السلوك وجرميته ،و تحطيم مفاهيم الشريعة وإغتيالها .

‎لم ينعطف الظلم على سرقة الحقوق ، وإحلال المفاهيم الظلامية ومشاريع تجهيل الشعب والمجتمع المبرمجة بواقعية يستجيب لها التخلف الإجتماعي ، بل اكتشفنا موسوعات أخرى تشير لطرق التعذيب الجسدي والقتل والإبادة والحرق وانتهاك البراءة وتدميرها ، سحق الآخر بفاشية مطلقة ، والعودة بالمرأة لعصر أبي لهب وزمرته ..!

‎اسلاميونا صاروا يحملون النار لاليستضيء بها الجاهلون ، إنما لحرق كل مراحل التطور الزمني في 1500سنة من عمر العرب والمسلمين ..!؟