مازالنا ندور في فلك حقوق المرأة مادامت هذه المرأة العربية مقيدة التي اختصها ذكور العالم أن تكون حٌرمة في مجتمع بائس ألبسها أغلال الصحوة وأصبحت عورة لا يُطاق أن تتمشى على الأرض لوحدها وإلا ستكون فريسة الذئب الجائع ولا تحمل ذكور الذئاب والعتب والجريمة بعد إجماع كلمتهم الخطأ على المرأة ثم المرأة حتى لو كانت مشرنقة بقطعة قماش واحتشمت فكيف ننقض ذلك.

لم يهنِ الإسلام المرأة بل المجتمع الذي سلم له مفاتيح الفتوى وإدارة شؤونهم الدنيوية والدينية لأشباه الرجال المتدينين وتكون كلمتهم هي العُليا، وهبوهم الثقة وأحدثت شيء من التبجيل والتقديس لهم ولآراءهم الشديدة فحضيت المرأة باهتمام ملحوظ دعواهم فيها بالقمع وتحيتهم فيها أنتن أكثر أهل النار، كيف تحترم هذه المخلوقة في شارع وينظر لها أنها إنسان تعامل برقة مع أن رسول الله دعاهم رفقاً بالقوارير، مع أن هذه القوارير لم تتهشم بل قوي جدار أوعيتها وأصبحت تقاوم بالوعي لتتحرر من أن تكون خاضعة لقوم تجار الدين ويتاجرون بها في متاعهم، حلّلوا للمتزوجين التعدد باسم زواج المسيار وهو مخفي وأسقطوا ركناً من أركان الزواج حلّلوا أن تكون وعاء لمتعة فهي في نظرهم خادمة للزوج ولأبنائه.

المرأة بشكل عام في هذه البقعة مهمشة واستيقظت في وقت متأخر وهي تشاهد وتستنكر هذا التهميش والقيود التي وضعت من دون حق أو مشرع ديني لها، ففي تقاليدنا عقيدة وفي العقيد تلوين كاذب من هؤلاء الدعاة الذين يظنون أنهم سيحكمون المجتمع عندما يدلوا برأيه في شؤون المرأة وأحكام مخصصة من أوهامهم الوسواس وتهتز منابرهم في الحديث عنها، المثير في الرأي أنه يلاقي تصفيقاً حاراً لأقواله ويتم تطبيقه وفق الضوابط الشرعية وهكذا تشابه عليهم قول الباطل وقول الله.

مراحل دفن المرأة ابتدأت منذ طفولتها وهي تعامل على أنها امرأة ودعوا المتشددين أنها حلوى ويجب أن تلبس الحجاب من الصغر حتى لا يشتهيها الذكور فإذا الطفولة نحرت بأي ذنب قتلت! حتى وإن وصلت إلى سن البلوغ تبقى تابعة لوليها فهي قاصر حكم عليها الذين افتونا بأن المرأة ناقصة عقل ودين ولزم عليها أن تكون أمة ومع سيدها حتى تنقل كفالتها من الأب إلى الزوج حين الزواج فليس هناك قضية تثير دهشة العقلاء في أن يكون مجتمعاً كاملاً مؤمناً بهذه الخزعبلات التي أوهمهم بها الدعاة الذين نعبد حديثهم اليومي وكأننا نسجد سجدة إلى الله إن طبقنا أفواه الدعاة،اسنتجت أنهم لا يعبدون الله مباشرة بل يقدسوا أوامر أسيادهم أشباه الرجال المتشددين الذين ولاوهم علو حياتهم وأصبح قولهم الحق ومخالفة مايقولون جريمة وذنب. قادرون على هدم ما وجدوا آباءهم عليها عاكفين في ظلم المرأة وسيقولون أنها خرافة ولم يشرع الدين الإسلامي هذا القول فهي عفيفة بفطرتها راشدة حينما تبلغ حرة في إدارة شؤون حياتها، فكرامتنا تكفل فيها الإسلام ويأتي في آخر الزمن كهون الدعاة ويسلبوا حياتها من أجل أن لاتكون مستقلة وتقف تحت ذكور.

إن الجهل حقاً أن يبقى هؤلاء المعتلين عقلياً ودينيا وأنهم حكموا هذا المجتمع بفتاواهم وتحريضًا على النساء أن الوعي بدأ يسري ويحطم نفسه منهن أولا فبعضهن تمسكن بهذه النظرية العوجاء وصارت لهن عبادة، فالراعي يتزايد والدين بدأ يتحرر من المزيفين به حتى لا تتفوق المرأة على الرجل وتكمل كل حقوقها فهي مؤامرة على تقزيم النساء وتكون غير معترف بها حتى بالاسم ويكون سيدها وواليها الزوج الذي أحل له شرعهم ثلاثة نساء غيرها فهل هذا منطق العقل أن يضاجع الرجل أكثر من واحدة بسنة الله وَرَسُولِهِ؟ وقد تكون باسم الزواج تذكرة مجانية يحلق بها الذكور في بحر النساء ويتنقل من هذه إلى أخرى وهم بمثابة تصريح ديني قد يستخدمه بعضهم في العبث وأرى أن التعدد هو إجحاف في حقها وياليت أن يقفل حتى يثمنوا امرأة واحدة لا أكثر.

نهضت المرأة في المجتمعات الذكورية التي كانت تحاربها وتحررت شيئا فشيئا من معتقدات خاطئة كانت تناقض وعيها ظلت تحارب بعد الوعي التام بدون أن تحدث عراكاً مع من حولها ففي السعودية كيان المرأة بدأ يظهر وتكون المرأة سيدة نفسها حرة لها الأحقية في اختيار ماتشاء فمثلما أثيرت الضجة حول داعية دين مصنف بالتشدد وتنادي بالتعقيد في شؤون النساء وابنتها خالفت ما تنادي به وانتقدت على أنه تناقض، ليس من شأنهم التهكم في حريات الناس ومن المؤكد أن لها معجبين ويقتدون بها وإن كانت ابنتها غير محافظة وملتزمة على نهج والدتها فهذه حرية شخصية أيضا بكل صراحة أحيي الدكتورة رقية المحارب على تفهمها أن هناك أشياء لا تستطيع أن تجبر أبناءها بها فهذه هي التربية الصحيحة بأن حرية الحياة لهم لا التعنيف والإجبار على معتقداته رغم أنها منبر إعلامي متشدد وينظر لها قدوة من البعض وبكل صراحة نقول هذا هو الفكر الليبرالي المطلوب أفضل من ليبرالي مزيف أو علماني يدّعي الحرية لنفسه ويجبر أبناءه على معتقداته مثل هذه اللادينية. 

عقل المرأة ليس ناقصاً حتى يكون الذكر وليّ حياتها ويستولي عليها ولعلها تردد دائماً "أنا ولية نفسي " حتى تضيئ لكل نساء السعودية فهي مازالت ممكنة في الداخل وغير معترف بهذا التمكين عالميا نأمل أن يكون هذا التمكين عالمياً وتكون حقاً إنسانة مثلها مثل النساء في أي مجتمع إسلامي ولنا في حكومتنا تطلع وآمال في أن تكون قدوة حسنة ومثال مشرف وتقتل كل ظنون السوء التي ظنت بها،، فالمرأة اليوم كل المجتمع متوقف عليها الزوج والأبناء وإدارة الحياة الزوجية وكل زمامها بيدها إن صلح حالها سوف يصلح كل ذلك.

كاتبة سعودية