سالم شرقي: من يحاصر من ؟ سؤال فرض نفسه خلال الساعات الماضية على الساحة الخليجية في ظل رفض السلطات القطرية منح الطائرات السعودية تصريحاً بنقل حجاج قطر حتى الآن، بعد أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد أمر بنقل حجاج قطر على نفقة السعودية وعلى متن طائرات المملكة.

الفريضة والسياسة

ويعد الرفض القطري مؤشراً قاطع الدلالة على أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني حاكم قطر يصر على تسييس فريضة الحج، ويحاصر شعبه على العكس مما تم الترويج له من أن قرار السعودية والإمارات ومصر والبحرين بمقاطعة قطر ما هو إلا حصار جائر على الشعب القطري، والآن تتضح الحقيقة، فقد مدت المملكة يد المساعدة للقطريين، إلا أن السلطة الحاكمة في الدوحة رفضت المبادرة السعودية.

رفض قطري

وكانت الخطوط السعودية قد أعلنت على لسان مديرها العام المهندس صالح الجاسر عن تعذر جدولة رحلات نقل الحجاج القطريين من مطار حمد الدولي بالدوحة، وذلك لعدم منح السلطات القطرية حتى الآن موافقتها على القيام بذلك، في الوقت الذي كانت المبادرة قد رأت النور منذ 4 أيام ولكن التعنت القطري لايزال مستمراً.

القطري قبل السعودي

وكان خادم الحرمين الشريفين قد الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر توجيهاته بعد وساطة من الشيخ عبدالله آل ثاني بنقل الحجاج من الدوحة على نفقته الخاصة، كما قرر العاهل السعودي كافة الحجاج القطريين عبر المنافذ البرية لأداء فريضة الحج دون الحاجة إلى تصريح إلكتروني، وهي الجنسية الوحيدة في العالم التي حظيت بذلك، حيث تفرض السطات السعودية على جميع جنسيات العالم تصريحاً للحج بما في ذلك أبناء السعودية ومن يقيمون بها، حرصاً على تنظيم موسم الحج بطريقة مثالية ومعرفة الأعداد الموجودة في الشعائر المقدسة على وجه الدقة.

أين القرضاوي ؟!

وغرد خليجيون يتابعون تطورات الموقف، حيث أشار بعضهم إلى أن رجل الدين المقرب من حكومة قطر يوسف القرضاوي صاحب الفتاوى المتعددة والمتنوعة دينياً وسياسياً أصبح مطالباً بالخروج علناً وإصدار الفتوى الدينية عن رفض حاكم قطر سفر الحجاج، وهو موقف سياسي بالدرجة الأولى، حيث يتعارض التوجه السياسي في هذه الحالة مع تأدية فريضة دينية، واللافت أن الفريضة أصبحت متاحة وأكثر سهولة للقطريين مقارنة بغيرهم.