في الحديث عن ما مضى لا جدوى منه بقدر ما هو افضل تحديد الخطوات المقبلة من خلال رؤية استقلالية للامام بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية التي كانت وما زالت احد اهم الحواجز في&منع&تقدم مسيرة الحركة الكردية ، آتت ثورات الشرق الاوسط منذ عام 2011 كعاصفة&لم يسلم منها أحد&، عاد&الاقليم الى الواقع المؤلم للبناء من جديد ، لكن في ظل محاصرتها جغرافيا من قبل ايران وتركيا وسوريا لن يكون هناك استقلال ، رغم ان سيدة العالم اميركا في كل ولاية جديدة لرئيس منتخب تبتكر مشاريع وهمية تكون بالنسبة للكرد مشاريع قاتلة ، بدأت في العراق تحت قيادة جورج بوش عام 2003 اسقطت نظام&البعث القمعي كقوة عظمى تعمل على الحفاظ على حقوق الانسان وفتحت الامل للشعب الكردي باعلان دولته ،&لكنها&اعادته الى نظام قمعي اخر ،&سلمته لولاية الفقيه ليكون الطريق مفتوحا امامها للدخول في صراع&مع السعودية ، بدأت الحرب الطائفية بينهما والتي كان الهدف منها افقاد كل خزائن الارض&داخل الشرق الاوسط&من قيمتها&الحقيقية وانهيار اقتصادهم&وابقائهم&تحت سقف الفقر والجهل ،&جاءت في عهد باراك اوباما بمشروع اخر وضحت من خلاله&لاقليم&كردستان&انهم&بحاجة&الى&منفذ&من&خلال&اقامة&حكم&ذاتي للكرد&في&سوريا&يصلهم&للبحر&،&سرعان&ما&تلاشت&تلك&الرؤية&من&خلال&عودة&النظام&في&دمشق&الى&قيادة&الدولة&وعدم&تقسيم&سوريا&وبارادة&القطبين&الاساسيين&الاميركان&والروس&، وجائت ولاية دونالد ترامب&لتقضي على نتائج الاستفتاء بعدم تبنيها ، والعودة على خلق&التوازن في المعركة&الدائرة بين الرياض وطهران ،&بعد ان تم اضعاف الطائفة السنية لتحدد خيارات الطائفة الشيعية&المتمثلة بولاية الفقيه&وتحاول انهاء الفاصل بين الشوطين والعودة للعب مجدداً .

خيارات صعبة امام استقلال كردستان، تتمثل الاولى في تقسيم العراق او اعلان فدرالية للمحافظات السنية وهو ما يستدعي البدء باقامة خط مباشر بين الاقليم وتلك المحافظات تحسبا للسنوات القادمة وما قد يحصل من تطورات ، والثانية والتي على الارجح بدأت ملامحها تتوضح من خلال دمج الكرد في الدول الثلاث ( ايران وتركيا وسوريا ) مع شعوبها الاخرى&داخل الدولة الواحدة للتمهيد بأنهاء اي حكم ذاتي او استقلالية للكرد في&تلك الدول وبالتالي في اي لحظة أسقاط لنظام&حكم في احداها&يبدأ الاقليم بتوقيع عقد لفتح منفذ&حدودي&رسمي كمعبر فيشخابور او ابراهيم الخليل واعلان الاستقلال بحرية مطلقة دون&الرجوع للحكومة المركزية في بغداد&، ويبقى هذا الخيار وارداً&للقبول امام الغرب&ودون معارضة من اي دولة ،&لانه&سيجعل من الاقليم الدولة الكردية الاولى والاخيرة في الشرق الاوسط ولن يلتحق بها اي جزء كردي اخر&وستتبدد جميع المخاوف من قيام اربع دول كردية &.

تجري الاحداث بلمح البصر وكل شي وارد في اي لحظة ، قد يستغرق اعلان دولة كردية عام او&خمسة&اعوام لكنه اتي لا محالة&في ظل الشرق الاوسط الجديد الذي يضم دولة اسرائيل كاملة الحقوق مع دولة فلسطينية كاملة بعد ان باتت خطواتهم في نهايتها ، حيث ان الصراع والحروب الدائرة رمت بستارها على قضيتهم ووضعتها ضمن اروقة الغرف السرية لمعالجتها بعيدا عن انظار العالم .

كاتب وباحث سياسي كردي