بغض النظر عما ستؤول اليه نتائج معركة عفرين. التي أتمنى ان يفشل فيها اردوغان. الذي فتح شهية الضحايا على قتل الضحايا، وترك الأسد يكمل مقتلته في الشعب السوري. فاننا امام حالة من الضحايا، كل ضحية تمجد احتلالا خاصا بها.
***
كنت كرديا بقدر ما انا سوري ولاازال لان الشعب الكردي من حقه، ان يكون له ما لشعوب المنطقة من حقوق. من حقه تقرير مصيره. بالمقابل هل بقية شعوب المنطقة، تمتلك حق تقرير مصيرها؟ في سورية وايران والعراق وتركيا. اذا كان هنالك تجربة ديمقراطية في تركيا، ينقصها حقا كرديا واضحا. لا يعني ان مشروع اردوغان" الرئاسي" ذاهب نحو مزيد من الديمقراطية للشعب التركي أيضا.
***
شعوب المنطقة في هذه الدول وغيرها، لا تمتلك حق تقرير مصيرها، لان الأمريكي والروسي والاوروبي لايريد لها ذلك. لثلاثة اعتبارات: النفط وإسرائيل والموقع الجيوبوليتكي لهذه الدول.
هؤلاء جميعا، يفضلون التعامل مع سلطات ديكتاتورية فاسدة، تحقق المصالح من جهة، وتمنع الحرية ودولة القانون عن هذه الشعوب بوصفها محتل داخلي.
كل ما اقترفته هذه السلطات في المنطقة من جرائم، باتت تمتلك القدرة على شراء صمت الغرب. كما اشترت سلطة ايران صمت الغرب في الاحتجاجات الأخيرة.
*** 
من باب أولى ان تتحكم هذه المجاميع الدولية الكبرى بالمعارضة في أي دولة من دول المنطقة.
فترى الشخصيات الهزيلة الفردية تتربع على فعاليات هذه المعارضة. هذا ما حدث للمعارضة السورية. فكان موقف الائتلاف من تغطيته لموقف الاحتلال التركي ضد عفرين. 
***
اردوغان قام بخطوته هذه بتنسيق مع الدول الفاعلة أمريكا وروسيا وايران. الأسدية عتلة تافهة. 
خطوة لا يريدها قصيرة الاجل كما يرى بعضنا، بل يريدها طويلة المدى. عفرين مشجب للتواجد التركي الدائم. مشجبللتفاوض مع الدول الأخرى. لماذا يريدها اردوغان طويلة الأمد؟ لي رأي خاص في هذه القضية، ربما اكتب عن تفاصيله لاحقا. 
ليس من مصلحة اردوغان فعليا في هذه المرحلة اخلاء عفرين من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني او البي دي؟على فرض اخلاها بضربة سريعة، ما الذي سيبقيه هناك؟تحت أي غطاء؟ مستفيدا من الدرس الاوبامي في تزمينالعنف المضبوط. 
***
على أهمية وقوفنا ضد هذه الخطوة، ووقوفنا مع عفرين،الأهم ان نعرف نحن كسوريين، ماذا ينتظرنا؟ هذه المعركة "الخلبية" نحت الأضواء عن جرائم الأسد، رغم خلبيتهاسيقتل فيها السوريين كردا وعربا وتركمان. ليس هنالك في الصفوف الامامية سوى سوريين يتواجهون.
***
مجرد ان تم الإعلان عن العملية الاردوغانية، بدأ بعض العرب وبعض الكرد السوريين، نهش لحم بعضهم. ضحايايقتلون ضحايا. فتحت حربا أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي: بين انصار الاتحاد الديمقراطي وبين انصار اردوغان. سمتها العامة كل طرف يريد اخراج الطرف الآخر من الإنسانية. الأول يريد تعفيش تضحية السوريين من غير انصار حزب الاتحاد، والثاني يعتبرهم ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري. يفتحون دفاتر بعضهم بعضا. في فتح الدفاتر لا احد منتصر.. بل يزيد عدد الضحايا.
***
أسال العرب السوريين هل الفصائل" الإسلامية"، كانت حنونة على الثورة؟ واسأل انصار البي دي هل هنالك موقف للبي دي مع الثورة منذ انطلاقتها؟ الكل محمول على اجندات غير سورية. ومع ذلك يحق لنا السؤال لجماعة اردوغان: هل قصر الأسد في عفرين مثلا؟ كان هنالك قصرا للاسد ولايزال في حلب.
من جهة أخرى، قبل الدخول الأمريكي كان أداء البي ديحليفا للاسد. الصوت السوري، تم تغيبه لدى الطرفين.
***
ما اكتبه هنا ازعم انني اكتبه كسوري أولا وككردي وكعربي ثانيا، مشروع البي دي بلا حاضن سوري، سيبقى مجال مشاحنة، ومشروع الثورة بلا بعد كردي سيبقى كذلك. اعتقد بعد نيل رضا الامريكان والروس من قبل اردوغان، بات من الواجب على البي دي التفكير سوريا، وعلى الثورة ان تفكر اكثر بالبعد الكردي في سورية. الفصائل الإسلامية التي تسلل جماعة بعث صدام لبعض مفاصلها، ليس لديها هم سوري ابدا. زاد في الطنبور نغما.
***
تنمية المشترك السوري هو في رؤية ان من قتل السوريين وتركهم يواجهون بعضهم هو الأسد. على كل الأطراف التي وقفت مع عفرين، لاجل عفرين وكل منطقة سورية دمرها الأسد وشرد أهلها، البحث عن مخرج سوري