يزال مقتل الصحفي السعودي&"جمال خاشقجي"&في قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية عنوانا رئيسيا في الصحف ومحطات التلفزة&العالمية&، ولن يهدأ العالم ما لم يعرف الحقيقة، ماذا حدث للرجل الذي دخل القنصلية السعودية في&إسطنبول يوم الثاني من اكتوبر الجاري لانجاز معاملة تتعلق&بزواجه&من خطيبته التركية&"خديجة جينكيز"&، ولم يخرج على رجليه ، لم يدر بخلد خاشقجي البالغ من العمر 59 عاما&والذي كان يستعد للزواج ودخول دنيا&أنه&دخل لييخرج من الدنيا إلى الآخرة بهذا الشكل.

بعد نحو عشرين يوما أوضحت&السعودية أن&مقتل&"خاشقجي"&داخل قنصليتها&في&إسطنبول كان في شجار، وشكلت لجنة تحقيق في الحادث&،&وأقال&العاهل السعودي&الملك&"سلمان بن عبد العزيز"&مسؤولين كبار بينهم&"سعود القحطاني"&المستشار في &الديوان الملكي"&و"أحمد عسيري"&نائب رئيس الاستخبارات،&وكان الاثنان ضمن فريق عمل وصل جواً منه ١٥ إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة&يوم 2 أكتوبر الماضى،&كما طالت الإقالة مسؤولين كبار في جهاز الاستخبارات السعودية

واشنطن راقبت الموقف بحذر فالرئيس الأمريكي&"دونالد ترامب"&أعلن أن موت&خاشقجي&بات مؤكدا،&كما&أعلن النائب العام السعودي&"سعود بن عبد الله المعجب"&فتح تحقيق في القضية&مع 18 سعوديا،&وهو&ما يؤكد رغبة&الحكومة السعودية&فى كشف غموض الحادث وتقديم المتورطين&للعدالة،&وبصرف النظر عن الروايات المختلفة التي سربها&المسئولون الأتراك عن قصة قتل&"خاشقجى"ومن بينها امتلاكهم&أدلة ،&نفي&وزير الخارجية التركى&"مولود أوغلو"&أن&تكون&بلاده&سلمت&أدلة &لوزير الخارجية الأمريكى&"مايك بومبيو"&فى زيارته الأخيرة&للمنطقة&والتي شملت الرياض وأنقرة ،&مشيرا الى أن&الوثائق&لا تزال بحوزة&لجنة التحقيق التركية&،&معلنا أنه في حال انتهاء&التحقيق سيعلنوا نتائج&ما توصلوا إليه للعالم&، وهو ما يعني أن&المعلومات التي تذيعها وسائل الإعلام&خاصة&القطرية تستهدف القيادة والدولة السعودية،&فيما يحاول آخرون&ابتزاز السعودية ضاربين بعرض الحائط المباديء الأخلاقية&وتعظيم&المصالح&على المباديء.

ويثير&مقتل خاشقجي تساؤلات بشأن&حرية التعبير&في العالم العربي التي هي&واحدة من حقوق الإنسان&ومن الصعب&تجاهلها&، فحرية الرأي مكفولة طالما الهدف البناء لا الهدم&،&والإصلاح لا التخريب،&وحرية الرأي والتعبير ضمانة لاستقرار النظم العربية بدلا من لجوء كثيرين&إلى الهجرة الطوعية او القسرية&إلى الغرب ليجدوا متنفسا للحرية&،&وقد يقعوا فريسة للاستغلال من جانب جهات بعينها&تستغلهم&لتوجيههم وجهات معينة تضر بلدانهم،كما أن قبول الحكومات للرأي الآخر يحد من&الغضب الذى&قد يتحول&إلى&العنف،&وحمل السلاح، وهذا بطبيعة الحال لا ينطبق على الجماعات الدينية التي تتخذ الدين ستارا لتحقيق مآرب خاصة&.

خاشقجى&في نهاية المطاف&صحفى سعودى ،&ولم يكن يوما على عداء&مع&الحكومة السعودية&،فقد&سبق وتبوأ مناصب مرموقة داخل الحكومة السعودية،&ومن بينها مستشار&لرئيس الاستخبارات السعودية السابق ترك الفيصل فضلا عن رئاسة تحرير&عدة صحف ومن بينها&الوطن السعودية ، وهو مثقف يتحدث الإنجليزية بطلاقة ،&بحكم&دراسته للصحافة بجامعة ولاية إنديانا&الأمريكية&،&ومع بروز نجمه في بلاط صاحبة الجلالة ،&اختلف الناس في تصنيفه هل هو ليبرالي أم اخواني أم سلفي؟.&ربما &يحمل شيئا&من كل ذلك، خرج منها برؤية فيما يحدث،حاول أن يطرحها في مقالاته&فى «الواشنطن بوست»&،&وشرع في عمل مؤسسة تعني بالديمقراطية في العالم العربي لكن القدر لم يمهله لطرح رؤاه وأفكاره فماتت معه ودفنت في قبره.