فتحت زيارة مسعود البارزاني &قبل يومين الى بغداد ولقائه مع (اعداء الامس) واصدقاء اليوم ، باب التساؤل واسعا حول التغيُّر الكوردي المفاجئ حيال بغداد بعد فصل من المناوشات والتراشقات اللفظية والأحداث الدامية&التي شهدتها كركوك وطوزخورماتو &ومناطق مغدورة اخرى , ودعوات التي أطلقت من أجل محاكمة البارزاني بتهمة&&"الخيانة&العظمى"&, بعد أن &توترت العلاقات بين الطرفين على خلفية اجراء الإستفتاء على انفصال إقليم&كوردستان.&

وبرأي محللين سياسيين ، فإن تحول اربيل &يعد بمثابة العودة إلى سياسة تصفيرالأزمات مع بغداد اولا وثم مع الدول الجوار ومنها إيران تحديدا ، فيما اعتبرها آخرون أنها جاءت بعد تطمينات قدمتها بغداد لطي &صفحة الماضي (الإستفتاء ونتائجه ) وفتح&آفاق جديدة للتعاون بين بغداد واربيل على اساس (الدستور), &وخاصة بعد ان اعلن البارزاني قبيل الإستفتاء بان&&"الشراكة مع بغداد فشلت ولن نكررها."...!!

اعتقد ، إن هناك عوامل على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي قد طرأت وأصبحت هناك معطيات جديدة يقرأ من خلالها إعادة وجهة النظر الكوردية &إلى مسارها الطبيعي تجاه بغداد بشكل عام, وعليه ,ارى ان ذلك التقارب يتطلب اولا واخيرا , العمل المشترك&وإقامة علاقة متينة بين اربيل وبغداد وتعزيز الثقة وتصحيح الأخطاء التي رافقت المسيرة السياسية سابقاً. &

اكراد المالكي:&

اُطلق علينا من قبل الاعلام الحزبي التابع &لبارزاني قبل إجراء الإستفتاء &تسمية "أكراد المالكي" لاننا كنا نحذر في مقالاتنا القيادة الكوردستانية وننصحهم بتاجيل موعد الإستفتاء&,لأعتقادنا إن ( بناء الدولة ) وليس (إعلان الدولة) , &يتطلب اولا : تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية من اجل بناء (مؤسسات ديمقراطية حقيقية) من قبل قوى سياسية مؤمنة بجوهر العمل الوطني الديمقراطي من اجل تحقيق سيادة العدل الإجتماعي , ثانيأ، تهيئة المناخ الملائم والمقومات والمصادر والموارد التي لا تكتمل عملية (بناء )الدولة &بدونها، اضافة الى ذالك، ان بناء الدول لم يعد بيد الحكومات والشعوب وحدها وانما هناك قوى عظمى ودول واطراف دولية ذات المصالح المشتركة تعمل تحت شعار (الديمقراطية، تنظيم المجتمعات وإستقرارها طبعأ بالحفاظ على نفوذها ومصالحها في المنطقة، أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتطبيق سياسات ازدواجية ماكرة صممت من أجل اخضاع الشعوب بقوة من جهة ,وإبقاء مصادر البترول المنطقة في أيديهم وتحت سيطرتهم من جهة ثانية، اضافة الى ذالك ان هذه القوى الدولية لها نفوذها وسلطتها واجندتها في المنطقة، وتتعامل مع السياسات والقوانين الدولية حسب الخداع والمعاير المزدوجة والمكائد السياسية و العهود الزائفة (الموروثة عن الاطماع الاستعمارية الغربية في الشرق الاوسط )، وهذه النقطة هي من أهم معوقات ولادة الدولة الجديدة في الشرق الاوسط الحبلى والمحتقنة بل محترقة أبداً بالصراعات و المصالح والتناقضات والتشرذم السياسي والفوضى الأمنية والمذهبية والإثنية والقومية، وان اعتراضات الخارجية (الإقليمية والدولية ) على الخطوات الإستقلالية الكوردية ( على الاقل في الوقت الحاضر ) والتاكيد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق خير دليل على ذالك.

أن تأتي متأخراً خير&من&أن لا تأتي&أبداً :&

كمراقب للشان الكوردستاني&,&اقول بملء الفم وبضمير مرتاح و&بكل صراحة ووضوح كما قلت سابقا&وكما&اكدت&من&خلال سلسلة من مقالاتي السابقة&ومازلت أؤكد&عسى ولعل قد يفيد التكرار:&حسنًا فعل&بارزاني بأن تكون المحطة الأولى في جولته&بغداد&بعد قطيعة الإستفتاء التي استمرت أكثر من سنتين , لان كما قلت سابقا واكرره هنا: إن القضايا المصيرية والمشاكل العالقة بين اربيل وبغداد يجب ان تُحل بـ(قوة العقل والمنطق) وليس بمنطق القوة وبالدم والبنادق والخنادق ورفع الشعارات البراقة وتوزيع التهم&النابعة من العقل التابع الحزبي الباذنجاني، الانتهازي، المتلون، الذي يحلم بكرسي اومنصب اكبر، او يحلم من اجل الوصول الى مصالح ذاتية على حساب (باذنجانيته ) النابعة من المعادلة الحزبية المقيتة التي تقول : (إن لم تكن مع الحقيقة التي أفهمها فأنت خائن وعميل وتابع وذليل ).

والسؤال الاهم هو : هل يحاور بارزاني مع بغداد ( بلا شروط)&&أم على اساس نتائج الإستفتاء؟&