أنتجت التجربة السياسية خلال الأعوام الخمسة عشر المنصرمة المئات من الأحزاب في الساحة السياسية العراقية. وتتميز هذه الساحة بعدم الاستقرار، والصراع، والتأثر بالتدخلات الخارجية. وتترك السمات الذاتية لشخصية السياسي العراقي الذي هو نتاج ماضٍ متمثل بنظام شمولي حكم البلد خلال عقود آثارها على طبيعة هذه الأحزاب وخطابها السياسي. وقد أدى ذلك إلى استشراء ثقافة شعبوية تترك أثرها في كل مفاصل التعامل السياسي والاجتماعي في العراق، بل لتتمدد إلى أغلب مواقع صناعة القرارت التنفيذية والتشريعية والقضائية. 

وعند قراءة الخطابات السياسية للأحزاب والشخصيات السياسية العراقية لغة وسلوكاً، فإن المتابع يكتشف تشابهاً كبيراً في الخطاب والسلوك وطرح المقاربات بين أغلب الأحزاب السياسية رغم اختلافها وتصارعها على خطوط الاستقطابات المختلفة. بل إن أغلب الأحزاب تستنسخ الكثير من أساليب التعامل من بعضها البعض وفي كثير من التفاصيل. إذ يلاحظ على سبيل المثال أن الحزب الإسلامي العراقي السني أعلن عن عدم مشاركته في الانتخابات القادمة، وترك لأعضائه الحرية كشخصيات مستقلة للمشاركة فيها، وذلك بعد عدة أسابيع من إعلان حزب الدعوة الإسلامية الشيعي موقفاً مشابهاً. وتقوم أغلب تلك الأحزاب تبعاً لمن يقودها بالتقاط قضية أو عدد من القضايا التي تثير الانقسام الحاد وتلقى رواجاً لدى رجل الشارع وتجعلها من أولوياتها التي تنادي بها دون أن تطرح بالضرورة حلولاً عقلانية وعملية لها. ومما يميز الأحزاب العراقية في شعبويتها، أنها لا تتبنى بالضرورة قضية واحدة مثيرة للانقسامات، بل تتبنى عدة قضايا في نفس الوقت، فالحزب ذو التوجهات الطائفية على سبيل المثال يمكن أن يتبنى كذلك توجهات مضادة لأحزاب السلطة، وأثنية متطرفة، وأخرى ترتكز على صراع شخصي مع شخصية سياسية أخرى وهكذا. 

من حيث المبدأ يمكن القول أن أغلب الأحزاب العراقية، إن لم نقل كلها هشة عقائدياً، أي أنه لا يمكن الوقوف على عقيدة أو ايديولوجيا شاملة في مقارباتها لوضع حلول للقضايا التي يواجهها العراق. وبالإضافة إلى الهشاشة العقائدية، فإن بعض تلك الأحزاب تضطر أحياناً للإعلان عن خليط غير متجانس من الأفكار والقيم السياسية والاجتماعية المختلفة، حسب ما تمليه الظروف أو ما يراه رجل الشارع خصوصاً في الفترات التي تسبق الانتخابات التشريعية. وفي كثير من الأحيان تصل هذه الأفكار إلى حد التناقض، دون أن ترى تلك الأحزاب بأساً في ذلك. فعلى سبيل المثال تعلن تنظيمات وشخصيات ذات عقائد إسلامية أفكاراً براغماتية-علمانية لا تنسجم بتاتاً مع القيم الدينية التي تعلن التزامها بها. ويعلن رجال أعمال دخلوا معترك السياسة أفكاراً اشتراكية لا تنسجم مع رأسماليتهم الصارخة. وتبقى البراغماتية هي الفكرة الأكثر إلتزاماً من قبل الأحزاب العراقية وتعد قاسماً مشتركاً بينها.

تعتبر الشعبوية حالة انتقالية، أي أنها لا تستمر كسلوك سياسي مستقر بسبب هشاشتها العقائدية والتنظيمية. فالحزب السياسي ذوالاتجاه الشعبوي ما أن يحقق الوصول إلى موقع صناعة القرار الحكومي والتأثير عليه، يتغير خطابه ويأخذ شكلاً نخبوياً، يتعامل مع الواقع بطريقته الخاصة، كما أنه في نفس الوقت لديه القدرة على الانتقال إلى الحالة الشعبوية بمجرد فقدانه ذلك الموقع، أو أنه يستمر في ممارسة الخطابين في نفس الوقت، وحسبما تمليه الظروف. ويبدو أن تفشي الظاهرة الشعبوية في العراق كبير إلى درجة أن السياسي الحاكم يمكن أن يتحول إلى معارض أثناء ممارسته مهامه الرسمية، ورجل التشريع في البرلمان يستطيع أن يتحول إلى مقاتل يحمل السلاح دون غطاء رسمي، وأن يتحرك السياسي وفق الأعراف العشائرية ضد القوانين المرعية الحاكمة، كما يستطيع تحريك تظاهرات صاخبة في الشوارع ضد مؤسسات وشخصيات وقرارات حكومية، بينما يجلس في مكتبه الحكومي يمارس وضعه الرسمي في المؤسسات الحكومية نفسها.

تتمحور أغلب الأحزاب العراقية، الكبير منها والصغير، والعريق منها والحديث النشأة في الأساس حول شخصيات سياسية، أكثر مما تتمحور حول ايديولوجيا أو قضية أو أولوية تغييرية أو إصلاحية. مما يجعلها رغم تبنيها الظاهري لعدد كبير من القضايا الخلافية تصنف ضمن الشعبويات القائمة على الأشخاص. وعلى الرغم من صعوبة الاطلاع على الهياكل التنظيمية للأحزاب العراقية المختلفة، إلا أنه يبدو ومن خلال دراسة السلوك السياسي لتلك الأحزاب أن الهياكل التنظيمية لأغلب الأحزاب العراقية لا تأخذ وضعاً يعكس عمل الأحزاب السياسية الرصينة التي تتحرك في أفق حل مشاكل البلد ضمن منظومة الدولة وفي وضع ديمقراطي يتوافق عليه الجميع. بل إنها تتحرك وفق منظومة الحراك السياسي الذي يتطلب هيكلية تنظيمية بسيطة ومرنة وتسيطر عليها قيادة فردية. وغالباً ما تقاد الأحزاب العراقية بشكل مباشر من قبل شخصية أو أقارب تلك الشخصية أو الموالين لها بشكل مركزي جداً. وتقوم هذه الشخصيات بتحديد طبيعة السلوك والخطاب السياسي الذي تتبناه تلك الأحزاب، وربما يفسر ذلك الطبيعة المتغيرة وغير الثابتة للخطاب والسلوك السياسي لأغلب الأحزاب العراقية. ويبدو أن الهشاشة العقائدية والتنظيمية مضافاً إليها القيادة الفردية لتلك الأحزاب يمكن أن تفسر كثرة الانشطارات والانقسامات التي تحصل فيها. وينحى السلوك السياسي للشخصيات التي تقود تلك الأحزاب في كثير من الأحيان منحىً براغماتياً وميكيافيلياً واضحاً. ومن أجل تحقيق مصالح فئوية أو طائفية أو شخصية أو غيرها. وتتعامل الأحزاب والشخصيات السياسية المختلفة بطريقة نسبية ومرنة جداً فيما بينها، ومع المؤسسات الرسمية العراقية الرسمية، حتى وإن أدى ذلك إلى إضعاف تلك المؤسسات وكسر القوانين المعمول بها. ويعكس هذا السلوك ضعف انسجام تلك الأحزاب مع مؤسسات الدولة الرسمية وهي صفة تميز الأحزاب الشعبوية بامتياز. 

يقوم السياسي العراقي في أغلب الأحيان في خطابه الموجه إلى الجمهور الذي يستهدفه بتحريك مشاعر الإحباط والقلق والخوف من الآخر والقلق من المستقبل لديه. كما يقوم بتهويل الأزمات المحلية والاقليمية وغيرها من قضايا من أجل استثارة مشاعر الجمهور عاطفياً على خطوط الانقسام المسببة للصراع السياسي. ويسعى السياسي العراقي في كثير من الأحيان إلى وضع القضايا التي تثير الجمهور، أو التي تخاطب مساحة حاجاته الأساسية في إطار شخصي جداً، عبر لغة الترهيب والتهديد والإزدراء والفشل والمؤامرات والتخوين ضد من يختلف معه، وفي نفس الوقت يستخدم تعابير تعبرعن الرقي والعلو والنجاح والإنجازات عندما يتحدث عن نفسه. 

وضمن الاستعداد لسباق الانتخابات بدأ هذا الخطاب يتصاعد شيئاًفشيئاً. فقد أعلن أياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، رئيس تحالف الوطنية، وحزب الوفاق الوطني في بيان متلفز، أنه بصدد "مجابهة ليل طويل سرمدي" وأنه يهدف إلى "إنقاذ العراق وشعبه من الذل والهوان الذي يعيشه" وأنه "سيتخذ قرارات مهمة تغضب الذين يهيمنون على الحياة السياسية" وأنه "لن يقف مكتوف اليد" إزاء تلاعب وشراء ذمم مفترض سيؤثر على نتائج الانتخابات. ويلاحظ أن أياد علاوي يستخدم كلمات تهويلية ومثبطة عن الأوضاع فكلمات "ليل طويل سرمدي" و "ذل" و"هوان" تعكس صورة قاتمة عن البلد، و يستخدم كلمات " مجابهة" و "إنقاذ" و " قرارات مهمة" و "تغضب" وهي كلمات تحاول أن ترسم منه صورة القوي المنقذ لوضع ميؤوس منه. ويلاحظ أيضاً القلق الذي يثيره حول تلاعب مفترض في الانتخابات.

وضمن نفس السياق حذّر نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية، رئيس تحالف دولة القانون، والأمين العام لحزب الدعوة من "محاولات تزوير نتائج الانتخابات" وأنه "سيقف بالضد" من تلك المحاولات. وأن العراق لا يبنى إلا عن طريق "إجهاض المشاريع والمؤامرات الخارجية" بعد أن حذر من "سيل من الأموال بدأ يتدفق لتزييف" العملية الانتخابية. إذ يلاحظ وجود توظيف لغوي مبالغ فيه من قبل نوري المالكي تجاه القضية التي يتحدث عنها، فكلمات مثل "إجهاض"، و"مؤامرات خارجية" و"سيل" و "يتدفق" كلها كلمات تدل على تهويل مقصود للقضية. ويحاول نوري المالكي هنا أن يضع نفسه في إطار الرجل القوي أيضاً مظهراً نفس القلق الذي أبداه د. علاوي من تزوير مفترض يطال الانتخابات المقبلة. 

ويذكر رجل الدين الشيعي ومرشد تحالف سائرون، مقتدى الصدر في بيان مكتوب له، أنه "في معركة مع الفساد والفاسدين ومازالت المعركة قائمة" وإن عدم مشاركة أتباعه في الانتخابات سيعد "تخاذل عن المعركة واستسلام للفساد والمفسدين"، ويضيف "هذا يعطي انطباعاً أمام العدو الفاسد بقوة فسطاط الإصلاح". حيث يلاحظ أن التوظيف اللغوي لمقتدى الصدر يعكس مزاج معركة وصراع لديه. فكلمة "معركة" تتكرر مرتين، و"فساد وفاسدين" تتكرر مرتين، كما أن كلمتي "تخاذل" و"استسلام" تعكسان وضع الحرب أو الصراع الذي يريد أن يعيش به أتباعه. وتظهر اللغة المستخدمة وضعاً استقطابياً شديداً يعيشه مقتدى الصدر ويوجه أتباعه حوله، فهو يستخدم كلمة عدو، ويصفه بالفاسد ويستخدم كلمة فسطاط التي تستخدم غالباً من قبل أصحاب التيارات الدينية لوصف معاركهم ضد الآخرين. يذكر أن ابن لادن كان قد استخدم هذه اللفظة في إحدى خطبه. ويظهر أن السياق اللغوي للبيان يحاول إبراز مقتدى الصدر كقائد قوي لأتباعه. هذه ثلاثة أمثلة عن خطابات شعبوية لشخصيات قيادية سياسية عراقية مؤثرة وناشطة منذ سقوط النظام السابق في الساحة السياسية العراقية. وهي كما يلاحظ تمتلئ بالكثير من إثارات الخوف والتهديد والمبالغة والاستقطاب في إبراز الجوانب السلبية للأوضاع.

ويلاحظ على أغلب الشخصيات السياسية العراقية عندما تعبّر عن رؤاها، أنها تتحرك في أفق الشعارات، وتبسيط القضايا، وتكون مصطلحاتها التي تستخدمها مستنسخةً من لغة الشارع في أغلب الأحيان. ويعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أبرز الأمثلة على ذلك. فقد أصبحت لفظة "القصقوصة" وهي كلمة عامية محلية تدل على قطعة الورقة الصغيرة جداً، ومصطلح "شلع قلع" والتي تعني الاجتثاث والاقتلاع مصطلحات شبه رسمية لدى زعيم التيار الصدري. ولكن اللغة الدارجة والعامية ليست حكراً على مقتدى الصدر فقط. فرئيس الوزراء،حيدر العبادي، استخدم مصطلح "الفضائيين" وهو على رأس الحكومة العراقية وضمن مخاطبات رسمية. و"الفضائيون" هو مصطلح عامي يستخدم شعبياً للتعبير عن موظفي الدولة الذين يتقاضون رواتب دون أن يكون لهم وجود حقيقي في المؤسسات الحكومية. فيما يتحدث نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي بلغة عامية جداً، لا يمكن أن تؤطر بوضع رسمي ذي مكانة عالية المستوى في الحكومة العراقية. بينما أصبحت عبارة "ما ننطيها" العامية التي تعني لن نعطيها التي أطلقها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي قبل أعوام محل أخذ ورد وتندر لفترة ليست بالقصيرة. ويلاحظ أن التسامح في استخدام العامية عند الشخصيات السياسية العراقية يهبط أحياناً إلى مستوى اللغة السوقية والمبتذلة، خصوصاً أثناء المماحكات السياسية. 

ويلاحظ الطابع الشعبوي على السلوك السياسي للشخصيات السياسية التي تنشط سياسياً. حيث يتعامل الكثير من السياسيين مع الأوضاع بطريقة تقلد سلوك رجل الشارع في تعامله اليومي، خصوصاً عندما يعبر عن انفعالاته ومشاعرة الغاضبة والاحتجاجية. وهنالك مئات الأمثلة التي تعكس هذا السلوك لا مجال لذكرها في هذه العجالة. ولكن يبدو أن السلوك الشعبوي للسياسي العراقي له خصوصيته أيضاً، فهو في سعيه إلى رسم صورته كزعيم قوي وصاحب شأن يقوم باستعراض للوجاهة والمظاهر الاحتفالية التي ترافق تحركه السياسي في الشارع بمواكب من السيارات الفارهة والمصفحة، واستعراض الحماية الشخصية له بشكل خارج عن المألوف. وهذا سلوك يشترك به كل السياسيين العراقيين بغض النظر عن انتمائهم وخطابهم.

تتعامل الأحزاب السياسية العراقية وفق نظرة أحادية مع الأوضاع في العراق. وتتحرك هذه النظرة في أفق طموحات هذا الحزب أو تلك الشخصية باتجاه السيطرة على مقاليد الأمور في البلد، وفق النهج الذي يتبناه الحزب أو الشخصية السياسية المتزعمة، الذي غالباً ما يكون مبنياً على أسس المصلحة الخاصة. ولا تلتفت الأحزاب العراقية كثيراً إلى أهمية التعددية في عراق يعيش تلك التعددية على كافة المستويات بطبيعته. فالتوافق عندما كان يتم لتشكيل الحكومات السابقة، إنما كان يحصل بسبب عدم امتلاك تلك الأحزاب القدرة والقوة الكافية كي تستأثر بالسلطة على حساب غيرها، وبسبب ضغوطات سياسية داخلية وخارجية لا قبل لتلك الأحزاب بمواجهتها، فالتوافق كان دائماً يتحقق بالاضطرار لا بالإرادة. وبشكل عام فإن التعددية لا تمثل جانباً مركزياً لدى الأحزاب السياسية العراقية، رغم إطلاق بعض تلك الأحزاب شعارات تنادي من خلالها بالتعددية والتبادل السلمي للسلطة. ومع مرور أكثر من عقد من الزمن على نشوء التجربة العراقية السياسية بعد 2003، فإن التعددية التي يكفلها الدستور العراقي نظرياً، تتراجع هي الأخرى أمام أجندات أكثر مركزية وشمولية وفردية تتبناها الأحزاب العراقية. وذلك في مؤشر واضح على تعمق الظاهرة الشعبوية في الساحة السياسية العراقية. 

يلاحظ أيضاً تضاؤل مساحة الصدق في خطاب الأحزاب السياسية العراقية. فإطلاق الوعود، وتضخيم الإنجازات أو المشاكل، واختلاق الصراعات، وتهويل المخاوف، والحديث عن المؤامرات، وغيرها من أمور غير مبنية على مستوى مقبول من المصداقية، تعتبر ممارسة شبه يومية في التعامل السياسي للأحزاب العراقية. فالوعود التي تطلقها تلك الأحزاب والشخصيات السياسية تتعامل مع الواقع بشكل مبسط للغاية، ولا تأخذ بالحسبان توافر الخطط والكفاءات والموارد والوقت والقدرة على تحقيقها. فالمستهدف هو رجل الشارع البسيط، الذي تسيطر عليه عقلية المؤامرة، ويتأثر باللغة البسيطة، والشعارات، وتثيره لغة التخويف والترهيب. ومن الأمثلة على ذلك إطلاق رجل الدين الشيعي، عمار الحكيم الذي كان يترأس تيار شهيد المحراب في أجواء انتخابات عام 2014 مبادرة مفترضة لتصحيح الأوضاع الخدمية في محافظة البصرة عبر شركة استشارات أجنبية، حيث أصبحت البصرة تحت إدارة أفراد مقربين منه. ولكن يبدو أن المبادرة وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام على إطلاقها، لم تتمكن من تحقيق أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، وأتت بنتائج عكسية على المدينة. وتميل بعض الأحزاب إلى تضخيم إنجازاتها، فائتلاف كفاءات للتغيير بقيادة النائب هيثم الجبوري، يعرض وبشكل مستمر على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية العام الجاري إنجازات مفترضة للنائب في جهود خدمية محدودة، ولكن يجري تضخيمها بشكل كبير في مناطق ريفية، كتجهيز إطارات سيارات لرفع النفايات في بلدة المسيب على سبيل المثال. كما يستعرض موقع الحزب المدني الحر، بقيادة وضاح الزيدان وهو أحد أقارب وزير الزراعة فلاح الزيدان أعمالاً خدمية لإدامة الطرق في بعض مناطق الموصل، تحت عنوان "بدعم من الشيخ فلاح الزيدان وزير الزراعة، وبإشراف الدكتور وضاح الزيدان، تم اليوم تعديل شوارع حي المأمون...". أما على مستوى التهويل، فيلاحظ أن صالح المطلك، رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، يتبنى مقولة "كل ما بني حتى الآن هو بناء خاطئ"، كما تتبنى د. حنان الفتلاوي، رئيسة حركة إرادة خطاباً يتحدث عن "إنعدام الثقة بالساسة" وأن حركتها تتعرض للدسائس والمؤامرات.

وهكذا يلاحظ أن الأحزاب العراقية هي أحزاب شعبوية بطبيعتها، ولذلك أسباب كثيرة لا مجال لبحثها الآن. والشعبوية السياسية في العراق تعد أحد الأسباب الرئيسية التي لا تسمح للنظام السياسي في العراق بالعمل بشكل سليم.