في أول بيان له حول الانتخابات المبكرة كان في عام 2004 اي بعد عامين من وصوله الى كرسي الحكم قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وبالحرف الواحد ان المطالبة بالانتخابات المبكرة خيانة للوطن .

كرر اردوغان نفس التعبير تسعة مرات منذ عام 2004 وآخر مرة كان في عام 2014 وذلك بعد انتخابه مباشرة رئيسا للجمهورية .

وقال ايضا ان الانتخابات المبكرة لم تعد تمارس في الديمقراطيات المتقدمة وصارت علامة من علامات المجتمعات والدول المتخلفة .

وفي مناسبات اخرى قال نحن لن نقدم على هذه الخيانة و انه لا هو ولا حزبه لن يطالبوا بالانتخابات المبكرة و قال نحن لن نسمح للآخرين اي الاحزاب المعارضة ايضا بخيانة الوطن .

اذن لماذا يذهب اردوغان في 24 حزيران القادم اي بعد شهرين الى الانتخابات المبكرة و التي تعني في عرفه الخيانة العظمى ؟ علما ان موعد الانتخابات العادية كانت ستجري بعد سنة ونصف تقريبا في نوفمبر 2019 .

 في اخر تصريحات له قال اردوغان اننا اضطررنا الى اتخاذ هذا القرار حتى نتجنب الزلزال الذي بات على الابواب ويقصد بذلك الوضع الاقتصادي المنهار .

تلقفت المعارضة والصحافة هذه التصريحات على انها اعتراف من اردوغان بالازمة الاقتصادية الخانقة وان الوضع يتجه الى الانهيار .

معظم المحللين الاقتصاديين يشيرون الى ان تركيا تعيش على القروض الضخمة وعلى واردات بيع املاك و مؤسسات الدولة الاقتصادية تحت اسم الخصصة . 

نشرت الصحافة قائمة ببعض الاملاك والمؤسسات التي تم بيعها في 15 سنة الاخيرة من عهد اردوغان على الشكل التالي: 

تم بيع حصص الدولة في 101 من مؤسسات القطاع المشترك و 10 موانئ و85 مراكز توليد الطاقة الكهربائية و40 معمل و11 فندقا وثلاثة آلاف املاك وعقارات الدولة و37 منجم و 3 باخرة و 6000 ورشات ومعدات وآلات ميكانيكية . 

قبل اسابيع قررت الدولة بيع 14 معمل انتاج السكر والتي يشارك عمال تلك المعامل ومزارعوا الشوندر الدولة في ملكيتها والتي تشكل مصدر رزق لسكان المناطق الموجودة فيها .

الدراسات جارية الآن لبيع جسرين عملاقين على البوسفور تربط اوروبا بآسيا اي جسر السلطان محمد الفاتح وجسر السلطان سليم وهي منشئات تدر ارباحا هائلة على الدولة . 

بالرغم من كل ما تم بيعه فان خزينة الدولة خاوية بسبب الا ضطرارالى تسديد الديون والقروض المتراكمة على الدولة في الخارج والداخل .

من الناحية السياسية لم يعد هناك شيء اسمه حرية التعبير او حرية الصحافة وحق التظاهر والسجون تغص بالصحفيين والسياسيين بما فيهم البرلمانيون الذين اسقطت عنهم الحصانة النيابية .

استغلت حكومة حزب العدالة والتنمية محاولة انقلاب 15 تموز التي قام بها اتباع الداعية الاسلامي فتح الله غولن والصقت تهمة الاشتراك في الانقلاب بكل من كانت تريد التخلص منه . وهكذا تم تصفية مئات الآلاف من العاملين في الجيش و جهاز العدالة و القضاء والمحاكم والامن وبقية مؤسسات ووزارات الدولة حيث تم ملؤها بالعناصر التابعة والمؤيدة لحزب العدالة والتنمية .

هكذا نجد ان الازمة التركية الخانقة ليست محصورة في المجال الاقتصادي فقط بل يتجاوزها الى المجالات الاخرى ايضا بحيث لم يعد ممكنا الاستمرار في قيادة وادارة البلاد .

قال احد الصحفيين ان اطار سيارة اردوغان تعرض للانثقاب وسيارته ستقف اجلا ام عاجلا .

السياسة الخارجية التركية فصل درامي آخر و تعيش اسوأ فترة في تاريخها بسبب اردوغان حيث انه في خلاف وخصام مع جميع الدول العربية والاوروبية وامركيا .

حرب شاملة على الكرد واحتلال اراضي سورية .

تركيا الاردوغانية متصالحة ومتحالفة مع روسيا وايران فقط وكل ماعدا ذلك عداء وخصام .

 ازمات تركية خانقة واردوغان يتهرب من الواقع بالانتخابات المبكرة في انتظار معجزة لن تتحقق .