في وقت تبلغ فيه الحملات الانتخابية ذروتها بجميع أنحاء العراق على أعتاب الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار الجاري , كشفت الأمطار يوم الاحد المصادف 6 ايار والتي اغرقت (مخيمات النازحين الايزيديين )*في إقليم كوردستان , كشفت عن فشل حكومة الفساد والمحاصصة المقيتة و اظهرت كل ادعاءاتها السابقة والحالية الباطلة من اجل (عراق آمن ومستقر وخالي من الفساد ) , كما أظهرت وجهها الحقيقي المزيف وعدم اهتمامها باعادة النازحين الى مناطقهم المحررة من وحوش داعش واخواتها . 

كنت هناك عندما زارت الممثلة الأمريكية الحائزة على جائزة الأوسكار، (أنجلينا جولي )سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، كنت هناك عندما زارت (جولي) في (25/1/2015) مخيمات للاجئين السوريين والنازحين الايزيديين المقيمين في مخيم (خانكي ) في مدينة دهوك للاطلاع عن كثب على وضع النازحين واللاجئين المعيشي وتقديم المساعدة لهم, بعد ان فروا من أتون الحرب التي أشعلها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق وسورية , لم تفارق مشاعر الصدمة والحزن والالم ملامح (جولي) طيلة زيارتها لمخيمات الايزيديين , في وقت الذي انشغل الوفد العراقي المرافق لـ( جولي ) بالتقاط السيلفي والصور التذكارية معها (ورفع شارات النصر)ونسوا ان (جولي) في زيارة رسمية للعوائل النازحة للاطلاع على أوضاعهم المعيشية المزرية التي يمرون بها ...!!

صرحت (جولي) أمام صحافيين في مخيم (خانكي) بدهوك وقالت "لقد صدمت بما رأيت اليوم. إنها الزيارة الخامسة لي إلى العراق والمعاناة أسوأ من أي وقت مضى". واجهشت بالبكاء خلال لقائها مع اطفال ايتام فقدوا آعوائلهم أو معيليهم الذين أعدمهم داعشوحرموا من ابسط حقوقهم في التعليم والدراسة والعيش الكريم , وعليه وطالبت (جولي)، خلال مؤتمرها الصحفي ، المجتمع الدولي بتقديم مساعدات أكثر للنازحين الذين يعيشون في أوضاع متردية. وقالت "يجب علينا تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وان النازحين الذين هربوا من بطش إرهابيي داعش يحتاجون إلى رعاية ومساعدات أكثر" متعهدة بايصال صوتهم الى العالم وعمل ما في وسعها لايصال المساعدات اللازمة لنازحي العراق، بالضبط عكس حكومة المحاصصة العراقية المنشغلة بالفساد والمحاصصة والدعاية الانتخابية الرخصية على حساب دماء ودموع وآلام الضحايا .

يرى مراقبون ومتابعين للشأن العراقي أن الحديث عن إجراء انتخابات في هذا الوقت أمر مثير للسخرية، وخاصة في ظل هذه الازماتوالاوضاع المزرية والمشاكل التي تعصف بالعراق , في مقدمتها مشكلة النازحين والتي لا تزال دون حل , حيث لا يزال نحو مليوني نازح في المخيمات يعيشون حياة تفتقر الى الحد الادنى من حقوق الانسان في السكن والصحة والعمل والتعليم . 

كما يؤكد النازحون أن قضيتهم ومستقبلهم تحولت إلى لعبة انتخابية بين القوى السياسية العراقية الفاسدة , كما يرون ان عودتهم الى مناطقهم وتحريرالمختطفين الذين لا يزالون في قبضة تنظيم داعش أهم بكثيرمن الانتخابات والسياسيين الذين سيأتون عن طريقها ويجثمون على صدر الوطن لمدة اربع سنوات عجاف, ويسألون ايضأ : "ماذا جنينا من الحكومة في السابق كي نعود لننتخبهم مرة أخرى ونحن في هذا الوضع المزري . 

اخيرا , كشفت الأمطار يوم الاحد المصادف 6 ايار والتي اغرقت (مخيمات النازحين الايزيديين ) في إقليم كوردستان , كشفت عنحقيقة مفادها : ان وعودات المسؤولين الكاذبة اخطر بكثير من امطار 6 ايار والتي اغرقت مخيمات النازحين الايزيديين في إقليم كوردستان و اشد قسوة و ظلماً وإيلاماً بضحايا داعش ..الذين يعيشون في مخيمات المشردين التي تفتقر الى الحد الادنى من حقوق الانسان في السكن والصحة والعمل والتعليم والعيش الكريم . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) هناك أكثر من 350000 من الايزيديين ما زالوا يعيشون في مخيمات مزدحمة، مرتجلة تفتقر إلى أدنى المتطلبات الحياتية الأساسية،

,