حان الوقت للحديث عن السبل التعليمية وتطويرها للجيل الشاب الذي تعود الخروج من أماكن السكن البيتية &القروية والريفية والألتحاق بمختلف المهمات العسكرية وحمل الأسلحة،&أو&إضاعة الوقت في المقاهي&البغدادية&وأضطراب أوقات الدراسة وتأجيلها بحجة الألتزام بأوقات وفروض الصلاة وتضخيم مردودها بقيام البعض بتبديل مفهوم التربية البيتية والتعليم المدرسي الألزامي وإحلاله بالاستماع&الى خطب لارابط لها&بعقلية الدراسة&المنهجية&والتعليم اليومي&.

مؤسسة النهرين للطباعة التابعة لوزارة التربية &كانت قد استلمت عام ٢٠١٦ اضخم وأفضل الاجهزة الألمانية في مجال الطباعة والتقطيع والتجميع والتغليف وغيرها وتعتبر الافضل في العالم وفي إستطاعة مكائنها طباعة (٤٥ الف كتاب ) بالساعة الواحدة حسب ماأورده الوزير&المسؤول&رغم المحاولات الكثيرة لتعويق عمل الوزارة للعام الدراسي القادم.&

همنا الأكبر هو التمييز بين نظم التعليم ونظام الدولة&ونمط&التعويق والتأخير وعدم إنتباه البرلمانيين لأهمية الشروع في توجيه الجيل الناشئ الى المدارس والجامعات، فهذاالموضوع لايحتاج الى أراء حرة وخلافات وتناقضات، ولايحتاج ولايوجد إمام جامع يعترض على أهمية التربية الوطنية المدرسية المهملة حالياً&ورفع شأنها. &&

تتفق جميع الأطراف الدينية الحكومية الرسمية ( البرلمان والحكومة والقضاء ) إتفاقاَ مصبه "&ان العراق لن يتقدم ولن يتطور ويزدهر دون تحقيق مفهوم&علاجي&بإدخال طفرة في مناهج&التعليم&المدرسية "&.

إنتباه قادة العراق الى النهج والأسلوب&له الأهمية القصوى. فكما يقال&فإن&اسلوبكم هو مكانتكم في المجتمع. وكلما إرتقت &مناهجكم المدرسية عَلت مكانتكم، ومشاركتكم&في تعليم شباب فقراء وتثقيفهم بحاجة العراق لهم، تُعتبر مشاركة في علاج المجتمع بدلاَ من لعق الجروح. &&

فأين&توقفتم&وأين الإشكال؟

وهبتنا بلادنا الطاقة للتعلم وأساتذة وأستاذات وهيئات تدريسية أمدتنا بالثقافة والعلم وأعطتنا القوة والدفع المطلوب للتقدم والخدمة&،&وزودتنا بالمناهج التعليمية &المنظمة لإبراز مواهب مهنية خدمية وتنسيقها. فما الذي حصل ؟ ومن أرجعنا الى الخلف؟ &

هذه المناهج مهملة الأن وسبل التعليم والكتب والكراسات والملزمات المدرسية وموادها وبحوثها غير متزامنة مع الوقت والعصر بالشكل المطلوب.&

التعليم العلمي والمهني هو الركيزة العلمية التي تحتضن الطلبة بتحصيلها الذاتي وطموحات الجيل&الجديد وتتناسب معهبدعم من مؤسسات سياسية تفهم وتتفق على تسهيل العمل كي يشق الشباب طريقهم في الحياة من خلال المهن التي يتدربون عليها.

حالياً، لاتقترب مناهج البحوث والمختبرات وبالسرعة المطلوبة الى مايثيره أساتذة الخبرة في التعليم المهني&والعلمي، التجاري،&الصناعي،&الزراعي، والتمارين العملية التطبيقية على أجهزة الطبابة والتمريض الألكترونية الحديثة، وفنون العمارة والبناء حيث تتم الأختبارات للطلبة بإلأختبار المعد&لهم وفيه الأسئلة المحددة الوقت على أجهزة الكومبيتر&.

أسباب التوقف معروفة للعراقيين&،&وفقدان أطر التقدم لا يستطيع المواطن أن يفسرها لوحده، فقد مارس الحديث عن أطر التقدم &ساسة العراق من برلمانيين وقيادات حزبية ومذهبية تعترف بين الحين والأخر بأنها لم تعد قادرة أن تحمي القوانين والتشريعات التي كانت الأساس قبل تسلمهم السلطة&. والسبب معروف عند رصد&تفويقهم&وإعلائهم&المصلحة الخاصة على مصلحة الشعب، ولايستطيع الشارع &إخراس هذا النهج المعوج والتخفيف من&المشاكساتالجدلية&البرلمانية&وتخصيصها&المتلفز&لهم.

جيل من العاطلين العراقيين يجوبون ويدوحون في الشوارع ويجلسون في الطرقات طواعية لإقتصار فرص التعليم.&يستغلهم من له النفوذ لتشغيلهم في أعمال يدوية &كعمال ( البناء ونقل الطابوق وأكياس الأسمنت). عندما تتكلم في الشارع مع عراقي عاطل عن العمل وتسأله عن الوضع العام يقول لك بكل وضوح وألم وإختصار( الوضع تعبان ). &التعليم&للعاطلين&هو المحور الرئيسي في حياة وثقافة المجتمع والإنفاق المالي عليه يدر على الدولة لاحقاً أضعاف ماأنفقته الدولة عليه.

التعليم، ثم التعليم. لأن التعليم &لايتوقف عند حد ولاينتهي بعمر&الشخص&ولاتمنعه حكومة أو برلمانأو سلطة، كما لايتوقف عند دولة.&ولا أقول ذلك من باب الشعارات&ولاأحث أحداً على زيادة الكراهية&لسلطة لم تتصرف&، فكل جيل أجمل من السابق وعلينا أن نطمئنهم على مستقبلهم دون مناورات وقيم أخلاقية&لاتمثل العيش الكريم.&

مناهج التعليم في المدارس العراقية التربوية &يسودها الفوضى والتقصير بحق الجيل الشاب وكذلك&تقصير الأب والأم&في دفع أبناء أسرتهم &لحمل الكتب المدرسية وإلتهام علومها اليومية والتوق للمستقبل المميز. &وفي الأونة الأخيرة بدأت ظاهرة إجتماعية مقلقة فيق&الظهور. فالأبن لايعرف عن أمه &وأبيه وأخته وأين يعيشون وجروح نفسية غائرة في داخلهم&وأصبح مفهوم&الأخوة والصداقة بين الناس شبه معدومة لعدم إلتفات &من&هم&في الساحة السياسية &لإمورهم&وتحوّل&الشباب&إلى سلوك يصل إلى إيذاء الآخر.&

وتقوم وزارة التربية والتعليم بطبع 20 كتاب يومياً &في مطابع حكومية منها مطبعة النهرين، إضافة الى كراسات وملزمات عاجلة الطلب ويصل عدد الصفحات الى 45 ألف ورقة في الساعة&وتقوم بتزويدها الى إدارات المدارس، وفقاً لما&تناقلتها&الأخبار.

فقدان المؤسسات الرسمية لواجباتها تهديد مباشر للضعيف وتسبب في خروج العراقيين&وتشردهم&من بلدهم وهم في حالة تعيسة فقيرة لتعيش على المساعدات العينية&ومؤسسات خيرية خارجية.

وهنا&أود&أن أبادر بالثناء&على&من سيتفقد &هموم&وقلق&الشباب&من صغار العمر&وطرق تعليمهم وتثقيفهم ويعالج مرضاهم بفرق الأطباء وحقن الأدوية ويعمل ويقوم بإسترجاعهم وبهدف وغاية سامية وضمان معول عليه. وفي نفس الوقت، فمن&المؤسف أننا لانرى&مسؤولاً حكومياً&يدرك أهمية الأسراع لضم جيل العاطلين ممن لايعرفون الكتابة والقراءة الى الهيئات التعليمية &المختصة. فالملاحظ أن الأمر متروك منذ غزوة الأمية وإنتشارها بعلم ومعرفة دولة الجدل وكثرة النقاش الخارج عن المنطق.&

التخلي عن مناهج التدريس والتعليم والتسيب التعليمي يعني التخلي عن الحياة. فالجيل الجديد ورعايتهم إستقطابهم يشكل مصدر الثروة والتخلي عنه مرض إجتماعي ونفسي تتقاسمه كل الأطراف المسؤولة. وهنا أقتبس أحدى مبادئ الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الأمارات (لاتترك مصير الأجيال القادمة مرهوناً بتقلبات السياسة الأقليمية ودورات الأقتصاد العالمية، بل نستثمر بهم ونخلق أصولاً&إستثمارية من أجلهم &ونسعى الى ضمان المستقبل، ونفكر من اليوم في رخاء أجيالنا القادمة).

باحث ومحلل سياسي &