لا شك ان العلاقات الاقليمية في&منطقة الشرق&الاوسط&شهدت تطورا ملموسا في العقود الاخيرة&من ناحية التجارة،&وبدأت تتحكم بها الاهداف&الاقتصادية والمالية والسوقية،&وخاصة بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق سنة الفين وثلاثة،&ولو ان دول المنطقة&بدأت تسير في ركاب&توسيع وانتشار&تجارتها&ولكنها مازالت توجهمن قبل&سياسات&غير عقلانية ولا منطقية&بعيدة عن مصالح شعوبها،&وذلك&لانهامتأثرة بتوجهات&توسعية&تعود لماضيها ودوافع مذهبية وايديولوجية&دينية&مستغلة لاغراض واجندات سياسية،&والطامة الكبرى&ان الافكار الدينية&تستغل من قبل&انظمة&المنطقة&وهي&مفروضة&وفق&منهج ودستور نظام الدولة مثل جمهورية&ايران الاسلامية وفق مظلة شيعية،&والحزب الحاكم في تركيا التي تسير وفق مظلة دينية سنية،&والغاية الرئيسية لاستثمار واستغلال الدين هي&ادامة الحكم&وتمرير اجندات سياسية&مبطنة بنوايا&توسعية&وتخريبية ضد شعوب المنطقة وخاصة العرب والكوردفي الشرق الاوسط،&والمشهد&الحاصل&في سوريا&نموذج صارخ للدمار الناتج عن&تدخلات&اجندات اقليمية&لايران وتركيا.

ولغرض ارساء علاقة استراتيجية بين العرب والكورد للحفاظ على&مصالحهما والحد من الاطماع التوسعية التركية&وللدول الاقليمية،&نرتأي&طرح رؤية للتفكير بتشكيل تحالف&تستند اسسه الى مقومات راسخة&ومعطيات امنية وعسكرية واقتصادية،&ويكون المهمة الرئيسية له&اخراج العرب والكرد وشعوب المنطقة من المخاطر&الاقليمية التي تحيط بهما&من اجل&ضمان&حاضرهما ومستقبلهما&بسلام وامان،&و&نطرح الضرورات الداعية&والالية المقترحة&لاقامة هذا التحالف&بما يلي:

(1)&ضرورة&تشكيل قوة عسكرية اقليمية&باشراف&مجلس االتعاون الخليجي او المملكة العربية السعودية&والعراق&واقليم كردستان والادارة الكردية في سوريا،&قوامها&فيلق من القوات&العربية&والشرفانان والبيشمركة،&مدربة بخيرات قتالية امريكية واوربية ومجهزة باسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة،&للقيام بمهام اقليمية&للحفاظ على مصالح الشعوب العربية والكردية&في منطقة الشرق الاوسط&ضد اطماع الدول الاقليمية.

(2)&ضرورة&تشكيل منظومة امنية واستخباراتية عربية وكردية&باشراف قيادة مهنية&محترفة&لمجابهة المهام والعمليات الاستخبارية&للدول المجاورة تركيا وايران اللتان تفرضان اجنداتهما&الضارة على دول وشعوب المنطقة،&وبمشاركة عربية وعراقية وكردية،&ويمكن الاستفادة في هذا المجال من وجود خاصية نادرة&يتمتع بها&الكثير من الكورد&قلما نجدها في الاخرين&وهي الالمام بعدة لغات&لشعوب المنطفة، وهي العربية والفارسية والتركية واالانكليزية&اضافة الى لغة&الام الكردية.

(3) ضرورة تشكيل قوة&أمنية&اقليمية&لمكافحة الارهاب&باشراف الولايات المتحدة الامريكية والعراق والمملكة العربية السعودية والتحالف الدولي&واقليم كردستان والادارة السورية االكردية،&قوامها من القوات العربية&والعراقية&والشرفانان والبيشمركة،&بتمويل من السعودية والدول الخليجية،&لمجابهة ومكافحة&المنظمات والحركات الارهابية والمتطرفة في المنطقة، ومجابهة ومكافحة الحركات الارهابية التي تمولها وتشكلها تركيا وايران&لاجنداتهما الخاصة، وهذه&المنظومة ستتمتع&في حالة تبنيها وتشكيلها&بقدرة قتالية عالية&قد تنفرد بها عالميا&من&خلال الاستفادة من القدرات&والخبرات&الميدانية القتالية&المتراكمة لدى البيشمركة والشرفانان والقوات العراقية&نتيجة خوض المعارك القتالية الميدانية ضد تنظيم داعش الارهابي،&اضافة انها&مدربة&ومجهزة ومزودة&بخبرات قتالية امريكية واوربية&عالية المهارة، للقيام بمهام اقليمية للحفاظ على مصالح السعوب العربية&والعراقية والكردية&في منطقة الشرق الاوسط.

(4)&ضرورة&تشكيل منظومة اقتصادية اقليمية&تحت رعاية&مجلس التعاون الخليجي او المملكة العربية السعودية&والعراق&بشكل منظمة غير حكومية،&وبمشاركة عربية وعراقية وكردية،&للاستفادة واستغلال واستثمار الموارد الطبيعية التي يتمتع بها&المناطق الكوردستانية في العراق وسوريا، وخاصة في مجالات الزراعة والمياه والصناعات الغذائية التحويلية، وذلك&لغرض تشكيل منظومة اقتصادية فعالة تخدم شعوب المنطقة من خلال الاستفادة من التمويل العربي&والقوى العاملة والمهارات الزراعية للكورد&واستثمار الاراضي الكوردستانية لاغراض امنية غذائية استراتيجية تخدم حاضر ومستقبل العرب والكورد.

(5) ضرورة تشكيل&منظومة اقليمية&من جهات عربية وعراقية وكردية&لاستثمار المياه&في المنطقة،&وبناء الخزانات الاستراتيجية لضمان تأمين المياه لشعوب المنطقةحاضرا ومستقبلا، وذلك لدرء المخاطر عن السياسات الاستغلالية الاحادية الجانب التي&تمارسها كل من تركيا وايران بخصوص المياه والانهر الاقليمية&وذلك&من خلال انشاء السدود على الانهر المشتركة وقطع مجراها&وتعريض العراق وسوريا&والمنطقة&الى شحة متعمدة في مياه الشرب والزراعة، وذلك لغرض استغلال المسألة من النواحي السياسية والاقتصادية والامنية.

هذا باختصار اهم ملامح الرؤية المطروحة حول ضرورة تشكيل تحالف عربي كردي لمجابهة السيناريوهات والاطماع التوسعية لتركيا،&خاصة وان الاخيرة لجأت من عقود الى استخدام المياه كسلاح ضد شعوب المنطقة،&لهذا فان&القيم&الانسانية&والتعايش المشترك&والشعور بالمسؤولية&تجاه ضمان الحاضر والمستقبل لاجيالنا اللاحقة، تحتم على جميعنا العمل&على&اخراج شعوب الشرق الاوسط وخاصة العرب والكورد&من المخططات الاقليمية الخطيرة التي تحاك ضدهما بغية تامين&الحاضر&والمستقبل لكل شعوب المنطقة بالسلام&والامان.

(*) كاتب صحفي