ما زاد عن حده انقلب ضده وهذا ما ينطبق على الدعوات المكرورة والمبتذلة لطرف سياسي كردستاني ما فتيء يدعو بمناسبة وبدونها الى عقد المؤتمر الوطني الكردي وتصويره كالعصا السحرية وكحلال المشاكل الذي لا يقهر فحزب العمال الكردستاني وملاحقه في مختلف أجزاء كردستان لطالما عمل جاهدا على إظهار نفسه كعراب فكرة المؤتمر العتيد والقيم عليه كي لا نقول الوصي.
ورغم انه لا جدال في ضرورة وأهمية وجود وتأسيس هكذا مظلة كردستانية جامعة تلم شمل الكرد وتعمل على بلورة وتثبيت قواسم استراتيجية مشتركة بينهم سيما مع تصاعد التحديات المحيطة بالقضية الكردية المترافقة مع توافر الفرص الذهبية لاحقاق حقوق الكرد وإنصافهم في مختلف الدول المقتسمة لوطنهم على وقع تصاعد دورهم ووزنهم في المعادلات الإقليمية والدولية سيما لجهة الحرب على الاٍرهاب وريادتهم قوى التحول الديمقراطي في المنطقة.
لكن هذا الايغال في الدعوات اللفظية لهذا المؤتمر الموعود مع إغفال عدم توافر ونضوج الظروف والشروط الموضوعية والذاتية يندرج في سياق القفز في الهواء والمزايدات والمناقصات ومحاولة فرض الوصايات وفق عقلية بطريركية تنصب نفسها الحارس الأمين على مصالح الأمة والراعي لها والعارف الوحيد بمصالحها ما قد يعني تحول المؤتمر والحال هذه الى مجرد واجهة لبسط سيطرة هذا الحزب أو ذاك عليه ما ينسف الفكرة والهدف من أساسهما فالمؤتمر الوطني تعريفا هو& محفل عابر للأحزاب ولا يعقل بأي حال تحويله الى منصة حزبية وان مواربة على ما هي حال ما يسمى المؤتمر الوطني الكردي KNK& الذي يديره حزب العمال منذ سنوات طوال محاولا تسويقه كمؤتمر كردستاني جامع لكن دونما جدوى حيث هو مجرد مظلة حزبية وفئوية وان تدثرت بشعارات وخطابات قومية رنانة ... هو بالأحرى أشبه ما يكون بلجنة مختصة بالعلاقات الكردستانية أوشؤون الوحدة الوطنية الكردستانية ضمن هياكل ولجان حزب العمال لا أكثر.
فهذا الهوس المرضي بالمؤتمر الوطني الكردي والحال هذه يكاد يذكرنا بشعارات الوحدة العربية التي لطالما صدعت بها رؤوسنا على يد أنظمة ديكتاتورية مغرقة في الجهوية والمحلية والمصلحية التي لا يغطي على حقيقتها هذه التغني المؤدلج والمبتذل بوحدات ومؤتمرات قومية ووطنية هلامية.