لم تسلم بعض الاراضي العربية من الاستعمار والتاريخ دون كل السنوات التي عبث فيها العدو المحتل أو رمم هذه الديار واتخذها نقطة منشأ له،ولو شاهدنا الاستعمار الصهيوني لوجدناه اتخد اراضي القدس هوية له واستبدل القدس من عاصمة للفلسطينيين إلى عاصمة لدولة الاحتلال ، الوطن العربي إصيب بالاحتلال فمن الاحتلال العثماني إلى الاحتلال الأوروبي وكليهما شرُ وبلاء فالاحتلال العثماني جعل الدول العربية مشتته مهمشه مسلوبة الإرادة فالتهجير والقتل الجماعي والاستبداد وتغيير هوية المجتمعات وسائل انتهجتها الدولة العثمانية في سنواتها الأخيرة لبث الرعب وتحقيق البقاء على الأرض اطول فترة ممكنة ،اليوم يعود الاحتلال العثماني إلى المشهد بصورةِ أخرى فتركيا اوردوغان وظفت واستثمرت الاسلام السياسي لتحقيق تلك الغاية وكانت داعش وسيلة من ضمن وسائل لعودة الخلافة العثمانية من جديد..

& المتعصبون لمفهوم الخلافة لم يقرأوا المشهد جيداً ولم يجيبوا على التساؤل الكبير ماذا جنى المسلمين العرب بعد أن كانوا تحت سلطة العثمانيين ، لم يجنوا شيئاً فقد كانوا وقود صراعاتِ كافرة يحركها الخليفة حيثما شاء باسم الجهاد في سبيل الله ، تاريخ الدولة العثمانية الاجرامي تاريخُ مهمل وعلينا أن نعيد بحثه مع تدوينه بمراجع حتى لا يستمر خروج من يرى في تلك الجرثومة عز للإسلام والمسلمين.

هناك عدة تساؤلات تدور حول تركيا الحديثة التي تظهر بوجه وتخفي وجوه شتى من ضمن تلك التساؤلات عماذا تبحث تركيا ،تبحث عن اعادة الخلافة العثمانية فزعيمها اوردوغان استغل مجمل الظروف التي عصفت بالمنطقة العربية وقفز من نافذة ربيعها الذي لم يزهر حتى هذه اللحظة فوظفه توظيفاً براغماتياً فخدع السذج وايقظ مشاعر كانت مكبوته لدى البعض ممن يحلم بعودة التاريخ القديم إلى الواجهة.&

& داعش هي وسيلة اعادة احياء الخلافة الميته فقد حاولت تلك الجماعة احتلال سوريا بعدما شوهت المشهد وقفزت على العراق لكنها لم تنجح فأخذت تنشر سمها في الوطن العربي لعل وعسى أن تصيب احد فتقتله لكنها فشلت وفشل كل من التحق بها ، تركيا ليست دولة ذات عمق استراتيجي تستند عليه كل ما لديها هو تاريخ الدولة العثمانية فقط ولولا السذج ما تحول ذلك التاريخ الدموي لعامل قوة لدى الأتراك فهناك من يصفق لتركيا ولحلمها وهو لا يعلم أنه سيكون في يومِ من الأيام ضحية يُذبح بوضح النهار وينتهك عرضه وهو يرى ولو اردنا اعطاء مثال حديث على ذلك فلينظر المرء إلى المشهد القطري وكيف تحولت قطر لمستعمره تركية بعدما ارتمى تميم بحضن الاسلام السياسي وقبل اردوغان وقدم الولاء لجماعة الاخوان المسلمين التي تحمل الاسلام اسماً ولا تمارسه ، الداخل القطري يئن فكل شيء لابد أن يمر عبر الجندي التركي الذي بات يحكم قطر ويضرب بقدميه على التراب العربي ضاحكاً مستبشراً بعودة العثمانيين الجدد إلى الجزيرة العربية بعدما يأسوا من عودتها بعنف داعش وشعارات نصرة المظلومين واقامة شريعة الله في الارض المحروقة سوريا.