في مثل&هذا اليوم ( 16 اذار )&وقبل ٣١ سنة&بالتمام والكمال&، كنت&بيشمركه &في&احد الفصائل&المسلحة لانصار الحزب الشيوعي العراقي&في منطقة ( سماقولي ) القريبة من مدينة كويسنجاق&،&عنما&سمعت&بخبر&مجزرة&(حلبجة&)*والتي راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد&( عدا من استشهدوا لاحقا في المستشفيات والمخيمات الإيرانية )&و إصابة&أكثر من عشرة&آلاف&من السكان المدنيين&(معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ والمرضى)&بجروح في غضون نصف ساعة فقط من القصف الوحشي الصدامي..

فور&سماعي بالخبر&المروع&عجز لساني عن الكلام&وحتى دموعي لم أشعر بها على الرغم من أنها انهمرت مثل المطر و كنتُ&أسأل نفسي&:&ماهي العقوبة المناسبة لفظاعة الجرم،&الذي اقترفه هؤلاء المحسوبين&على&&البشر طبعا&&باشكالهم لا&بافعالهم&&الشنيعة؟&

كنت&افكر&بمنفذي&الجريمة&وتحديدا الطيار الذي&(استبسل&)على اهالي هذه المدينة الامنة والمغدورة&وعلى اطفالها&الابرياء&, وكنت اسأل نفسي : ما هي الاجراءت التي&يتخذها الشعب &بحق هؤلاء المجرمين&بعد&سقوط النظام البعثي الفاشي؟ وماذا يقولون هؤلاء&المحسوبين على البشر&في اعترافاتهم&وافاداتهم&امام اهالي الضحايا؟&واسئلة كثيرة&أخرى&كانت&تنخر قلبي وتخنق انفاسي&كالغاز الخردل والسيانيد الذي شوه&وجوه وملامح اطفال حلبجة&المغدورة&والقرى الكوردستانية الاخرى.

لقد شاءت إرادة&الطبيعة&أن أبقى على قيد الحياة&&,لابقى كشاهد في هذا العالم المحتال وارى ما لا يتحمله العقل والضميروالمنطق&بعد ان&تحرر العراق&من حكم الطغاة والفاشيين البعثيين&, ففي مسرحية هزيلة وبعد اعتقال الطيار (طارق محمد رمضان العزاوي&ومعروف بـ(ابو زياد)، من مواليد 1958 وهو من عشيرة العزاوي)&والمتهم في&جريمة قصف مدينة&حلبجة&,&اختفى&الطيار&في (سجن دائرة الامن ـ الاسايش ـ في مدينة السليمانية) بعد ان تم القبض عليه داخل سيارته الخاصة من نوع (اوبل )في مدينة كركوك&بتاريخ 3/1/2005 وكان بحوزته 600 دولار و600 الف&دينارعراقي مع هويته&العسكرية&التي تثبت كونه ضابط في القوة الجوية العراقية&برتبة ( مقدم )... وهكذا اختفى&الشاهد الوحيد في قضية ضرب&مدينة&حلبجة بالاسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا في 16 / 3 / 1988...

كيف هرب الطيار من قبضة جهاز الاسايش الشهير بتدابيره واجراءاته المشددة الامنية؟&

مع اختفاء الطيار ونشر خبر اطلاق سراحه بامر من الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، صرح&اللواء (سيف الدين علي أحمد )&مدير عام الاسايش بمحافظة السليمانية &نافيا الانباء التي تحدثت عن أن الرئيس العراقي جلال طالباني أمر بالافراج عن طيار في الجيش العراقي السابق متهم بقصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية عام 1988وقال (أحمد ) ان لا صحة لهذه الانباء، مؤكدا ان الطيار طارق محمد رمضان&(هرب من السجن&)ولم يطلق &سراحه بأمر من الرئيس العراقي.

اسئلة يتكرر طرحها حول قضية هروب الطيار المتهم ( طارق رمضان )&:&

لماذا لم يسلّم الطيار بعد اعتقاله&مباشرة إلى المحكمة العراقية&الجنائية العليا كمتهم بجرائم الإبادة الجماعية&اسوة بـ(علي الكيمياوي) &واخرين&؟&&من ساعد الطيار المعتقل على الفرار من زنزانته ومن زوده بالوثائق (الهويّة&الشخصية&أو جواز السفر&اثناء فراره ),&في حين لم نسمع منذ ان تاسس ( الامن ـ الاسايش) في الإقليم قصص الهروب والافلات من قبضة الامن؟ كيف هرب الطيار الذي لا يعرف شيء عن السليمانية وحدودها وسيطراتها وطرقها ومداخلها؟&&
وما هي الاجراءت التي اتخذت بحق المسؤولين والحراس في هذه القضية؟ ولماذا&أسدل الستار عن&فصول&هذه القضية&الخطيرة التي شغلت الرأي العام&المحلي&الاوساط الشعبية والاعلامية&وأعتبرت القضية&"قضاء وقدر"&؟ لماذا لم يتم &فتح التحقيق ومعاقبة &كل من كان له دور في هذ الجريمة&ـ&اي جريمة هروب الطيار؟ هل كان يعرف (الاسايش )ومنتسبيه بان الطيار كان متهما بارتكاب "ابادة جماعية" و"جرائم ضد الانسانية" "وجرائم حرب؟&&

اعترافات&الطيارالهارب طارق رمضان :&

وردَ في اعترافات الطيار العراقي الهارب من سجن الأسايش(&طارق رمضان)&و المتهم بقصف حلبجة&والقرى والمناطق الكوردستانية الاخرى&بالغازات السامة عام 1988 ما يلي :&(&أنه نفذ خلال مدة خدمته في سلاح الجو العراقي 250 طلعة جوية أغار خلالها في الغالب على مناطق كوردستان والمدن الإيرانية وقد منح نوط الشجاعة من قبل صدام حسين...&)...!!

اخيرا اقول :&بعد مرور كل هذه السنوات، لاتزال حلبجة &المنكوبة تعاني من تبعات القصف الكيمياوي الصدامي، ولايزال اهالي هذه المدينة المنكوبة وضواحيها يشعرون بضيق التنفس والاحمرار والحكة في العين واحتقان الرئة والتعرق والتقيؤ والربو والسرطان وعاهات واضطرابات عصبية وتخلف عقلي وشلل دماغي والعقم ومشاكل البصر واعراض مرضية مزمنة كثيرة اخرى...&

نعم&....حلبجة&لاتزال تنزف السموم،&واهلها&يقفون&بصمت حزين امام الذين يذرفون&اليوم&دموع التماسيح عليهم ويقولون لهم في ذكرى إبادة مدينتهم : كفاكم دجلاً وخداعاً و كذباً، انتم..نعم&,&انتم من اطلقتم &سراح الطيارالشاهد والمتهم بقتل وتشويه فلذات اكبادنا وتلويث مدينتنا بالسموم&الصدامية القاتلة و(المحرمة دوليا)...!!واستهترتم بمصير الضحايا والوطن والشعب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* حلبجة.. مدينة حدودية تبعد خمسة عشر كيلومتر عن الحدود الايرانية،قبل الجريمة كانت عدد سكانها 70,000 نسمة، في 16اذارـ عام الانفال&ـ&وبامر من صدام حسين شخصيا تم قصف المدينة المنكوبة بالاسلحة المحرمة دوليا منها القنابل العنقودية و النابالم و الاسلحة الكيمياوية ( غاز الخردل، الاعصاب، الفوسجين والسيانيد )، استشهد خمسة الاف انسان و تشوهت اجساد اكثر من 7 الاف شخص خلال الدقائق الاولى من القصف الوحشي، اما اليوم وبسبب تاثير السموم وتشوه الجينات وتغيرها فقد ورثت جيلا مشوها و انتشرت امراض السرطان و الرئة و الربو الخانق و الأمراض الجلدية و العقم و امراض خطيرة ومزمنة اخرى (حسب التقارير الطبية الدولية).

ــــــــــــــ

* حلبجة.. مدينة حدودية تبعد خمسة عشر كيلومتر عن الحدود الايرانية،قبل الجريمة كانت عدد سكانها 70,000 نسمة، في 16اذارـ عام الانفال&ـ&وبامر من صدام حسين شخصيا تم قصف المدينة المنكوبة بالاسلحة المحرمة دوليا منها القنابل العنقودية و النابالم و الاسلحة الكيمياوية ( غاز الخردل، الاعصاب، الفوسجين والسيانيد )، استشهد خمسة الاف انسان و تشوهت اجساد اكثر من 7 الاف شخص خلال الدقائق الاولى من القصف الوحشي، اما اليوم وبسبب تاثير السموم وتشوه الجينات وتغيرها فقد ورثت جيلا مشوها و انتشرت امراض السرطان و الرئة و الربو الخانق و الأمراض الجلدية و العقم و امراض خطيرة ومزمنة اخرى (حسب التقارير الطبية الدولية).