لم ألتفت طويلا لبعض التعليقات على مطالبتي لأسماء زوجة الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون بمكان عادل مع ثورة السوريين كل السوريين ، وخاصة بعد أن كشفت عن مرضها ..لان هذه الفترة جميعنا مررنا بها على مختلف أشكال المرض ولكنها كانت في أغلبها ، وعند الخروج من شرنقتها ، لحظات مهمة حية للقرار الايجابي وللنظر بشكل مختلف للمستقبل ولطي صفحات سابقة قد تكون ظالمة ومؤلمة ..وهذا ما أردت له أن يكون مع زوجة الرئيس السوري بألا نسقط في الشرك ونغوص .

بالأمس شاهدت وثائقيا” قبل أن يأتي الطوفان” للممثل &ليوناردو دي كابريو &ويتحدث عن التغيير المناخي ، &ويدعو الفيلم الناس الى المراجعة والى استخدام الحكمة في كل شيء وتوجيه اصواتهم الانتخابية لمصلحة العالم ، وكشف المشكلة وتبعاتها للوصول الى حلها .
والتقى دي كابريو بأحد العلماء الذي يعمل على هذا الموضوع في ناسا ، والذي قال انه عندما كشف الأطباء عن مرضه بسرطان الأمعاء ، فأول ما فكر فيه هو أولويات الكون وما العاجل وما المهم الذي يمكن ان يقدمه بايجابية للناس وأن يصمم على تنفيذه بشغف وتحدث عن سوريا أيضا وانها ستشهد ندرة حادة في الموارد &.
وهذا ما افكر فيه دائما كيف ننقذ الناس كيف نكون إيجابيين مع الناس ، ليس تمثيلا بل حقيقة، &ليس لمصلحة خاصة بل لمصلحة مستقبلية ، بعد ارساء النقاش والحوار والمراجعة الداخلية والاستماع لكل الأفكار التي تؤسس للإنسان وللمحبة وليس لشهوة السلطة و جشع المال وتوالد الثروة ، هذه ليست فلسفة السعادة في الأخلاق والعدالة فقط هذه ليست طوباوية &وانضمام الى الانسانية الكبرى فقط ، &هذا خلود لسيرة ذاتية ناصعة في اختصار شديد هي ماهية كيف نعطي للناس ما يريدونه كيف نمد أيدينا كيف نكون صوتهم كيف نفكر من جديد وخاصة ان كان لهؤلاء الناس حقا مشروعا لا يمكن تجاوزه ؟!. &&.

السوريون لا يريدون شيئا الا الحرية ، دولة ديمقراطية تتوزع فيها الثروة والرغيف &وصندوق الانتخاب هو الحكم وخاصة ان النظام في سوريا هو نظام رئاسي وليس ملكيا ، كما أن الوعي تجذر الى درجة العصيان والرأي تبلور الى درجة التماهب مع الشمس ، والحتمية تقول لن ينجح الاسد الحفيد بما نجح فيه الاسد الاب والاسد الجد &&.

بقلق على الماضي والحاضر والمستقبل عندما ترك رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف الحكم بسلاسة بغض النظر عن التفاصيل ايضا تساءلت &لماذا لم يترك بشار الأسد السلطة فورا بينما الناس صرخوا اول صرخة "الشعب يريد اسقاط النظام وبدنا حرية "وما زالوا يصرخون ولماذا كل هذه الدماء ؟ .
ولكن اللقاء الاخير لاسماء الاسد والذي بثته صفحة الرئاسة السورية حول الحرب والمؤامرة المادية واللا مادية حطم كل آمالي حقيقة رغم بساطة آمالي ومشروعيتها &بإعادة الحق الى أصحابه وفتح السجون وانتقال سياسي سلس ومحاسبة المجرمين وكل شيء قابل للتفاوض و كل بداية لها نهاية مهما طالت تحت ثوابت رئيسية بارزة أولها مصلحة السوريين ووقف الدم والعدالة الانتقالية وانتخابات حرة ونزيهة &&.

هذا الموضوع لن تشجعه ولن تقوم به ولن تنفذه الا امرأة ليس بحكم عواطفها فقط بل امرأة تريد اشراقة ما ، عندما تفتح عينيها &في مستشفى بعد مرض عضال أو معاناة مع ألم في ولادة جديدة &....فهل تعودين حقا "وردة في الصحراء" ؟