ما صحة "ناشد السلام ، يأتيك كاملاً مزهواً ؟ هل إحلال السلام بعيد المنال ؟ هل السلام خيال تحلم به الحكومة والشعب ؟ هل هو معضلة تتناولها الأطراف بمثالية وإخلاص دون معرفة جوانبه ؟ هل في العالم أنظمة أوصلها حكامها الى كمالية العيش في سلام&وطمأنينة ؟.&

هذه أسئلة ليست جديدة للطبقة المثقفة . فالجميع في الداخل والخارج يعرف المأسي والأزمات التي يمر بها شعب العراق. كما أنها ليست خافية على المرشحين السياسيين قبل ترشيح أنفسهم&ودخولهم الانتخابات.&المرشحون في أي دولة دستورية يقدمون برامج بإصلاحات واعدة ، فشل من قبلهم في إنجازها أو إتمام &إكمالها . إلى جانب الأمور الخدمية والإصلاحية &لمؤسسات الدولة الحكومية التي لا تتوقف ولا يشمها التعطيل أو التأجيل ، كالخدمات الصحية الطبية والأجتماعية والأمنية&والسفر&ومعاملات البنوك وتوفير الطمأنينة لكل الطبقات الشعبية دون تمييز في العرق والجنس واللون والقومية والدين .أمور لايختلف عليها إنسان ومفهومة للمرشحين والناخبين&.&

بين حلم قادة العراق ويقضة الشعب . وبين الإقتراب والأبتعاد عن سبل السلام . وبين النجدة الشكلية التي تقدمها حكومات &دول خارجية للعراق وخيبة الأمل في وعودهم . يرى الغالبية من أبناء الوطن بأننا نجرجر أنفسنا بين التصديق والأقتناع بما تنقله أجهزتنا وقنواتنا الإعلامية لتفادي أكاذيب وقصص معادة كأخبار عاجلة قبل التحقق من مصادرها. &&

يعيش العراق في حالة مذهلة من الأرباك . ولايتشدّد قادته من أصحاب السادة والسيادة عرباً وكرداً في إزالة هذه الحالة المضطربة بقرارات رشيدة يُجمعون عليها رغم جلساتهم العديدة "الطارئة العاجلة ". ويناشد أهل العراق الطيبين " حكومتهم و برلمانهم " التي تصدر بيانات بين الحين والحين بأنها عازمة للخروج من قعر المحاور الحزبية والمذهبية والقومية&وبكل أمل ، يطلبون &نزع أسلحة المليشيات وإدخال العراق الى حقل السلام والخدمات والأصلاح وتوفير الطمأنينة وإبعاد أهل العراق عن المحاور " وماأكثرها".&

صح إنه عمل في غاية التعقيد &ويحتاج الخطوات الصحيحة ولا أعرف حقاً من يتبناها بالفعل والأرادة&.&ولربما في الإعادة إفادة كي لا تلقى أفكار صحة المواطنة&وتنتهي&الى الإجهاض والتشويه والأبادة. فتجميل الحياة والحياة الجميلة ليست في فكرة واحدة في يد رجل واحد أو جبهة منفردة في الدولة حتى لو أدرك من في السلطة الغاية من تجميل الحياة وأمل الشعب فيها. &

حقل الأمل وتربته يحرثها شعب يمتلك الفكر والأساليب والمراقبة اليومية لإزالة مافي الحقل من أعشاب ضارة غرضها تحسين الحاصل الأنتاجي , إنه إمتحان يومي للتقدم وكثر المنادون به كي لايتسكع فيه شباب الوطن في الشوارع عاطلين دون عمل وتملآ وجهوهم الاحزان والخيبة.&

أضع كل اللوم والمسؤولية الأولى على &البرلمان العراقي . أنظر الى حرب المحاور والكتل, فالمحاور السياسية داخل قبته وخلافاتهم الطائفية والقومية يقودون بلا شعور حرب أهلية تستعر نيرانها &في كل المحافطات كالحرب الأهلية ولايبدو أنهم أعطوا إنتباههم لها. لقد ظلّ تكتل هذه المحاور و رؤوسائها " يفرضون إعتباطاً عقوبات على المحاور الأخرى وتمسح وتزيل العقوبات عن مناصريها ومواليها وأتباعها.&

كيف إنتقلت العقوبات الإجرائية القضائية وأصبحت بيد أعضاء البرلمان ؟ هل فقدت السلطة القضائية والأدعاء العام &دورهما في المحاسبة وإجرائاتها&القانونية&؟ لاأعرف. فكل حزب &يسوق&مبرراته&بعربة يُغطيها صدأ الماضي .&وبذلك تبقى حرب المحاور مُستعرة كالحرب الأهلية . بالمقارنة ، وضع المدعي العام الأمريكي 19 متهماً &في السجون بعد التحقيق معهم وإدانتهم دون تدخل مجلس النواب والشيوخ مع انهم قيادات سياسية تابعة ل دونالد ترامب .&

تاريخياً ، كانت بلاد مابين النهرين أم القوانين و&راحة الأنسان&والوئام وقلة الآثام . بلاد & & ( موسبتيميا ).&وشارك&أرض&السلام هذه ، الأجداد والخلفاء&القوم العظام وما صفى الآن من عروق وعراق ذلك الوجه الجميل . في مدارسنا قالوا لنا " الأنسان بالتفكير والله بالتدبير " وها نحن نرى أننا فقدنا الأثنين .&

العراق في عهد الظلم والتعثر وضياع المسؤولية أصبح جثة تطفو في نهر دجلة والفرات, يُناقش أشلائها من لاعلم له بقدرات الأنسان والطبيعة. وماكل ما يُعلمُ يقال . والعلمُ والألم &في الصدور لا في هذه السطور. &لستُ شاعراً ولكني من بلد يطفح بكنوز من الشعر الشعبي &وطالما إستمعتُ بشغف الى شعبية القصائد التي كانت تمثل وجه العراق :

يقولون لثم الغانيات مُحرمُ & &وسفك دماء العاشقين مُباحُ&

لابد من حي الحبيب زيارة & &ولو كَثُرت حول الخيام رماحُ&

العراق يميلُ الى عشق السلام&والغناء والفن . ويحتاجه اليوم لمحو احزان الشبيبة . والأمل في الشعب والحكومة &وبرلمانهم ولوج وشق طريقه وإتمام خطواته وزف البشرى المنتظرة بإنتهاء الحروب والأقتتال المحوري.&

وضعيتنا السياسية والأمنية تحتاج الأصلاح الخدمي الإجتماعي والتعليمي &لكونه مفتاح الدخول للتعايش السلمي الآمن ومخرج آمن من هموم المليشيات المسلحة التائهة بين الأحياء والمدن تتربص للناس ، بوحشية ، بين تقاطع الطرقات والصحارى .&

وأنا على يقين ، سيرفع أهل العراق &من شأن كل من يعيد نظامه الحالي الى النظام السلمي الضروري الآمن وتوجيه مواطنيه الى إقرار السلام و تثبيت أسسه .&وعسى ألا يطول الإنتظار.

كاتب ومحلل سياسي&