في عالمنا اليوم ورغم تراجع مفاهيم الثورة والكفاح المسلح من اجل الحرية والاستقلال لصالح النضال السلمي واللاعنف والحوار والالتزام&بمبادئ&الأمم المتحدة، الا ان أي تطور ملموس على الأرض لصالح الشعوب المضطهدة وحقها في تقرير المصير لم يحصل عمليا عدا حالات نادرة كما حدث في التقسيم السلمي لجيكوسلوفاكيا السابقة بين الجيك والسلوفاك عام 1993

تجارب العقود الماضية اثبتت ان طريق الحرية والاستقلال وممارسة شعب ما لحقه في تقرير مصيره وحصوله على هويته كان ولايزال للأسف ( يمر من فوهة بندقية) وعبر تضحيات كبيرة ومعاناة طويلة الأمد فقد عاشت شعوب يوغوسلافيا السابقة حروبا دموية قبل ان تمارس حقها في تقرير المصير وقبلها تعرض شعب بنغلاديش ( باكستان الشرقية) الى حرب إبادة حقيقية ويقدر عدد الضحايا بثلاثة مليون انسان&قبل ان تحصل على حريتها في مارس/1971 بالرغم من انها تبعد عن (باكستان الغربية) قرابة 1600 كيلومتر ولا يجمعهما رابط غير الدين&وباكستان نفسها دولة مستحدثة (عام1947) هذا بالإضافة الى تجارب قريبة اريتريا مثلا حصلت على الاستقلال بعد (30) عاما من الكفاح والتضحيات وكذلك جنوب السودان الذي حصل على الاستقلال ( تموز2011) وأيضا بعد حروب دموية ونضال شاق طويل الأمد ولايزال شعب كوردستان على سبيل المثال لا الحصر يخوض نضالا مستمرا&لأكثر&من قرن من الزمان دون ان يحصل على حقه المشروع في&تقرير مصيره بنفسه وانهاء احتلال بلادهوتقسيمه بين أربعة دول وفق لاتفاقية سايكس ـ بيكو المعروفة&ويثير اكثر من تساؤل حول دور الأمم المتحدة&في مساعدة الشعوب على نيل حريتها ومدى&والتزامها&بتطبيق&المبادئ&والقرارات الصادرة عنها بالذات ومنها:

ـ ميثاق الأمم المتحدة عام 1945&الذي&أكد&في المادة 55 على حق تقرير المصير

ـ الإعلان العالمي لحقوق الانسان 1948

ـ القرار 637 في 1952&حول حق الشعوب في الاستقلال وتقرير المصير.

ـ اعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة / قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (1514) في 14/ كانون الأول/ 1961 والذي جاء في الفقرة ثانيا منه&(لجميع&الشعوب الحق في تقرير مصيرها ولها بمقتضى هذا الحق ان تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي) كما&أكد&القرار، الفقرة خامسا منه، على&(ان&يصار فورا الى اتخاذ التدابير اللازمة.......لنقل جميع السلطات الى شعوب تلك الأقاليم دون اية شروط او تحفظات).

ـ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر في 16/12/1966&وأصبح&نافذ المفعول في 23/اذار/1976 ونص على&(ان&لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها بنفسها).

ـ أيضا ما ورد في قرار الجمعية العامة رقم (2787) في 12/12/1972 وقرارها المرقم (3970) في نوفمبر/ 1973 واللذان اكدا على ان الاسبقية لحق تقرير المصير عندما تكون وحدة البلاد قسرية.

المؤسف ان الأمم المتحدة تجاهلت تماما استفتاء كوردستان 2017 رغم كل القرارات المذكورة أعلاه ولا تزال تتجاهل وجود شعب كوردستان مقسما بين أربعة دول ويعاني من كل النتائج المأساوية&واللاإنسانية&لاحتلال بلاده باستثناء إقليم كوردستان العراق الذي يتمتع بنوع من الحرية المهددة باستمرار كما حدث في اعقاب الاستفتاء السلمي المشروع&حيث اجتاحت القوات العراقية المسلحة 51% من أراضي&كوردستان ونفذت حكومة حيدر العبادي مجزرة دموية بشعة في مدينة (طوزخورماتو) دون ان تصدر الأمم المتحدة حتى استنكارا خجولا ودون ان تحاسب الحكومة الحالية منفذي هذه الجريمة حتى الان.

ما سبق لا يعني فقط اهتزاز الثقة بالأمم المتحدة ودورها وانما يؤدي أيضا الى خيبة امل كبيرة في المؤسسة&الأممية ومدى نجاعة الالتزام&بالأساليب&السلمية والحوار للحصول على الحرية وممارسة حق تقرير المصير ولن يكون غريبا&إذا&لجأت الشعوب الى خيارات أخرى مع صمت الأمم المتحدة وعدم قيامها بتنفيذ التزاماتها الإنسانية وتفعيل قراراتها دون انتقائية او خضوع&لإملاءات&الكبار.

[email protected]

&

&