ان العراق وبسبب عوامل عدة،&وعلى رأسها عامِلَي&الجيو-سياسي&Geopolitics وخارطة التقسيمات الطائفية، بلد معرض لأن يكون ضحية حرب قادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.&

&&صحيح ان فرضية&الحرب لاتزال مبكرة&وتنعدم حالياً&معطيات قاطعة توحي بوقوعها، ولكن مع ذلك، هناك الكثير من المؤشرات تُبين بأن ثمة&فعلاً&تمهيد مبرمج لحربٍ&وشيكة&بات يتوقف حدوثهاعلى طرق&وكيفية&تعاطي أطراف الصراع مع الإستفزازات السياسية والإقتصادية والأمنية المتبادلة، التي&صارت&تُلغم تدريجياً السبل السلمية والسياسية&الممكنة&للحيلولة دون نشوب الحرب كآخر خيار لحسم الصراع.

والعراق&طبعاً، هو واقع في قلب المشهد&والحدث،&ولايمكنه تجنب المستجدات الخطيرة الآنية واللاحقة إذا ما&أراد ذلك.&كما ان الحديث عن&مبدأ: "العراق أولاً"، الذي دعا اليه رئيس الجمهورية "برهم صالح" في إجتماعات&متتالية مع رؤساء الكتل السياسية بإعتبار ان هذا المبدأ&هو مبدأ&وقائي&لحماية&العراق&من تداعايات الصراعات الإقليمية والدولية&وضمان&أمن البلاد والعباد واستقرارهما،&يظل، هو الآخر، مجرد&حديث&الإجتماعات،&أوتفاهمات نظرية&لاترقى الى الممارسة الفعلية، ذلك لأن&الأطراف في العملية السياسية، وبكل صراحة،&لا تلتزم بها،&ومرد ذلك واضح للعيان!:&ليس لمعظم&هذه الأطراف أصلاً استقالية تامة في إتخاذ المواقف تجاه هذه الصراعات والتجاذبات الخارجية!، وإنما&عادة ما&تُبلور موقفها، بناءً&على ما تمليها عليها دول إقليمية أو دولية حتى ولو كانت هذه الإملاءات&بمثابة&مفخخات سياسية لتوريط البلد&وفقدانه لأي عِماد&حقيقي&تقوم عليه&سياسة" النأي بالنفس"، خصوصاً&تجاه&مؤآمرات وتحشدات&عسكرية مُستجدة&تصدر&عنقوى دولية وإقليمية&متنازعة&في هذه الأيام&وتهدد أستقرار العراق،&فما بالك&في ظل غياب أي إجماع&عراقي&وثقافة سياسية وطنية تُفَضّل الإنتماء للبلد على الإنتماء السياسي للطائفة&ونزاعاتها بل فِتَنها&التقليدية التاريخية مع المذاهب والطوائف الأخرى.&

&من&جانب آخر، ليس للعراق&اليوم&سياسية إقليمية واضحة المعالم ومبنية على أسس مؤسساتية لا حزبية وطائفية&كي تزول الخشية من&مثل&هذه التوقعات. فالبلد خالٍ&تماماً من المناعة المطلوبة إزاء هذا الأمر، والدليل هو العلاقات الثنائية الخاصة&والمشبوهة&أحياناً التي تربط كل حزب سياسي مع أطراف خارجية، والتي تعود&جذورها أساساً&الى الصراعات الداخلية&والفتن الطائفية&التي&وصلت بهم&الى مرحلة&تشبث هذه الأحزاب بمبدأ سياسي في غاية الخطورة،&هو مبدأ "الإسقواء بالخارج" إستهدافاً للخصوم السياسيين&من جهة وفرض&الهيمنة في العملية السياسية وعلى الدولة وأجهزتها، من جهة أخرى.&

&&وقد أدى&الرهان على&هذا المبدأ الخطير الى&ظهور&ردود افعال داخلية&مماثلة لدى الأطراف السياسية الأخرى&لدرجة فقدان&قدرة&إشتغال&العديد من&هذه&الأحزاب السياسية&المتخاصمة&على أي&مستوى من مستويات&التوكل الديمقراطي&و"الإستقواء بالداخل"،&أي كسب&التأييد الشعبي وتقديم مشاريع&سياسية وطنية مستقلة جامعة&تُغلق&الأبواب والمنافذ بوجه أي تدخل خارجي في&شؤون العراق الداخلية، ما يعني ان هذا البلد&ولهذه الأسباب قاطبةً، هو مهيأ أصلاً للتورط في صراع الآخرين في المنطقة&وحروبهم، لاسيما&نتيجةً لتدني&المسؤولية السياسية&وغياب&الإنطلاق&من&منطلقات وطنية&للتعامل مع&الأزمات&والتحديات الداخلية والخارجية للبلد،&وفي&ظل&أستمرار&تأزم العلاقة&ايضاً&بين مصالح الشعب العليا ومصالح الأحزاب الضيقة،&والذي&تجلى بوضوح&تام&في مقاطعة&الكثير من&العراقيين للإنتخابات التشريعية التي جرت في العام الماضي.

•&كاتب وأكاديمي&–&من كُردستان العراق