في سورة يوسف - عليه السلام ndash; ( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون. أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له لحافظون. قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون. قالوا لإن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لايشعرون. وجاءوا أباهم عشاءاً يبكون. قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. ) ndash; صدق الله العظيم ndash; غداً، أو ربما بعد غد، أو ربما في ضحى يوم ذو غبطة وحبور، نبعث نحن الكورد باقة ورود حمراء أخاذة، صارخة الأحمرار، كل الأحمرار، كلية الأحمرار، تصبي العقول وتسبي الألباب، إلى إحدى أكثر بنات العرب جمالاً، إلى إحدى أكثر جبال العرب شموخاً، إلى إحدى أكثر أنهار العرب صفاءاً وعذباً، إلى إيلاف، إلى التي نصبو إليها غداة ورواحاً. غداً، أو ربما هذا اليوم، نقدم نحن الكورد، بطاقة شكر وأمتنان، بيضاء، خالصة البياض، شديدة الوهج، إلى التي نتوقع منها أن تغدو منارة للديمقراطية، وللأخوة الإنسانية، للصداقة الأبدية، منارة لكل شعوب الشرق الأوسط، العرب، الكورد، الآشوريين، السريان، الكلدان، الأقباط، المارونيين، الأمازيغ، منارة تسطع مساءاً في سماء مكفهر دامس. نعم، آنما نحملق في قوة سلطة الأستبداد، نحدج في قساوة محتوى التعسف، الجور والقهر، الظلم والقمع، أنما ندرك، الأدراك كله، قوة البطش الذي تمارسه جهات ( سوريا، أيران ) معادية لكل فرد في المنطقة، لكل شعب في الشرق الأوسط، العرب قبل غيره، نعي، الوعي كله، عظمة إيلاف ومدى تحملها وجلدها. نعم، وبكل وضوح وصراحة، دون لبس أو إيهام، دون مجاملة أو وردة بيضاء، أيتها الحبيبة إيلاف، أيها الصديق عثمان العمير، وبقية السادة ( عبد الرحمن الماجدي )، نحن الكورد في سوريا، بأمس الحاجة إلى هذا الفضاء الرحب المميز، إلى هذه المصاهرة في التاريخ، والثقافة، والوجدان، إلى هذه المشاركة في الحزن والألم، في الفرح والمسرة، في وحدة المصير. نعم، الم تقل ( قبل ثلاثة أعوام أو تزيد، استضفت في دارتي في مراكش الحمراء الجملية، أخي وصديقي وزميلي، المرحوم الأستاذ أحمد الربعي، السياسي والكاتب، الذي فقدناه في عز الأوقات، وأخذته في جولة على الدار، حتى دخلنا بيتاً صغيراً، وفجأة ألمحنا معاً حركة لاتهدأ في البيت، رأينا عصفوراً صغيراً، ينتقل من جدار إلى جدار، ومن زاوية إلى زاوية، ومن إعلى إلى فوق، كان حبيساً يريد الخروج، أنشغل المرحوم الجميل، وأنا، في فتح الأبواب، وتشريع النوافذ، وكدنا نجثو على أقدامنا نستعطفه ليرى طريق الحرية، بعد دقائق مرت علينا كالموت، خرج الطائر الجميل.. وتنفسنا الصعداء... لاأدري كيف كانت مشاعر ذلك العصفور، وكم كان حجم أمتنانه، أما الراحل الجميل، وأنا، فقد شعرنا وكأننا حررنا شعباً من الطيور.. )، فهل بعد هذه البلاغة في المنطق والفكر، في الأحساس والشعور، ما هو أجمل وأنقى وأعظم من إغاثة الظمآن إلى الحرية و العدالة والمساواة، ما هو أسمى وأجل من خلاص ( الطير، الحيوان، الإنسان ) من الظلم والألم. أجل، ولذا، أسمحوا لنا أيها السادة، أن نقدم بأسم الكورد، لإيلاف الغراء في عيدها التاسع، جوهر الصداقة الأبدية التاريخية، مبادؤها مبادىء الحق والخير والجمال، وأسمها الحس والشعور، وروحها المودة، وأساسها العطف والمحبة، وسلوكها سلوك العصفور الحنون، وأيادينا ممدودة إليكم بشموخ ومجد. أجل، في عيدها التاسع، نأمل من إيلاف، أن تهتم أكثر بالشأن الكوردي، وتمنح أدباءها وكتابها المكانة اللائقة بهم، وخاصة في ثلاثة زوايا ( كتاب اليوم، وقسم الأخبار، وقسم الفن ).

[email protected]