وجد باحثون أن هنالك رابط بين درجات الحرارة ولجوء الأشخاص إلى أوروبا. إذ وفقا لدراسة أعدوها تبين أنه عندما تغيرت درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية، في المناطق الزراعية في 103 بلدا، لجأ المزيد من الأشخاص إلى خارج تلك البلاد.

ويتوقع معدو هذه الدراسة التي نشرت في دورية "العلوم"، أنه بحلول عام 2100 سيزيد عدد طلبات اللجوء بنحو 660 ألف طلب إضافي، إذا استمر تغير درجات الحرارة بسبب التغير المناخي.

وتشير الدراسة إلى أنه قد تقدم سنويا، في الفترة ما بين عامي 2000 و 2014، نحو 350 ألف شخص بطلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء غالبية المتقدمين من بلدان مثل أفغانستان والعراق.

معدلات التغير المناخي "تفوق كثيرا" قدرة الكائنات على التكيف

واشنطن تصر على الخروج من اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي

ودرس القائمون على هذا البحث الأرقام التي تشير إلى أعداد اللاجئين وأجروا تقييما لدور ما أطلقوا عليه "صدمات المناخ" في دفع الناس إلى طلب اللجوء. وقد وجدوا أن الأعداد تزداد في البلدان الـ 103 التي تناولها بحثهم ،إذا تغيرت درجات الحرارة إلى حارة جدا أو باردة جدا. كما لاحظوا أن درجات الحرارة الأكثر دفئا، أي تلك التي تفوق 20 درجة مئوية، كان لتغير الحرارة فيها أثر أكبر.

وعلى سبيل المثال، توصلوا إحصائيا إلى وجود "علاقة وثيقة" بين عدد طلبات اللجوء التي سجلها الاتحاد الأوروبي ومتوسط درجات الحرارة في مناطق زراعة الذرة في بلدان مثل باكستان.

ذرة
Getty Images
ارتفاع درجات الحرارة في مناطق زراعة الذرة أثرت في زيادة طلبات اللجوء من تلك المناطق إلى الاتحاد الأوروبي

ويعتقد الباحثون أن درجات الحرارة المرتفعة تخفض مدى القدرة على الانتاج، وتضر بالناتج المحلي الإجمالي الوطني ويزيد من السلوك العدواني.

وقال البروفسور المشرف على البحث ولفرام شلينكر من جامعة كولومبيا لـ بي بي سي "أشعر بثقة كبيرة بأن ما اكتشفناه بخصوص الفترة بين عامي 2000-2014 هو علاقة سببية بين الطقس وطلب اللجوء".

"بعض هذه الدول التي شملها البحث تعرضت في سنة معينة، لصدمة مناخية أكثر دفئا ما يعني ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، وبعضها الآخر تعرض لصدمة مناخية أكثر برودة أي انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة. إنها أشبه بمهمة عشوائية، وهي تضمن أن تلك الصدمات المناخية غير مرتبطة بعوامل أخرى، لذلك نحن لم نتوصل إلى وجود علاقة فقط، بل توصلنا لوجود علاقة سببية بين صدمات المناخ واللجوء، إني واثق جدا من ذلك".

ويتوقع الباحثون، بالنسبة للقرن الحالي، أنه إذا اقتصر ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بتغير المناخ على 1.8 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ستزيد طلبات اللجوء بنسبة 28 في المئة. ولكن إذا استمرت انبعاثات غاز الكربون بمعدلها الحالي وارتفعت درجات الحرارة بنسبة تصل إلى 4.8 درجة مئوية، فإن طلبات اللجوء يمكن أن ترتفع بنسبة 188 في المئة، ما يعني أن كل عام سيكون هناك 660 ألف طلب إضافي للجوء.

وتأتي هذه الدراسة كتتمة ومتابعة لأبحاث أخرى وجدت علاقة بين الصراعات ودرجة الحرارة. فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن تغير المناخ في سوريا جعلها أكثر عرضة للجفاف بمرتين أو ثلاث مرات، وأن هذا الأمر كان محفزاً لانتفاضة عام 2011.