وعلى الرغم من أنه نشأ في فرنسا، فإن أوباميانغ، المرشح لجائزة بي بي سي لأفضل لاعب كرة قدم في أفريقيا لهذا العام والذي يبلغ من العمر 27 عاما، كان لاعبا في نادي ايه سي ميلان الإيطالي، لكنه لم يخض معه أي مباراة على الإطلاق بعد أن انتقل إليه على سبيل الإعارة من نادي ديجون الفرنسي.

وفي أول مباراة له، وكانت مباراة ودية قبل بدء الموسم في عام 2008، أبهر اللاعب البالغ من العمر 18 عاما زملائه في الفريق.

وقال فلورنت بيرو الذي كان حارس مرمى ديجون في ذلك الوقت: "عندما تلعب أول مبارة ودية في الموسم فإنك لا تكون جاهزا، لكن دون أي استعدادات كان أوباميانغ بالفعل أفضل وأسرع من الآخرين".

وأضاف: "على أرض الملعب، كنا نقول: ما هذا الطفل الصغير؟ إنه بمثابة لاعب زائد عن الحاجة جائنا كهدية".

وأضاف: "لكننا أدركنا بعدها أننا لم نحصل على طفل صغير، بل لاعب ظاهرة".

وبعد ذلك نجح أوباميانغ في إحراز عشرة أهداف في أول موسم كروي له.

وبدأ اللاعب الغابوني بعدها رحلة تنقل من مكان لآخر انطلاقا من فرنسا التي نشأ فيها ثم كولومبيا وإيطاليا والمكسيك ثم انتقل على سبيل الإعارة إلى أندية ليل وموناكو وسانت اتيان قبل أن ينتقل إلى الأخير كلاعب بعقد دائم في عام 2011، وعندها بدأ يتطور أداؤه الكروي كلاعب مميز.

ومن هناك، انتقل في عام 2013 إلى بوروسيا دورتموند وهي الخطوة التي دفعته سريعا للأمام ليصبح واحدا من أفضل المهاجمين في العالم.

وفي يونيو/حزيران عام 2016، أصبح أوباميانغ أول أفريقي يحصل على لقب أفضل لاعب في العام في الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم، وهي الجائزة التي يصوت عليها زملاؤه المحترفون.

وبفضل أداءه المميز اختير أوباميانغ، وهو أول لاعب جابوني يحصل على لقب أفضل لاعب في أفريقيا لهذا العام، ليكون ضمن القائمة المختصرة لجائزة الكرة الذهبية لعام 2016.

وحاز أوباميانغ على إشادة كبيرة بفضل أهدافه إذ نجح في إحراز 11 هدفا في تسع مباريات في الدوري الألماني هذا الموسم، أربعة منها في فوز فريقه على هامبورغ بخمسة أهداف مقابل هدفين، وبلغت حصيلة أهدافه مع دورتموند 89 هدفا من إجمالي 152 هدفا في مشواره الكروي خاضها مع الفريق.

واشتهر اللاعب الغابوني أيضا بسرعته التي قورنت بالعداء العالمي للمسافات القصيرة يوسين بولت، وبطريقته في الاحتفال بالأهداف والتي يرتدي فيها قناع شخصية باتمان (الرجل الوطواط) وسبايدرمان (الرجل العنكبوت).

وقال جوردان لوتيس زميل أوباميانغ سابقا في فريق ديجون: "كان (أوباميانغ) يحب المزاح ويضحك الآخرين من حوله، لقد كان بالفعل شابا لطيفا وزميلا رائعا."

ومن خلال الشقلبات الاحتفالية وملابسه اللامعة وطريقة تصفيف شعره الغريبة، كان أوباميانغ بالفعل هو من يجذب الأضواء حتى وإن كان يصف نفسه بأنه شخص خجول.

وقال أوباميانغ في تصريح للقسم الرياضي في بي بي سي: "لقد عملت بجد كبير لتحسين أدائي."

كان أوباميانغ يعشق كرة القدم منذ الصغر ويصمم استادات من الألعاب في غرفة نومه قبل أن يكبر ويمثل منتخب فرنسا للناشئين ليحذو بعد ذلك حذو والده ويقود منتخب الغابون الملقب بـ"الفهود".

ويضيف أوباميانغ لبي بي سي: "اخترت الغابون لتمثيل أفريقيا ولأكون خليفة (للاعب منتخب ساحل العاج الشهير) ديديه دروغبا (ونجم منتخب الكاميرون) صامويل إيتو. ولكن لتحقيق ذلك، يجب عليك حصد الألقاب".

وحصد أوباميانغ بالفعل مجموعة من الجوائز، فهل تضاف جائزة بي بي سي هذا العام لخزينته؟