حققت الكرة العربية إنجازاً تاريخياً هاماً بعدما بلغت أربعة منتخبات عربية تواجدها في نهائيات مونديال روسيا 2018 في أكبر حضور عربي كروي في نهائيات كأس العالم، بما انه لم يسبق أن شارك هذا العدد في أي دورة من دورات المونديال منذ تأسيس البطولة في عام 1930.

ونجحت ثلاثة منتخبات عربية في التأهل عن قارة إفريقيا هي مصر والمغرب وتونس، بالإضافة إلى المنتخب السعودي المتأهل عن قارة آسيا.
 
وتشترك ثلاثة منتخبات عربية في بلوغ نهائيات المونديال بفضل قيادة أجنبية عرفت كيف توظف السواعد العربية لتشكيل فريق منافس ينهي السباق وبحوزته تأشيرة العبور إلى الأراضي الروسية بعدما اختارت التعاقد مع مدربين أجانب لتحقيق حلم الوصول لنهائيات كأس العالم.
 
ويدين المنتخب المصري في بلوغه للنهائيات إلى المدرب المخضرم الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي تولى إدارته الفنية في شهر مارس من عام 2015 في ثاني تجربة له بالملاعب العربية وفي ثاني تجربة له على مستوى المنتخبات بعدما درب قبل جيورجيا قبل توليه الجهاز الفني لـ "الفراعنة".
 
و رغم الانتقادات الشديدة التي تلقاها كوبر من الإعلام المصري ومحللي الفضائيات بسبب تفضيله اللعب بأسلوب دفاعي مما قد يؤثر على فرص مصر في بلوغ المونديال ، إلا أن كوبر حافظ على هدوئه و اصراره في الوفاء لطريقته التي ساعدته في الأخير على تحقيق الهدف المنشود مع الاتحاد المصري ببلوغ النهائيات العالمية، وهو الإنجاز الذي فشل في تحقيقه مدربون عديدون في بلوغهم للنهائيات، رغم تفضيلهم الأسلوب الهجومي ، كان آخرهم الأميركي بوب برادلي الذي تكبد خسارة تاريخية من غانا بسداسية في تصفيات مونديال 2014.
 
أما المنتخب المغربي فاختار الفرنسي هيرفي رونار ليعيده إلى أجواء المونديال بعد غياب دام 20 عاماً مستفيداً من تجاربه الناجحة في الملاعب الإفريقية ، والتي جعلت منه خبيراً في كواليس القارة ، بعدما نجح مع منتخبي زامبيا وساحل العاج وقادهما لتحقق لقب كأس أمم إفريقيا ، قبل أن يتعاقد مع المغرب في مطلع عام 2016 ، في مهمة واحدة هي تأهيل المغرب إلى كأس العالم .
 
واستفاد المنتخب المغربي كثيراً من خبرة رونار الذي نقل خلاصة أفكاره ليصقل بها "اسود الأطلس"، التي استغلت تعطش "الثعلب" للمونديال واستغل "الثعلب" تعطش "الأسود" للعودة إلى المونديال فكان الحلم المراد "المشترك".
 
كما يدين المنتخب السعودي في عودته إلى نهائيات كأس العالم للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي تولى تدبير شؤونه الفنية منذ صيف عام 2015 ، وقاده خلال التصفيات بنجاح ليحتل وصافة المجموعة الآسيوية الثانية خلف اليابان . 
 
واستفاد "الأخضر" من التجربة الثرية للهولندي الذي قاد منتخب بلاده لوصافة مونديال جنوب إفريقيا 2010.
 
ونجح الفني الهولندي في تحقيق الهدف المتفق عليه مع الاتحاد السعودي الذي تعاقد معه بعقد مدته عام واحد في مهمة واحدة هي تأهيل المنتخب السعودي إلى المونديال ، وبعدما نجح في مهمته فضل الانسحاب ليترك منصبه للأرجنتيني إدغاردو باوزا الذي حل محله في شهر سبتمبر المنصرم ليكون قائده في النهائيات العالمية .
 
ويبقى المنتخب التونسي الفريق الوحيد من الرباعي العربي الذي حقق إنجازه ببلوغ المونديال بأقدام عربية تحت إشراف خبرة عربية ممثلة في التونسي نبيل معلول، الذي عاد للإشراف على الإدارة الفنية لـ"نسور قرطاج" في شهر ابريل من العام الجاري ، ليحل محل الهولندي هنري كسبارجاك الذي فشل في تسجيل نتائج جيدة في كأس أمم إفريقيا .
 
هذا واستفاد معلول من تجاربه السابقة من خلال إشرافه على المنتخب الوطني وعدد من الأندية المحلية والعربية ، كما استغل تواضع المنافسة في المجموعة الإفريقية الأولى لينجح في إعادة تونس إلى الأجواء العالمية، بعدما كان هو نفسه احد صانعي تأهلهم لمونديال ألمانيا 2006 في آخر حضور تونسي في نهائيات كأس العالم.