دفع المدرب جانبييرو فنتورا ثمن فشله في إيصال إيطاليا الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم وغيابها عنها للمرة الأولى منذ 60 عاما، بإقصائه الأربعاء من مهامه بعد نحو 16 شهرا على توليها.

وفشل "الأتزوري" في بلوغ نهائيات مونديال 2018 في روسيا على اثر خوضه ملحقا أوروبيا ضد المنتخب السويدي. وفاز الأخير على أرضه الأسبوع الماضي 1-صفر، وتعادل سلبا مع المنتخب الايطالي في الاياب على ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الاثنين.

وأتت إقالة المدرب البالغ من العمر 69 عاما، في أعقاب اجتماع طارىء عقده الاتحاد الايطالي الأربعاء، وخصص للبحث في مستقبل المنتخب بعد الصدمة التي تسبب بها عدم التأهل الى كأس العالم، علما بأن إيطاليا أحرزت اللقب أربع مرات آخرها في ألمانيا 2006.

وقال الاتحاد في بيان "بدءا من اليوم، لم يعد جانبييرو فنتورا مدربا للمنتخب الايطالي لكرة القدم".

وكان فنتورا قد امتنع عن الاستقالة بعد مباراة الاياب، قائلا في حينها ان تقديم الاستقالة "لا يتعلق بي لوحدي. لست في حالة نفسية تسمح لي بالتصدي لهذه المسألة. سنلتقي، سأقول ما لدي قوله، وسأصغي".

وشدد على ان "كل ما سيخرج (عن الاجتماع) سيتم قبوله".

وبنتيجة هذا الاجتماع، بقي رئيس الاتحاد كارلو تافيكيو في منصبه، على رغم الانتقادات الواسعة التي طالته بعد الفشل في التأهل، وتحميله مسؤوليات عدة منها اختياره فنتورا شخصيا لقيادة المنتخب.

وجاء في بيان الاتحاد ان رئيسه "أبلغ المشاركين في الاجتماع (...) باستحالة استقالته"، وانه تقع على عاتقه "مسؤولية تقديم سلسلة اقتراحات، وسيكون على مجلس (الاتحاد) إبداء الرأي فيها".

ويبدو ان اجتماع الاتحاد اليوم لم يخل من التوتر، اذ غادره رئيس اتحاد اللاعبين، النجم السابق لنادي روما داميانو تومازي، بعد دقائق من إعلان تافيكيو رفضه الاستقالة.

وقال تومازي "لا يوجد مزاج للتغيير (...) تافيكيو قرر عدم الاستقالة ومواصلة مهامه. الآخرون لم يتخذوا موقفا وقالوا انهم سيقررون بهذا الشأن مستقبلا"، مضيفا "نحتاج الى إجراء انتخابات نزيهة بأشخاص جدد. لا نريد ان نحل مشاكل كرة القدم الايطالية بإقالة المدرب".

وحذر من انه في حال عدم تجديد الهيكلية "سنبقى نأكل طبقا قديما أثبت انه غير قابل للهضم بالنسبة الى كثيرين".

- من "أفضل" سجلات المدربين -

وأشارت وسائل الاعلام الايطالية الى ان الاتحاد سيكون ملزما بدفع ما تبقى من قيمة عقد فنتورا الذي كان من المقرر ان يستمر حتى حزيران/يونيو 2018، أي ما يقدر بنحو 800 ألف يورو.

ومنذ بدء الحديث عن احتمال الاطاحة بفنتورا، رجحت الصحف الايطالية ان يكون مواطنه كارلو أنشيلوتي (58 عاما) أبرز المرشحين لتولي المنصب، اذ ان المدرب السابق لتشلسي الانكليزي وريال مدريد الاسباني، أقيل من مهامه كمدرب لبايرن ميونيخ الالماني في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ولم يتول أي مهام جديدة منذ ذلك الحين.

وقال تافيكيو في هذا الشأن "فكرنا بمدربين مهمين وسنحاول الوصول الى خاتمة لهذا الموضوع"، بحسب تصريحات لقناة "سكاي ايطاليا".

وأشار الى العمل على إعداد "برنامج فني وتنظيمي يشمل التعاون مع بطولات أخرى"، علما بأنه من المتوقع ان يعقد مجلس الاتحاد اجتماعا الأسبوع المقبل، قد يتم فيه طرح إسم المدرب الجديد المحتمل.

ولم تستبعد الصحف الايطالية أيضا عودة كونتي، أو ان توكل المهمة الى مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري أو روبرتو مانشيني.

وعلى رغم ان الاقصاء من كأس العالم تسبب بصدمة واسعة في أوساط الايطاليين واعتبرته الصحف بمثابة "نهاية العالم"، الا انه أتى بعد أداء متراجع للمنتخب الايطالي منذ إحرازه كأس العالم 2006.

فالمنتخب أقصي من الدور الأول لكأسي العالم 2010 و2014، والدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2012 بركلات الترجيح أمام المانيا.

وسعى فنتورا الى الدفاع عن نفسه وسجله مع المنتخب في الفترة القصيرة التي تولى قيادته فيها، والتي بدأت في تموز/يوليو 2016، خلفا للمدرب الحالي لتشلسي الانكليزي أنطونيو كونتي.

وفي تصريحات لبرنامج تلفزيوني رياضي، اعتبر فنتورا ان أداءه على رأس الجهاز الفني كان "أحد أفضل السجلات (للمدربين الايطاليين) في أربعين عاما"، مضيفا "خسرت مباراتين فقط في عامين".

وفي عهد المدرب السابق لنادي تورينو، خسر المنتخب الايطالي ثلاث مرات ضد فرنسا في باري (1-3 في مباراة ودية)، واسبانيا في مدريد (صفر-3 ضمن التصفيات الأوروبية لكأس العالم)، وفي ذهاب الملحق المؤهل للمونديال أمام السويد الأسبوع الماضي.

في المقابل، فاز المنتخب تسع مرات وتعادل أربع مرات مع فنتورا.

وسيكون الغياب الايطالي عن مونديال روسيا، الثالث فقط للمنتخب في تاريخ البطولة، اذ انه غاب بإرادته عن مونديال 1930، وفشل في التأهل الى مونديال 1958.

وإضافة الى صدمة الغياب عن المونديال، أعقب مباراة الاياب ضد السويد إعلان عدد من اللاعبين الايطاليين البارزين اعتزالهم اللعب دوليا، يتقدمهم الحارس الأسطوري لنادي يوفنتوس جانلويجي بوفون.