ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء ان بلاده "لن تمنع" رياضييها الراغبين بالمشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي تحت علم أولمبي، وذلك بعد قرار اللجنة الأولمبية الدولية الثلاثاء استبعادها عن الالعاب بسبب قضايا منشطات.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين خلال اجتماعه مع عمال مصنع سيارات في نيجني نوفغورود "بدون شك، لن نعلن أي مقاطعة، لن نمنع رياضيينا من المشاركة، اذا كانوا يريدون ذلك بصفتهم الشخصية" في الالعاب المقررة بين 9 و25 شباط/فبراير المقبل في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية.

وتابع "الاهم انه في استنتاجات اللجنة (التنفيذية للاولمبية الدولية)، كتب انه لا يوجد نظام حكومي لدعم التنشط. هذه خلاصة هامة"، متسائلا عن سبب "منع الرياضيين الروس من المشاركة تحت علم بلادهم" في ظل هذه الظروف.

وأعلنت اللجنة الاولمبية قرارها الثلاثاء بعد فحص أدلة تنشط منهجي على مدى سنوات تورطت فيه العديد من الأجهزة الروسية، من وزارة الرياضة الى أجهزة الأمن، ووصلت الى ذروتها في العاب سوتشي الاولمبية الشتوية عام 2014.

وأوقفت اللجنة مدى الحياة نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الشؤون الرياضية فيتالي موتكو، والذي كان وزيرا للرياضة عندما استضافت سوتشي الاولمبياد الشتوي عام 2014.

وأردف بوتين الذي أعلن الاربعاء انه سيقدم ترشيحه لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في آذار/مارس 2018 والتي ستبقيه في الحكم حتى العام 2024 في حال فوزه فيها "لا تدينوا سوى المذنبين. واذا لم يكن هناك دعم حكومي، لماذا منعهم من المشاركة تحت رمزنا الوطني. هذا سؤال كبير".

وكان الالماني توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ذكر الثلاثاء ان التنشط الروسي المنهجي بين عامي 2011 و2015، وخصوصا في اولمبياد سوتشي 2014، "شكل هجوما غير مسبوق على نزاهة الألعاب الأولمبية والرياضة".

- "دوافع سياسية" -

وكشف الرئيس الروسي "لم أعط الأمر على سبيل المثال الى وزارة الرياضة أو منظمات أخرى للفوز بالألعاب. لم تكن هناك مهمة مماثلة أبدا".

وندد بوتين بقرار ذات "دوافع سياسية" من قبل اللجنة الاولمبية الدولية "كل هذا يبدو وكأنه قرار مفبرك وذات دوافع سياسية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية.

ونفى بوتين مجددا ان يكون هناك اي برنامج حكومي لتعاطي المنشطات في روسيا.

وكان بوتين صرح مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ان الولايات المتحدة نظمت هذه الاتهامات من اجل الاضرار بسير الانتخابات الرئاسية في آذار/مارس 2018.

كما وصف الاستبعاد المحتمل لبلاده بـ"الاهانة" التي تأتي في وقت تستعد فيه روسيا لاستضافة الحدث الرياضي الاكثر متابعة حول العالم: مونديال 2018 لكرة القدم الذي سحبت قرعته الجمعة في الكرملين.

وابعد الاتحاد الدولي روسيا عن اولمبياد ريو 2016 الصيفي، مع السماح لرياضييها النظيفين بالمشاركة، ثم عن مونديال لندن 2017 لالعاب القوى، نتيجة صدور تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين بناء على طلب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والكشف عن نظام التنشط الذي اتبعته الحكومة.

وشارك 276 رياضيا روسيا من اصل 387 في اولمبياد ريو، حيث رمت اللجنة الاولمبية الدولية الكرة في ملعب الاتحادات الرياضية الدولية للسماح بمشاركة الرياضيين الروس من عدمها، ما عرضها لانتقادات شديدة.

لكن بعد سنتين من تحقيقات لجنتين انشأتهما اللجنة الدولية برئاسة السويسريين دنيس اوزوالد وصامويل شميد، كانت الادلة هامة جدا لايقاف روسيا مرة جديدة.

وترفض موسكو دائما البعد الحكومي في نظام التنشط الذي كشف عنه تقرير ماكلارين، واجهزة التحقيق الروسية تؤكد تورط الرئيس السابق لمختبر موسكو غريغوري رودتشنكوف الذي كان وراء الشرارة الاولى حول نظام التنشيط والصادرة بحقه مذكرة توقيف روسية، وتتهمه بأنه قام بناء على مبادرة شخصية منه بتنشيط الرياضيين دون علمهم.