رفض المسؤولون عن ملف ترشيح لوس انجليس لأولمبياد 2024 أي تلميحات بأن المدينة الأميركية مستعدة للانتظار حتى 2028 لاستضافة الألعاب، وذلك على هامش زيارة لجنة التقييم التابعة للجنة الاولمبية الدولية الى المنشآت المرشحة لاحتضان الحدث.

وخُصص اليوم الثاني من زيارة لجنة التقييم للكشف على الملاعب الموزعة في أنحاء لوس انجليس مثل قاعة ستايبلس سنتر لكرة السلة والتي تستضيف نشاطات رياضية عدة في الدورة، الى الكوليزيوم (مجمع رياضي) حيث استاد العاب القوى الذي احتضن مسابقات في دورتي 1932 و1984، وجامعة يو سي ال آيه (جامعة كاليفورنيا).

وبدأ مسؤولة اللجنة الأولمبية جولتهم الأربعاء لكنهم اكتفوا في اليوم الأول بالبقاء في احد فنادق وسط المدينة حيث طرحوا اسئلة تتعلق بالسلامة والاقامة، وبتمويل خطة المواصلات مع المسؤولين عن حملة المدينة والسلطات.

وتنتقل لجنة التقييم الأسبوع المقبل الى العاصمة الفرنسية باريس لإجراء جولة استطلاعية مماثلة، قبل أن تعطي تقييمها لملفي المدينتين تحضيرا لإعلان هوية الفائز منهما في 13 ايلول/سبتمبر المقبل من العاصمة البيروفية ليما.

وتأتي الزيارة وسط الحديث عن بحث في امكانية منح المدينة الخاسرة في السباق على أولمبياد 2024، حق استضافة نسخة 2028 لئلا تخسر الألعاب مدينتين من هذه المكانة، لأنه من المستبعد أن يتقدم الخاسر منهما بترشحه مرة أخرى في المستقبل القريب.

الا ان ايا من المدينتين لم تبد حماسة لاستضافة دورة 2028، وقد كرر عمدة لوس انجليس ايريك غارسيتي موقفها الخميس، قائلا "نؤمن بأن لوس انجليس تقدم أفضل المنافع للحركة الأولمبية (من خلال استضافة) 2024... لمَ الانتظار حتى 2028 لاختبار هذا الأمر؟".

اضاف في مؤتمر صحافي في سانتا مونيكا "أعشق فكرة الذهاب الى باريس سنة 2028 لرؤية اصدقائي هناك... سيكون أولمبياد رائع".

وخلال الزيارة الى الكوليزيوم، مهد ألعاب القوى في دورتي لوس انجليس 1932 و1984، كانت العداءة الشهيرة اليسون فيليكس في استقبال وفد الأولمبية الدولية، وقالت لوكالة فرانس برس "على رغم أني لم أكن قد ولدت خلال استضافة ألعاب 1984، ترعرعت وأنا أسمع حكايات عن مدى روعتها من والدي، مدربي، رياضيين آخرين".

وواصلت فيليكس، أول عداءة في تاريخ الألعاب الأولمبية تحرز ست ميداليات ذهبية، "هذا التاريخ موجود هنا ونريد تكراره ونيله مجددا".

- انطباع ملفت -

وتركت شهادة فيليكس أثرها عند رئيس لجنة التقييم باتريك باومان الذي قال "ما أثر بي هو عدد الرياضيين الذين ألتقيناهم وهو على ارتباط بالعاب لوس انجليس 1984، إن كان لأنهم شاركوا فيها، أو لأنهم شاهدوها. حتى اليسون فيليكس، المولودة عام 1985، تحدثت عن ان هذه الألعاب كانت مصدر الهام لها".

أضاف "كان مذهلا سماع هذا الأمر من رياضية رائعة من طرازها".

والكوليزيوم الذي يشغله بشكل موقت نادي لوس انجليس رامز لكرة القدم الأميركية، حصل مؤخرا على اتفاق ممول من شركة خاصة بقيمة 270 مليون دولار لإدخال بعض التحسينات عليه، لكنه من الملاعب العديدة القائمة في ملف لوس انجليس 2024 التي لا تحتاج الى بناء أي منشآت بحسب المسؤولين.

كما جال الوفد الأولمبي في حرم جامعة كاليفورنيا المقترح ليكون القرية الأولمبية، وجامعة جنوب كاليفورنيا قرب وسط لوس انجليس.

وتحدث باومان عن الجولة في الجامعتين قائلا "كان ذلك مثيرا للإعجاب - هذان الحرمان الجميلان. فيهما كل شيء، بقينا هناك لفترة طويلة، سيكونان مرفقين رئيسيين".

أضاف "سيحظى الرياضيون بمنشآت تدريبية رائعة، أماكن للإقامة والطعام".

ويأمل مسؤولو لوس انجليس في ان تمنح القرية الأولمبية الجاهزة في حرم جامعة كاليفورنيا - الامر الذي يلغي الحاجة الى مشروع بناء أولمبي مكلف - الأفضلية للمدينة الأميركية في سباقها مع العاصمة الفرنسية المضطرة الى بناء قريتها الأولمبية من الصفر.

واعتبر رئيس ملف لوس انجليس 2024 كايسي فاسرمان بعد زيارة الخميس أن حرم جامعة كاليفورنيا يعطي إضافة هائلة، لاسيما بعد أن مر الوفد الزائر بجواء الطلاب الذين يدرسون للامتحانات "ثم دخلنا الى المقصف حيث كان الطلاب يتناولون الطعام خلال الاستراحة".

واستطرد قائلا "ليس من الصعب تخيل 17،000 رياضي في تلك القرية في صيف عام 2024. الاقتراح المقدم مقنع بالتأكيد".

وأقام فاسرمان الاربعاء مأدبة عشاء خاصة لمندوبي اللجنة الاولمبية الدولية بحضور مجموعة من نجوم هوليوود وكبار رجال الأعمال.

وكان من بين الحاضرين الممثل الشهير سيلفستر ستالون، وأسطورة كرة السلة ولوس انجليس ليكرز كوبي براينت، ومغني الأوبرا بلاسيدو دومينغو، الى جانب الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت ستيف بالمر ورئيس ديزني بوب ايغر.