أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية الجمعة ان سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية العملاقة "ماكدونالدز" أنهت رعايتها الطويلة المستمرة لدورات الألعاب الأولمبية منذ اولمبياد مونتريال في 1976.

وقالت اللجنة في بيان انها توصلت مع "ماكدونالدز" الى "اتفاق مشترك لوضع حد لشراكتهما العالمية"، موضحة انه على رغم ان هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ فورا، الا ان الشركة الأميركية ستبقي على رعايتها لأولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي في كوريا الجنوبية سنة 2018.

وأكدت اللجنة ان ماكدونالدز "ستوفر خدماتها خلال هذه الألعاب، لاسيما من خلال المطاعم في المتنزه الأولمبي والقرية الأولمبية".

وكانت سلسلة المطاعم الأميركية تعد من شركاء "الصف الأول" للدورات الأولمبية، الى جانب شركات مثل صانع الاطارات "بريدجستون" وصانع السيارات "تويوتا" وشركة "باناسونيك" الالكترونية.

وأشارت اللجنة الى انها "لا تعتزم (في الوقت الراهن) البحث عن بديل مباشر لماكدونالدز في فئة الشركاء لخدمات المطاعم"، موضحة ان "الشروط المالية لانهاء العقد تم القبول بها من قبل كل الأطراف المعنيين، على رغم ان تفاصيل هذه المسألة ستبقى سرية".

من جهتها قالت سلسلة المطاعم على موقعها الالكتروني "نحن موجودون في الالعاب الاولمبية منذ اكثر من أربعين عاما". 

اضافت ان "كل شيء بدأ عندما طلب رياضيون اميركيون في دورة غرينوبل (المدينة الفرنسية التي استضافت أولمبياد عام 1968 الشتوي) وجبات هامبرغر وصلتهم بالطائرة، واصبحنا بعد ذلك شريكا رسميا للجنة الاولمبية الدولية".

وكانت ماكدونالدز جددت في 2012 عقدها مع اللجنة حتى 2020، وهي شاركت في دورة ريو 2016 التي قدمت خلالها وجبات مجانية للرياضيين، ما أدى الى تشكل صفوف طويلة خارج مطاعمها.

وفي حين لم يكشف الطرفان سبب إنهاء التعاون، رجح خبراء في المجال الاعلاني ان يكون الأمر مرتبطا بالتركيز العالمي على الحميات الصحية التي تتعارض لدرجة كبيرة مع ما تقدمه ماكدونالدز.

وقال المتخصص البريطاني في الاعلانات الرياضية باتريك نالي لوكالة فرانس برس "مدى انتشار البدانة والأمراض المرتبطة بالتغذية حول العالم يثير القلق، وعلى رغم اننا لا يمكن ان نحمل ماكدونالدز مسؤولية ذلك، الا انها (الشركة) لا بد انها أدركت ان رعايتها للألعاب الأولمبية باتت غير منطقية".

أضاف "لماكدونالدز طرق أخرى متعددة للترويج لنفسها، الا ان المنطق الذي أتاح لهم رعاية الألعاب الأولمبية، لم يعد يتلاءم مع التوجه الحالي حيال الوجبات السريعة".

وتوظف اللجنة الأولمبية الدولية 500 شخص، وهي تعتمد بشكل رئيسي على عائدات حقوق البث لتوفير 70 بالمئة من مجمل ايراداتها. وبحسب أرقام اللجنة، بلغت هذه العائدات 4,1 مليارات دولار في الفترة بين 2013 و2016، مقارنة مع 3,67 مليارات في الفترة بين 2009 و2012. وتدفع اللجنة الجزء الأكبر من إيراداتها الى الاتحادات الرياضية واللجان الاولمبية المحلية ومنظمي الدورات