أفلت سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل من أي عقوبات إضافية على خلفية اصطدامه المتعمد بمنافسه سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الأحد الماضي خلال جائزة اذربيجان الكبرى للفورمولا واحد، وذلك بحسب ما أعلن الإثنين الاتحاد الدولي للسيارات "فيا".

وجاء القرار بعد جلسة جمعت الإثنين فيتل ومدير فريق فيراري ماوريتسيو اريفابيني برئيس "فيا" الفرنسي جان تود ومسؤولين كبار آخرين من الاتحاد الدولي، لمناقشة ما حصل في 25 حزيران/يونيو في سباق حلبة باكو الذي كان دراماتيكيا حيث تخلله دخول سيارة الامان ثلاث مرات، وايقاف موقت في اللفة 22 لإزالة حطام على الحلبة جراء عدد من الاصطدامات.

الا ان المحطة الأبرز في السباق حصلت بعيد دخول سيارة الامان للمرة الثالثة في وقت كان هاميلتون متصدرا وخلفه فيتل. ومع استعداد السيارة للمغادرة وعودة السباق الى طبيعته، بدا ان البريطاني بطل العالم ثلاث مرات خفف من سرعته بشكل حاد عند أحد المنعطفات خلف سيارة الأمان، ما دفع فيتل الى الاصطدام به والاضرار بالجناح الامامي لسيارته.

وبدا الألماني بطل العالم أربع مرات غاضبا مما حدث. فبعدما لوح بيديه لهاميلتون، تقدم الى موازاته ولوح مجددا، قبل ان يقوم بانعطاف حاد تجاهه بدا متعمدا، فاصطدمت سيارته بالاطار الامامي الأيسر لسيارة هاميلتون التي لم تتعرض لضرر ظاهر.

وفرض منظمو السباق عقوبة توقف في الحظيرة لعشر ثوان على فيتل بسبب "القيادة الخطرة" في أعقاب ذلك وأوقف السباق بموجب "العلم الأحمر" لبعض الوقت. ولم يستفد هاميلتون من خروج فيتل لتأدية العقوبة، اذ انه اضطر أيضا الى دخول حظيرة فريقه لتعديل إحدى أدوات السلامة المرتبطة بعنقه، ما أدى الى تأخيره بشكل إضافي.

ورأى مراقبو السباق لاحقا أنه لا يوجد أي دليل بأن هاميلتون قام بالكبح المفاجىء، مستندين الى المعطيات الصادرة عن سيارة البريطاني.

والى جانب عقوبة التوقف في خط الحظائر لعشر ثوان، اضيفت 3 نقاط جزائية الى سجل السائق الألماني الذي دخل سباق باكو ومعه 6 نقاط جزائية.

وتوجهت الأنظار الإثنين الى الاجتماع بين فيتل و"فيا" في ظل التخوف من إضافة عقوبة أخرى ضد الألماني كحرمانه من خوض السباق المقبل، لكن البيان الصادر الاتحاد الدولي أكد أنه وبعدما راجع سائق فيراري ما حصل في تلك اللحظة، اعترف بأن المسؤولية بأكملها تقع على عاتقه، معتذرا في الوقت ذاته عما بدر منه.

وعرض فيتل بأن يكفر عن ذنبه بتخصيص جزء من وقته الخاص من أجل تثقيف السائقين الشبان، وارتأى الاتحاد الدولي أنه "على ضوء هذه التطورات، قرر رئيس فيا جون تود أنه في هذه الحالة يجب إغلاق الملف"، لكنه شدد على ضرورة ألا يتكرر ما حصل "لأنه إذا تكرر مثل هذا السلوك ستحول القضية مباشرة الى محكمة فيا الدولية لمزيد من التحقيق".

ورغم العرض الذي تقدم به السائق الألماني بتخصيص جزء من وقته من أجل تثقيف السائقين الشبان، قرر تود عدم إدراج فيتل في أي من نشاطات وإعلانات مروجة للسلامة المرورية، مشيرا الى أنه ورغم الضغط الذي يعاني منه الرياضيون في الرياضات الكبرى والتوتر الناجم عن ذلك "فإن دور كبار الرياضيين هو التعامل مع هذا الضغط بهدوء والتصرف بطريقة لا تحترم أنظمة الرياضة وحسب، بل تليق بالمكانة العالية التي يتمتعون بها (الرياضيون)".

وأشار بيان "فيا" الى أنه قلق من تداعيات ما قام به فيتل في باكو على الشبان.

ومن المفترض أن يعتذر فيتل علنا عما بدر منه في سباق اذربيجان، إضافة الى الاعتذار الذي قام به الإثنين خلف أبواب موصدة.

وأصدر فريق فيراري بيانا بخصوص اجتماع الإثنين، قال فيه "بعد الاجتماع الذي عقد اليوم (الإثنين) في باريس بين ممثلي فيا وسائق فريق فيراري س. فيتل بهدف توضيح المواقف بخصوص الحوادث التي حصلت في جائزة اذربيجان الكبرى، تشيد فيراري باعتذار السائق والتزامه الشخصي بالمساعدة على تحسين صورة هذه الرياضة".

وتابع البيان "يؤكد فريق فيراري دعمه لمبادرات فيا، ويشارك السلطة الحاكمة قيمها وأهدافها".

ورغم حادث الاصطدام، أنهى فيتل السباق في المركز الرابع مباشرة أمام هاميلتون وابتعد في الصدارة عن الأخير بفارق 14 نقطة.