واصل أسطورة التنس السويسري روجر فيدرير تحطيم الأرقام القياسية بفوزه للمرة الثامنة ببطولة ويمبلدون للتنس، وذلك بعد فوز في نهائي فردي الرجال على الكرواتي مارين تشيلتش.

وبذلك يصبح فيدرير أكثر اللاعبين تتويجا بالبطولة.

وجاء تتويج فيدرير، البالغ من العمر ستة وثلاثين عاما، باللقب بعد مباراة سيطر عليها منذ البداية.

وفاز فيها بثلاث مجموعات دون مقابل بنتيجة أشواط 6-3 و6-1 و6-4، ليصبح ثالث لاعب يفوز بويمبلدون دون أن يخسر أي مجموعة في أي مباراة على مدار البطولة.

وتعد هذه البطولة التاسعة عشرة من البطولات الكبرى التي يفوز بها فيدرير ليعزز مكانته كأكثر اللاعبين حصدا لبطولات الغراند سلام في تاريخ اللعبة.

وقد فاز فيدرير مطلع العام الجاري ببطولة أستراليا المفتوحة ولكنه لم يشارك في بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) نظرا لحاجته للراحة.

نهائي من جانب واحد

يتمتع فيدرير بشعبية في ويمبلدون بشكل خاص وهو ما ظهر في الاستقبال الحار الذي أظهرته الجماهير له لدى دخوله أرض الملعب.

وحظى بتشجيع كبير من جانب الجماهير الغفيرة التي ملأت جنبات الملعب الرئيسي في نادي عموم انجلترا جنوب غربي لندن وعشرات الآلاف من الجماهير التي توافدت لرؤية المباراة سواء من داخل الملعب أو من على الشاشة الضخمة المقامة على تلة تيم هينمان داخل مجمع الملاعب.

وكان واضحا من البداية أن واحدة من أكثر نقاط قوة تشيلتش تمثلت في ضربات إرساله القوية والتي بلغت في احدى المرات إلى 127 ميلا في الساعة ولكنه لم يحقق أي إرسال ساحق خلال المجموعة الأولى كما اعتاد طوال البطولة.

وتمكن فيدرير من كسر ارسال تشيلتش القوي في الشوط الخامس من المجموعة الأولى ليفوز بسهولة بالمجموعة الأولى بستة أشواط لثلاثة.

فيدرير يواصل السيطرة

وواصل تشيلتش ضربات ارساله القوية في المجموعة الثانية ليحقق أول إرسال ساحق بسرعة 129 ميلا في الساعة. لكن ضربات إرساله القوية لم تسعفه وكسر فيدرير ارساله للمرة الثانية في المباراة ليتقدم عليه بثلاثة أشواط دون مقابل في بداية المجموعة.

ومع عدم قدرة تشيلتش على مجاراة فيدرير وشعوره على ما يبدو بإصابة في قدمه بكى للحظات، ما جعل الجماهير تخشى من انسحابه من المباراة.

وتحامل اللاعب الكرواتي المصنف سابعا على نفسه وأكمل المباراة وسط تشجيع كبير من الجماهير.

وفاز فيدرير بالمجموعة الثانية بنتيجة 6-1 ليصعد الضغط النفسي على خصمه ويصبح على بعد مجموعة واحدة من صناعة تاريخ جديد كأكثر المتوجين ببطولة ويمبلدون في الحقبة الاحترافية التي بدأت في عام 1968.

وعلق أسطورة التنس الألماني بوريس بيكر على أداء تشيليتش قائلا: "عصبية تشيلتش وعدم تركيزه أثرا على تحركاته في الملعب."

تعافي متأخر لتشيلتش

وتحسن أداء تشيلتش بعض الشئ في المجموعة الثالثة وتقدم بثلاثة أشواط لشوطين، ولكنه لم يكن تعافيا بالقدر الذي يجعله يأخذ زمام اللقاء. فسرعان ما استعاد فيدرير زمام المباراة بكسره إرسال الكرواتي مرة أخرى ليصبح فوزه مسألة وقت.

 

مارين تيليتش
EPA
الإصابة أثرت على أداء تشيليتش

 

وحسم فيدرير المجموعة الثالثة بفضل ضربات إرساله القوية والتي أجهزت على ما تبقى من قوة تشيلتش الذى بدى غير قادر على مجاراة السويسري المخضرم.

وأنهى فيدرير المجموعة الثالثة بنتيجة 6-4 ليواصل هوايته في تحطيم الأرقام القياسية وأرقامه الشخصية أيضا.

"أتمنى أن أعود لأدافع عن لقبي"

وعقب اللقاء حاول تشيلتش جاهدا تمالك مشاعره فقال متأثرا: "أنا لا أيأس أبدا في أي مباراة وأبذل قصارى جهدي...لكن مباراة اليوم كانت صعبة للغاية."

أما فيدرير فجلس على مقعده ناظرا تجاه زوجته وأطفاله ووالديه الذين كانوا يجلسون في المدرجات وذرف بعض الدموع بعد الانجاز التاريخي الذي حققه.

وعلق فيدرير قائلا: "أتمنى ألا تكون هذه مباراتي الأخيرة. أملي أن أعود مرة أخرى إلى هنا لأدافع عن لقبي العام المقبل."