نشرت صحيفة "آس" الإسبانية تقريراً استعرضت فيه حالات الغدر والخيانة التي تعرض لها نادي برشلونة عبر تاريخه من قبل عدد من نجومه الذين غدروا به ورحلوا عن النادي عقب إقامة عابرة في "الكامب نو"، وهو الرحيل الذي تسبب في إحداث شروخ في الفريق وجروح في نفوس الجماهير الكتالونية.

وجاء التقرير تزامنًا مع كثرة الحديث عن احتمالية رحيل المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عن برشلونة خلال الميركاتو الصيفي الحالي والانتقال إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في أغلى صفقة سيعرفها تاريخ انتقالات اللاعبين .
 
ولم يكن برشلونة يرغب في رحيل هؤلاء النجوم الذين أصبح عشاق النادي يضعونهم في خانة "الخائنين " سواء بعد انتقالهم إلى الغريم ريال مدريد أو إلى غيره من الأندية، بعدما أصروا على ترك "البارسا" لأسباب مالية وأخرى شخصية بعدما جعل منهم نجومًا في سماء الساحرة المستديرة، حيث تباين التأثير الذي خلفه رحيل هؤلاء من لاعب لآخر، وبحسب مكانتهم في الفريق.
 
1- الأرجنتيني دييغو مارادونا :
 
استقطبه نادي برشلونة من نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني في صيف عام 1982 ، قبل ان يسطع نجمه وتحديداً بعد الظهور الباهت للأرجنتين في نهائيات كأس العالم في ذات العام بإسبانيا، وطرده من المباراة التي جمعت منتخب بلاده بالبرازيل، والتي انتهت بفوز "السيليساو" على "التانغو" بثلاثة أهداف لهدف. 
 
وكلف انتقال مارادونا إلى برشلونة ما يقارب من 7 ملايين دولار، ولكن إقامته في "الكامب نو" اثارت جدلاً واسعاً بسبب مزاجه المتقلب وتسببه في الكثير من المشاكل، إضافة إلى تعرضه لإصابة خطيرة غاب بسببها عن الملاعب لفترة طويلة .
 
ولم يمكث الأسطورة الأرجنتينية في صفوف برشلونة سوى عامين لم يقدم خلالهما للفريق أي إضافة فنية، حيث أصر على ترك النادي الكتالوني والانتقال إلى الدوري الإيطالي في صيف عام 1984 عبر بوابة نادي نابولي الذي بقي في صفوفه حتى عام 1991.
 
2- الألماني بيرند شوستر :
 
قضى نجم الكرة الألمانية في صفوف برشلونة أفضل فترة من مراحل مسيرته الكروية منذ رحيله عن ألمانيا، حيث دامت تجربته في صفوف "البارسا" لسنوات طويلة فاز خلالها بألقاب وبطولات عديدة، غير انه رفض الاستمرار في صفوفه مفضلاً الانتقال إلى الغريم ريال مدريد في صيف عام 1988 ، الذي بقي معه لأربعة أعوام فقط، متنقلاً بين دكة الاحتياط واللعب في التشكيلة الأساسية، بعدما تراجعت قيمته وقامته الفنية ، ليقرر الرحيل عن صفوفه واللعب للنادي المدريدي الآخر (اتلتيكو مدريد).
 
3- الدنماركي مايكل لاودروب:
 
انتشله برشلونة من دكة احتياط نادي يوفنتوس الإيطالي، وجاء به إلى الفريق مع مجيء المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف في عام 1989 ليجعل منه واحداً من أفضل نجوم كرة القدم، خاصة بعدما كان أحد العناصر المؤثرة التي قادت الفريق لتحقيق لقب الدوري الإسباني أربع مرات ولقب دوري أبطال أوروبا .
 
وفي صيف عام 1994 ، وتحديداً بعد خسارة الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا، قرر لاودروب الرحيل عن برشلونة، وضرب بمشاعر الكتالونيين عرض الحائط بعدما قرر التوقيع لغريمه التقليدي ريال مدريد، ويبقي في صفوفه لعامين لغاية 1996.
 
4- البرتغالي لويس فيغو :
 
تصنفه الجماهير الكتالونية بأكبر خائن في تاريخ برشلونة والكرة الإسبانية، بعدما فضل الانتقال إلى ريال مدريد في صيف عام 2000 بعد خمسة مواسم قضاها في النادي الكتالوني، سمحت له بالتألق لينال جائزة أفضل لاعب في العالم . 
 
وتسبب انتقال فيغو إلى مدريد، في تأجيج مشاعر الكراهية للكتالونيين، و تحولت مواجهات "الكلاسيكو" منذ تلك الحادثة إلى حرب غير معلنة بين الناديين ، خاصة عندما تقام هذه المواجهة في "الكامب نو" معقل النادي الكتالوني، بعدما رفضت الجماهير هناك ، تجرع هذا الانتقال مهما كانت التبريرات والتفسيرات ، خاصة أن الفريق تراجع كثيراً في مستواه ونتائجه، وغاب عن منصات التتويج خمسة أعوام منذ رحيل الجناح البرتغالي.
 
5- البرازيلي روماريو :
 
رغم انه قضى مع نادي آيندهوفن بطل أبطال أوروبا خمسة مواسم من عام 1988 وحتى عام 1993 ، إلا أن روماريو ظل بلا نجومية حتى انتقاله إلى نادي برشلونة .
 
ورغم ان الدولي البرازيلي السابق لعب مع "البارسا" لمدة موسم ونصف الموسم فقط إلا أنها كانت فترة كافية لروماريو ليصبح أشهر من نار على علم ، خاصة بعدما نال جائزة "البيتشيتشي " كأفضل هداف للدوري الإسباني، إضافة إلى تألقه في دوري أبطال أوروبا في موسم (1993-1994) ، إلا انه بعدما توج بكأس العالم مع منتخب بلاده ، تغيّر مزاجه وأصر على العودة إلى بلاده رغم المحاولات التي بذلتها الإدارة الكتالونية لثنيه عن قراره، لكنها فشلت في النهاية وتركته يرحل عائداً إلى نادي فلامينغو البرازيلي، إلا انه من الغرابة انه قرر العودة مجدداً لإسبانيا بعد عامين فقط عبر بوابة نادي فالنسيا.
 
6- الكاميروني صامويل ايتو :
 
استقطبه برشلونة في صيف 2004 من مواطنه نادي ريال مايوركا، بعدما فرط في خدماته نادي ريال مدريد، حيث بقي في صفوف النادي الكتالوني ستة أعوام، حقق خلالها "الأسد الكاميروني" كافة الألقاب والبطولات ، وأيضاً عدداً من الجوائز الفردية، قبل ان يتركه ويرحل إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي طمعاً في تقاضي راتب سنوي أكبر، غير ان تفضيله مجدداً للمال قاده لمغادرة إيطاليا والانتقال إلى روسيا للعب مع نادي انجي الروسي في عام 2011.
 
7- البرازيلي رونالدو :
 
تعاقد معه برشلونة في صيف عام 1996 قادماً من نادي آيندهوفن الهولندي، وبعدما قضى رونالدو موسمًا واحداً (1996-1997) مع الفريق، بلغ خلالها أوج مستواه الفني ليحصل على لقب "الظاهرة" ، تمرد على ناديه الكتالوني، بعدما أصر على تركه مفضلاً عليه أموال بارون النفط الإيطالي ماسيمو موراتي.
 
وكان الاتحاد الدولي "الفيفا" قد تدخل لحسم الخلاف الدائر بين اللاعب وناديه الكتالوني، ويتم فسخ عقده مع نادي برشلونة، والسماح له بالرحيل لإنتر ميلان خلال الميركاتو الصيفي لعام 1997 ، إذ بقي مع "النيراتزوري" خمسة مواسم .
 
8- السويدي زلاتان إبراهيموفيتش :
 
لم يمكث في قلعة "الكامب نو" سوى موسم واحد وتحديداً في موسم (2009-2010) ، ليضطر بعدها إلى العودة إلى إيطاليا والانضمام إلى نادي أي سي ميلان ، مبرراً قراره بتوتر علاقته مع المدرب بيب غوارديولا ، الذي فضل عليه الأرجنتيني ليونيل ميسي، غير أن الوقائع تؤكد أن مزاجية السلطان السويدي دفعت بالمدير الفني الإسباني إلى طلب وضعه على قائمة الانتقال خوفًا على استقرار الفريق.
 
9 - الإسباني تياغو ألكانتارا :
 
ترك برشلونة خلال الميركاتو الصيفي لعام 2013 الذي سبق أتعس مواسم الفريق الكتالوني، مفضلاً الالتحاق بالمدرب بيب غوارديولا في نادي بايرن ميونيخ الألماني، بينما بقاؤه مع "البارسا" كان كفيلاً بأن يغيّر من أداء الفريق ومردوده ، في وقت بدأت ملامح التعب والاعتزال تظهر على تشافي هيرنانديز ، حيث كان بإمكان ألكانتارا أن يكون خليفته في هذا المركز .
 
10 - البرازيلي داني ألفيش :
 
جاء إلى برشلونة في صيف عام 2008، وبقي في "الكامب نو" لمدة 8 أعوام حقق خلالها جميع الألقاب الممكنة ليصبح من أكثر اللاعبين تتويجًا بالبطولات في العالم، إلا انه على الرغم من ذلك تركه النادي يرحل عن صفوفه في صيف عام 2016 ، ليتجه إلى إيطاليا واللعب مع نادي يوفنتوس ، قبل ان يقرر الرحيل عن صفوفه خلال الميركاتو الصيفي الجاري للانضمام إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
 
هذا وترك رحيل ألفيس في صفوف برشلونة فراغاً كبيراً في الجهة اليمنى، مما اثر سلباً على أداء الفريق ونتائجه.