حارب السوري مجد الدين غزال كثيرا لنيل برونزية الوثب العالي في بطولة العالم لالعاب القوى الاحد في لندن، ومنح بلاده التي تعيش حربا مدمرة منذ 2011 فرحة نادرة.

قال لوكالة فرانس برس بعد تسجيله 2,29 م وحلوله ثالثا وراء القطري معتز برشم (2,35 م) والروسي دانيال ليسنكو (2,32 م) الذي يشارك تحت علم محايد "سوريا بحاجة الى فرحة، وأنا منحت الشعب السوري ميدالية فرحته".
 
وتابع "من كان يتوقع أن يشارك سوري في هذه البطولة ويحرز ميدالية؟ هذا دليل ان السوريين موجودون".
 
كان رصيد سوريا في بطولة العالم يقتصر على ذهبية وبرونزية لغادة شعاع في مسابقة السباعية، أحرزتهما في 1995 و1999 على التوالي، لكن غزال رفع رصيدها الى 3 ميداليات في الحدث العالمي.
 
واضاف غزال "لا اصدق ماذا حصل الليلة. هذه اول ميدالية لسوريا في رياضتي. لم نحرز ميدالية منذ سنوات".
 
وتابع غزال الذي نال ميداليته العالمية في مشاركته الخامسة "منذ بلوغي النهائي لم افكر سوى بإحراز ميدالية. جسديا كنت جاهزا لقفز بين 2,32 و2,35، لكن رغبتي تفوقت على عقلي، فخسرت كل شيء في الميدان: القدرة على التفكير، التقنية وسرعتي. فكرت فقط في هذه الميدالية".
 
واردف "عانيت مشكلة في ركبتي قبل القدوم الى البطولة، لكنني لم اشعر بها كثيرا الليلة. انا مرهق لكني احلق عاليا من الناحية الذهنية".
 
يخوض غزال (30 عاما، 1,93 م) تمارينه اليومية في دمشق التي بقيت الى حد كبير في منأى عن أعمال العنف التي حصدت أكثر من 330 ألف شخص منذ 2011.
 
توقع غزال اسماء جديدة على المنصة، لكنه يتحسر قليلا "كان بمقدوري تقديم افضل من ذلك، لكني نلت الميدالية بفارق المحاولات، وهذا بفضل رضا الله ورضا الوالدين".
 
- انصاف المدرب -
 
حقق السوري 2,32 م في لقاء باريس في تموز/يوليو الماضي، وهو بات مصنفا سابعا في ترتيب الدوري الماسي 2017، علما ان أفضل رقم له حققه في بكين العام الماضي وبلغ 2,36 م.
 
لم يخف غزال فرحته الغامرة بالفوز، فعانق مدربه عماد السراج الذي كان يتابعه من المدرجات بالاضافة الى احمد ابو الذهب رئيس البعثة السورية المؤلفة من لاعب واحد هو غزال نفسه "لا يمكنني وصف مدربي عماد السراج. هذا انسان لم ينصف وهو سبب وجودي على المنصة".
 
يتحدر غزال الذي يعتاش من راتبه كأستاذ للرياضة متفرغ من قبل الاتحاد الرياضي العام في سوريا، من عائلة رياضية: فوالده لاعب كرة قدم سابق وشقيقه مدرب لكرة اليد.
 
دخل منافسات الوثب العالي في سن السادسة عشرة، وتوقفت مسيرته لأكثر من عام بدءا من 2010 بسبب الاصابة.
 
مستواه شهد صعودا على مدى الأعوام الماضية "فقد حققت 2,31 م في 2015، و2,36 م في 2016، و2,32 هذا العام". 
 
نجح في النهائي مرتين على 2,20 و2,25 ثم من المحاولة الثانية على 2,29 واخفق 3 مرات على 2,32، فتفوق بفارق المحاولات على المكسيكي ادغار ريفيرا والالماني ماتيوس برتسيبيلكو.