وصفه البرازيلي أوسكار بأنه "أفضل لاعب كرة قدم في الصين"، وخلال مسيرته عرف بـ "مارادونا الصين". إنه المهاجم وو لاي الذي يحمل على كاهله عبئا ثقيلا: إيصال العملاق الآسيوي الى مونديال 2018 في روسيا.

الخميس، سيجد وو (25 عاما) نفسه مضطرا لاثبات جدارته بهذا اللقب، عندما تستضيف بلاده أوزبكستان ضمن الجولة التاسعة ما قبل الأخيرة من التصفيات الآسيوية، في لقاء الفرصة الأخيرة لتحقيق الصين "المستحيل" الذي تحدث عنه مدربها الايطالي مارتشيلو ليبي.

فالعملاق الآسيوي يحتل المركز الأخير السادس (الأخير) في المجموعة الآسيوية الأولى برصيد ست نقاط من ثماني مباريات، ويحتاج الى الفوز في مباراتيه الأخيرتين وانتظار نتائج المباريات الأخرى، سعيا ليبلغ على الأقل الملحق الآسيوي.

ويتأهل الأول والثاني من كل من المجموعتين الآسيويتين مباشرة الى المونديال الروسي، بينما يخوض صاحبا المركز الثالث في كل مجموعة ملحقا قاريا، يتأهل الفائز به لخوض ملحق مع منتخب من منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

الأسبوع الماضي، تفوق وو على زميله أوسكار، وسجل هدفين في ثلاث دقائق وكسب ركلة جزاء لصالح فريقه شنغهاي سيبغ، في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا ضد غوانغجو ايفرغراند.

هدفه الأول كان عبارة عن مجهود فردي لافت أظهر موهبته وقدرته على التواجد بلا أي رهبة الى جانب البرازيليين أوسكار وهولك في مقدمة هجوم شنغهاي. أظهر وو أيضا في تلك المباراة، لماذا يعتبر على نطاق واسع، أمل كرة القدم الصينية.

لم يخف ليبي الذي قاد منتخب ايطاليا الى إحراز لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا، قلقه من ندرة المهاجمين في المنتخب الصيني.

وقال المدرب المخضرم البالغ من العمر 69 عاما، "لدينا مشكلة صعبة: لا نملك مهاجمين"، مضيفا "على الورق، لا أملك حتى مهاجما واحدا. علي ان أنقل لاعبين من مراكز أخرى".

رشح وو الذي يتنقل على أرض الملعب بين الجناح والهجوم، لجائزة أفضل لاعب آسيوي العام الماضي. في سن الرابعة عشرة، أصبح أصغر محترف صيني لكرة القدم، ولم يتوقف منذ ذلك الحين عن التسجيل بشكل دوري، في معدل يناهز هدفا في كل مباراتين لفريقه.

- الفضل للبرازيليين - 

هذا الموسم، يقدم وو أداء واحصاءات أفضل من المعتاد. في 31 مباراة، سجل 19 هدفا وحقق ثماني تمريرات حاسمة.

على مستوى المنتخب، كان أداؤه أقل من المتوقع: سبعة أهداف فقط في 43 مباراة، لكن الدفع به الى مقدمة خط الهجوم الصيني في المباراة ضد أوزبكستان الخميس، يرجح ان يفتح شهيته أكثر على التسجيل، لاسيما وان كل آمال الصين بالمونديال ستكون على المحك.

واضافة الى سعيها لبلوغ المونديال المقبل، تسعى الصين بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية للبلاد، للتحول الى قوة كروية كبرى عالميا، وتأمل في استضافة كأس العالم والفوز بلقبها للمرة الأولى.

الا ان العملاق الآسيوي لا يزال بعيدا عن التمركز بين كبار الكرة، اذ يحتل المركز 77 فقط في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

في ظل ذلك، لا يتمتع اللاعبون الصينيون بشهرة أوروبية أو عالمية، ومنهم وو غير المعروف عالميا، لكن المقدر في بلاده حيث تطلق عليه ألقاب عدة، منها "مارادونا الصين"، "ملك الأهداف"، وغيرها...

يدين اللاعب بأدائه الراهن الى الثلاثي البرازيلي أوسكار وهولك وإلكسون، اضافة الى مدرب شنغهاي البرتغالي أندريه فياش-بواش الذي سبق له تدريب ناديي تشلسي وتوتنهام هوتسبر الانكليزيين.

وقال اللاعب في مقابلة مع الموقع الالكتروني للاتحاد الآسيوي للعبة "أشعر الآن بأن الحمل على كتفي خلال المباريات بات أقل بكثير، لان مدافعي الخصم يميلون الى التركيز على لاعبينا البرازيليين بدلا مني، ويمكنهم أيضا (البرازيليون) ان يخلقوا فرصا لصالحي".

أضاف "المدرب صارم جدا وقاس، لكنه شغوف. لا يهم أكنا في التمرين أم المباراة، يقوم دائما بتحفيز الفريق على تقديم الأفضل".