أرجأ السائق الإسباني فرناندو الونسو مسألة حسم مستقبله مع فريقه الحالي ماكلارين، وذلك رغم توصل الأخير الى اتفاق مع رينو من أجل تزويده بالمحركات اعتبارا من موسم 2018 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.

وأشار بطل العالم لعامي 2005 و2006 على هامش جائزة سنغافورة الكبرى المقررة الأحد، أنه يحتاج الى بعض الوقت لدراسة الشراكة الجديدة بين ماكلارين ورينو والتي حسمت الجمعة بعدما قرر الفريق البريطاني الانفصال عن هوندا.
 
وعانى الصانع الياباني في تأمين محرك منافس منذ عودته الى البطولة في 2015، وذلك في ظل القوانين الجديدة المطبقة والتي تقضي بأن يكون المحرك هجينا حيث تولد الطاقة ميكانيكيا وكهربائيا.
 
ودفع الأداء المتواضع لمحرك هوندا بالونسو الى الاعلان بأنه ينتظر قرار ماكلارين بشأن تغيير المحرك للموسم المقبل، قبل اتخاذ قرار بشأن مستقبله مع الفريق البريطاني.
 
لكن هذا التغيير لم يدفع السائق الإسباني الى الاستعجال في اتخاذ قراره بشأن مستقبله، مبررا ذلك بالقول "لقد تلقيت للتو الأخبار والآن وبعد سباق سنغافورة الذي يشكل الأولوية حاليا بالنسبة لي، سأحاول استكشاف المزيد بشأن المشروع ومحرك رينو، بشأن التوقعات المتعلقة بالعام المقبل".
 
وكان السائق الإسباني توج بلقبيه العالمين عامي 2005 و2006 مع رينو بالذات قبل أن يقرر خوض مغامرة فاشلة ومليئة بالمشاكل مع زميله البريطاني لويس هاميلتون عندما انتقل في 2007 الى ماكلارين-مرسيدس الذي تركه في العام التالي للعودة الى رينو لثلاثة مواسم، ثم التحق بعدها بفيراري من 2010 حتى 2014.
 
ومنذ انضمامه الى الفريق البريطاني عام 2015 قادما من فيراري، لم يصعد ألونسو (36 عاما)، الفائز بـ 36 سباقا خلال مسيرته، مطلقا الى منصة التتويج.
 
والانتقال من هوندا الى رينو قد لا يعيد ماكلارين والونسو الى دائرة المنافسة، لاسيما في ظل المعاناة التي تواجه فريق ريد بول مع المحرك الفرنسي ما دفع مديره البريطاني كريستيان هورنر الى الشعور بالاحباط لأن "كل ما نريده هو أن نكون في موقع منافس، وبالتالي أعتقد أن قواعد المحركات الهجينة تسببت بالكثير من الاحباط على عدة اصعدة".
 
 ويبدو أن الونسو في نفس أجواء هورنر "لأني لا اعرف في الوقت الحالي اي شيء وبالتالي، وبعد أن أدرس الأمور سأتخذ قراراتي".
 
وسبق للسائق الإسباني أن كشف من سنغافورة بأنه تلقى عدة عروض من داخل الفورمولا واحد وخارجها، وأنه سيعلن عن قراره في الأسابيع القليلة المقبلة.
 
- خطوة جيدة أم سيئة؟ -
 
ومن المؤكد أن فريق ماكلارين لا يريد التفريط بخدمات سائق خبير مثل الونسو، لكن عليه أن يقنع الإسباني بأنه قادر على العودة الى سكة الانتصارات، لاسيما أنه لم يفز بأي سباق منذ 2012.
 
وأكد المدير التنفيذي للفريق زاك براون "أننا سنصب حاليا اهتمامنا على فرناندو. تحدثنا كثيرا... أعتقد أننا سنتمكن من الوصول الى شيء ما في المستقبل القريب. وسيكون ذلك آخر قطعة من الأحجية".
 
بالنسبة للسائق البريطاني السابق مارتن بروندل الذي يعمل حاليا محللا لشبكة "سكاي سبورتس" إن فريق "ماكلارين استبدل رابع اسوأ محرك (هوندا) بثالث اسوأ محرك (رينو)"، ويبدو أن الونسو يشاطره الرأي لأنه "لا أحد يعلم حقا إذا كانت خطوة جيدة أم سيئة بالنسبة للفريق".
 
واستطرد قائلا "لكني أعتقد دون شك أنه إذا رأى ماكلارين بأن الوقت حان للانفصال عن هوندا والتعاقد مع رينو، فذلك لأن لديه معلومات جيدة تتعلق بالعام المقبل. أمل أن تساعد هذه الخطوة في اعادة ماكلارين الى المكانة التي نشعر بأنها تليق بالفريق".
 
وأشار السائق الإسباني الذي يعود صعوده الأخير الى منصة التتويج للمرحلة الرابعة من موسم 2014 حين حل ثالثا في الصين خلف مقود فيراري في حين يعود انتصاره الأخير الى سباق اسبانيا عام 2013، أنه كان "فخورا" بمشروع ماكلارين مع هوندا رغم فشله في الصعود الى منصة التتويج ولو لمرة واحدة خلال عامين ونصف من الشراكة بين الطرفين.
 
وختم "اعتقدنا جميعا بأنها شراكة مثالية، وشعرنا جميعا بأنه قد تكون حقبة رائعة لهذه الشراكة. لكن لسوء الحظ، قدمنا كل ما لدينا ولم نحقق النجاح".
 
وتخلى فريق ماكلارين عن شراكته مع محرك مرسيدس في نهاية موسم 2014 ضمن مسعاه لاستعادة امجاده السابقة مع محرك هوندا الذي توج معه باللقب العالمي اربع مرات متتالية بين 1988 و1991 مع السائقين الفرنسي الن بروست (لقب واحد) والبرازيلي الراحل ايرتون سينا (ثلاثة القاب).
 
لكن هذا الأمر لم يتحقق ووصلت الشراكة المتجددة بينهما الى حائط مسدود بسبب النتائج المخيبة، لكن هذا الأمر لم يؤثر على طموح الصانع الياباني الذي انتقل لتزويد تورو روسو بالمحركات مع طموح باحتلال المراكز الثلاثة الأولى الموسم المقبل، بحسب مدير قسم السباقات في الشركة اليابانية ماساشي ياماموتو.