ألقت المعوقات الامنية بظلالها على افتتاح بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم حيث اضطر اتحاد اللعبة المحلي الى تنفيذ رغبة المرجعيات الأمنية ونقل قمة المرحلة الاولى بين النجمة وغريمه التقليدي الأنصار الى ملعب طرابلس البلدي (شمال لبنان) بعدما كانت مقررة السبت المقبل على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت.

وقررت لجنة الطوارئ اليوم الأربعاء تعديل مكان إقامة لقاء القمة التقليدية بين قطبي الكرة اللبنانية في النسخة الـ 59 (انطلقت البطولة عام 1933)، &"وذلك بناءً لطلب القوى الأمنية".

وقال الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف في اتصال مع "فرانس برس": "جاء تصرفنا بنقل المباراة من العاصمة بيروت الى مدينة طرابلس بناء على طلب من القوى الامنية، وأمر خوض اللقاء أم تأجيله سيترك الى اللجنة التنفيذية".

ولطالما انعكست الأجواء السياسية والامنية على القطاع الرياضي اللبناني عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، إضافة الى ان لقاء الفريقين يشهد حشوداً جماهيرية غفيرة وغالبا ما تندلع أعمال شغب بعد المباريات، وتسعى القوى الامنية الى تلافي هذه الامور بابعاد اللقاء المرتقب بعيدا عن العاصمة خصوصاً في ظل انشغالها بأمور تعدّها أكثر أهمية من كرة القدم.

وأنهت الأندية الـ12 التي تخوض غمار البطولة تعاقداتها حيث استقر العدد على 36 لاعبا أجنبياً من 15 جنسية مختلفة غالبيتهم من السنغال (8 لاعبين) وغانا (7) والبرازيل (5)، وستكون قيمة البطولة الحالية الاعلى في تاريخ اللعبة بعدما لامس مجموع ميزانيات الأندية 7 ملايين دولار.

وسيكون "دربي" بيروت السبت (بانتظار قرار اللجنة التنفيذية)، في واجهة لقاءات المرحلة الأولى إذ ينتظر ان يكون طرفاها مع العهد حامل اللقب المنافسين الابرز على اللقب، ولا سيما بعد التعاقدات الكثيرة التي أبرمتها في الأشهر الثلاثة الماضية.

وعزز الأنصار صفوفه بثلاثة لاعبين من العهد هم الدوليون حسن شعيتو "موني" وغازي حنينة والمدافع حسن بيطار، مقابل انتقال الدولي ربيع عطايا الى النادي الاصفر. ويملك حامل اللقب 13 مرة (11 مرة متتالية بين 1987 و1999 إضافة الى 2006 و2007) تشكيلة قوية للغاية سيقودها المدرب الاردني عبد الله أبو زمع الذي حل بدلاً من التشيكي فرانتشيك ستراكا قبل أسابيع قليلة على انطلاق البطولة.

&ويعد السنغالي حاجي ماليك تال هداف الموسم الماضي أبرز العناصر الى جانب المدافع الغيني أبو بكر كامارا ولاعب الوسط التونسي حسام اللواتي ولاعب الوسط الدولي عدنان حيدر ونصار نصار وبلال نجدي، وكان "الزعيم الأخضر" نشطاً في سوق الانتقالات بإستقطابه 10 لاعبين.

في المقابل يبحث النجمة صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة جداً عن لقبه التاسع، آخرها 2014، حيث انتظرت إدارة الفريق الى الأيام العشرة الأخيرة التي تلت خسارة الفريق في مباراة كأس السوبر، لتقوم بردة فعل كانت نتيجتها التعاقد مع مجموعة من اللاعبين أبرزهم الدولي أبو بكر المل قادما من سيمارانغ الاندونيسي، علماً أنه كان مع الفريق في مرحلة الفئات العمرية، كما استعاد لاعبيه السابقين محمد جعفر وحيدر خريس وتعاقد مع لاعب الوسط عمر زين الدين من السلام زغرتا وعبد الفتاح عاشور من الأنصار.

كما تعاقد مع ثلاثي أجنبي مكون من السنغالي ادريسا نيانغ والبرازيلي فيليبي دوس سانتوس والدولي السوري أحمد ديب، ويمتلك الفريق النبيذي الذي سيقوده المدرب الصربي بوريس بونياك، مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين الدوليين في مقدمهم قائد المنتخب اللبناني حسن معتوق وقائد الفريق علي حمام ونادر مطر وقاسم الزين والحارس عباس حسن ومحمود سبليني، إلا أن الفريق، الذي أحرز كأس النخبة التنشيطية، يفتقد لأحمد جلول وماهر صبرا وحسن العنان بسبب الإصابات. وتحمل قمة "الدوري المصغر" رقم 67 في البطولة المحلية حيث فاز الأنصار 20 مرة والنجمة 18 مرة وتعادلا في 28 مناسبة، وسجل الأنصار 68 إصابة مقابل 62 للنجمة.

-حملة الدفاع عن اللقب-

ويستهل العهد حملة الدفاع عن لقبه بلقاء قمة ايضا يجمعه مع الصفاء الأحد على ملعب صيدا البلدي.

&واستعد العهد (البطل 6 مرات) الذي توج ايضاً بلقب كاس لبنان في الموسم الفائت، بأفضل طريقة إذ أحرز لقب كأس السوبر للمرة السابعة في تاريخه، كما انه حافظ على غالبية عناصره الأساسيين في تشكيلته مثل الدوليين الحارس مهدي خليل والمدافع نور منصور ومحمد حيدر وهيثم فاعور وسمير اياس وأضاف اليهم ربيع عطايا، ودعّم الفريق بالمهاجم البلغاري مارتن توشيف والدولي السوري أحمد الصالح والغاني عيسى ياكوبو، وحدد الفريق طموحه بالحفاظ على اللقبين المحليين برغم المنافسة الصعبة، فضلاً عن طموحه القاري المتمثل باحراز كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخ الأندية اللبنانية.

وتجاوز الصفاء الى نحو كبير أزمته الإدارية والمالية، مع تولي رجل الأعمال غازي الشعار مهام رئاسة النادي بعدما ترك الشباب العربي الذي هبط مع نهاية الموسم الماضي الى مصاف الدرجة الثانية.&

وأعاد الصفاء (البطل 3 مرات في السنوات السبع الاخيرة) مدربه الاسبق الروماني تيتا فاليريو للإشراف على الفريق وبناء تشكيلة جديدة للمواسم المقبلة، علماً أنه يمتلك كوكبة جيدة قادرة على المنافسة نسبياً بوجود الدولي محمد زين طحان ومحمد شمص وعمر الكردي فضلاً عن الكاميرونيين ستاندلي ايشابي وارنست انانغ والنيجيري عبدواللاي بوريما.

ويقص الشباب الغازية العائد هذا الموسم الى مصاف الاضواء شريط افتتاح البطولة غدا الجمعة بمواجهة ضيفه وجاره التضامن صور على ملعب كفرجوز في مدينة النبطية الجنوبية. ويطمح كل من الفريقين الجنوبيين الى البقاء ضمن الدرجة الاولى.

ويلتقي الجمعة أيضاً البقاع الرياضي (النبي شيت سابقاً) مع ضيفه الراسينغ بيروت الذي يقوده المدرب ونجم الكرة اللبنانية السابق رضا عنتر على ملعب بلدة النبي شيت في البقاع (شرق لبنان).

وفي مواجهة قوية، يحل السلام زغرتا ضيفاً على الاخاء الأهلي عاليه في مدينة بحمدون السبت.

&وتكمن أهمية اللقاء بأنها تجمع بين الحصانين الاسودين في الموسم الماضي، خصوصاً الفريق الشمالي الذي يضم تشكيلة قوية يقودها الهداف الموريتاني الدولي أمادو نياس، والذي يستعد لمواجهة الرجاء البيضاوي المغربي في إياب الدور 32 لبطولة الاندية العربية حيث خسر الفريق اللبناني 1-2 في زغرتا.

ويستضيف الاحد طرابلس الرياضي في ملعب طرابلس البلدي شباب الساحل العائد هذا الموسم الى مصاف الاولى.