يعول المنتخب العماني على "الاندفاع" في مواجهة دفاع اماراتي لم تتلق شباكه أي هدف بعد، عندما يلتقي المنتخبان الجمعة في نهائي بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين لكرة القدم في الكويت.

وعلى استاد جابر الدولي في العاصمة الكويتية، يسعى المنتخب العماني، مفاجأة "خليجي 23"، الى التتويج بلقبه الثاني في البطولة، على حساب المنتخب الأبيض الباحث عن ثالث ألقابه.

وتشكل المواجهة استعادة لنهائي 2007 على أرض الامارات، عندما أحرز المنتخب المضيف اللقب على حساب المنتخب العماني بالذات (1-صفر)، علما انه أضاف الى رصيده أيضا لقب نسخة 2013 في البحرين على حساب العراق 2-1 بعد التمديد.

من جهته، حقق منتخب عمان اللقب في البطولة التي استضافها على ارضه في 2009 بعد فوزه على السعودية بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الشوطين الاصليين والاضافيين، وهو خسر نهائيين متتاليين أمام قطر في 2004، والامارات في 2007.

وبلغ منتخب عمان النهائي بفوزه على البحرين 1-صفر في نصف النهائي، بينما تأهلت الامارات على حساب العراق بركلات الترجيح (4-2)، بعد تعادل المنتخبين سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي.

وشكل المنتخب العماني الشاب بمعظمه، مفاجأة في هذه البطولة، وأثبت نفسه رقما صعبا وعصيا على منافسين يفوقونه خبرة. وتمكن مدربه الهولندي بيم فيربيك الذي أكمل مطلع السنة عامه الأول مع منتخب السلطنة، من تكوين فريق متجانس يغلب عليه العنصر الشاب ويقوده المخضرم أحمد مبارك "كانو" الذي يخوض البطولة للمرة الثامنة، واختير أفضل لاعب في المباراة مرتين في النسخة الحالية.

وتصدر المنتخب العماني المجموعة الأولى متقدما على المنتخب الاماراتي بفارق نقطة وبرصيد 6 نقاط من انتصارين على الكويت بهدف نظيف، والسعودية بهدفين، مقابل هزيمة في الجولة الاولى تلقاها من المنتخب الإماراتي بهدف مقابل لا شيء.

وباستثناء الشوط الثاني من مواجهة البحرين في الدور نصف النهائي، كان المنتخب العماني الطرف الأفضل في المباريات التي خاضها في البطولة، علما ان خسارته الوحيدة أمام الامارات كانت بركلة جزاء.

ويأمل العمانيون في عكس سيناريو 2007 عندما واجهوا منتخب الامارات في لقائي الافتتاح والختام، ففازوا في الافتتاح بهدفين لهدف، وخسروا في النهائي بهدف سجله اسماعيل مطر في الدقائق الاخيرة.

وقال فيربيك في مؤتمر صحافي ان نهائي 2018 "سيكون مختلفا عن نهائي 2007، فلدينا الطموح والاندفاع للفوز باللقب"، مضيفا "نهائي كأس الخليج دربي كبير وخسارتنا في الافتتاح مفاجأة لن تتكرر".

وأقر المدرب الهولندي بأن منافسه يتفوق من ناحية الخبرة، اذ "لديه خبرة وبطولات اكثر منا لكننا واثقون من أنفسنا ولا نفكر سوى بالظفر باللقب. نتطلع لتسجيل الأهداف وفرض اسلوبنا". 

- صلابة دفاعية وتراجع هجومي -

في المقابل، سيشكل النهائي اختبارا جديدا للدفاع الاماراتي الذي تهتز شباكه في المباريات الأربع التي خاضها لاعبو المدرب الايطالي ألبرتو زاكيروني في البطولة الخليجية.

وبنى زاكيروني منظومة دفاعية شبيهة بالأسلوب الذي اشتهرت به كرة القدم الايطالية، ما انعكس سلبا على الجانب الهجومي.

ولم يسجل "الأبيض" المعروف بقوته الهجومية سوى هدف وحيد في المباريات الاربع ومن ركلة جزاء نفذها المهاجم علي مبخوت في المرمى العماني في الجولة الاولى، وصام الفريق عن التهديف في المباريات الثلاث التالية والتي انتهت جميعاً بالتعادل السلبي امام السعودية والكويت ضمن دور المجموعات، والعراق في نصف النهائي قبل ان يحسم اللقاء الاخير لمصلحته بركلات الترجيح.

ومنذ اعتماد نظام المجموعتين في البطولة بدءاً من 2004 في الدوحة، ستكون هذه المرة الاولى التي يتأهل فيها منتخب الى النهائي وفي جعبته هدف وحيد، كما انه يعتبر اقل رصيد من الاهداف يحصده المنتخب الاماراتي في 4 مباريات متتالية في بطولة واحدة منذ نسخة 1979 في بغداد.

ورغم اطمئنان زاكيروني الى التنظيم الدفاعي لفريقه، الا انه لم يتردد في الحديث عن وجود قصور في النواحي الهجومية والعمل على تطويرها من مباراة الى اخرى.

ومع تأكيد القائمين على المنتخب الاماراتي قبل بداية البطولة ان الهدف من المشاركة سيكون لاعداد المنتخب لخوض غمار نهائيات كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الامارات، أظهر "الابيض" عزمه على تقديم نفسه كمنافس قوي حتى وان لم يظهر بمستواه المعروف.

وقال زاكيروني "سقف طموحاتنا بات اعلى بعد بلوغنا المباراة النهائية، ولدي لاعبين وصلوا مرحلة متقدمة من النضج واشكرهم على استيعاب الاسلوب الجديد الذي نلعب به".

ورغم منح المدرب الايطالي الفرصة لعناصر شابة في هذه البطولة مثل محمد المنهالي وريان يسلم، الا ان زمام القيادة بقي في يد لاعبي الخبرة على غرار صانع الالعاب عمر عبد الرحمن "عموري" والمهاجم علي مبخوت والمدافعين اسماعيل احمد ومهند العنزي.

ويدرك الاماراتيون بأنهم سيواجهون منتخبا متحفزا وطموحا عانوا امامه في الدور الاول قبل ان يخرجوا بفوز شاق وهو ما يتطلب منهم بذل مجهود اكبر لتجاوز منافسهم مجددا في المحطة الأهم في البطولة.

واعتبر زاكيروني ان "النهائي سيكون صعبا، فالمنتخب العماني قوي وقدم أداء مميزا في مبارياته في البطولة، ولكن في المقابل فريقي جاهز لخوض المواجهة (...) ولن أشعر بالقلق من الشق الهجومي".