عندما انضم فيليبي كوتينيو إلى ليفربول في عام 2013، طغى على توقيع البرازيلي قدوم المهاجم المحلي دانيل ستوريدج قبل ذلك بشهر إلى ملعب آنفيلد، إلا ان الوضع تبدل بشكل كامل في خمسة أعوام.

في الأسبوع الأول من عام 2018، أصبح كوتينيو قوة ضاربة، لدرجة ان عشاق ليفربول ندبوا حظهم لرحيله السبت الى برشلونة الاسباني، في صفقة هائلة تقدر بـ160 مليون يورو (192 مليون دولار اميركي و142 مليون جنيه استرليني).
 
كان كوتينيو بعمر العشرين وطري العود عندما أنفق "الحمر" 8,5 ملايين جنيه استرليني لضمه من انتر الايطالي، لذا لم يكن مفاجئا ان يحظى قدوم ستوريدج من تشلسي بأهمية أكبر من البرازيلي الذي تنافس ليفربول مع ساوثمبتون المتواضع انكليزيا للحصول عليه.
 
تبدلت المعطيات، وفي وقت كادت الاصابات تدمر مسيرة ستوريدج، اصبح كوتينيو ورقة رابحة مع ليفربول وأحد أبرز اللاعبين في العالم.
 
صعود كوتينيو المفاجىء يعكس شخصية عنيدة ورثها من أسرته العاملة في منطقة روشا الصعبة في ريو دي جانيرو.
 
قال مرة اللاعب المتزوج من "أين" صديقة طفولته، "عائلتي هي الأساس لكل شيء في حياتي".
 
احتاج كوتينيو الى هذه الخلفية الآمنة لتخطي مطبات مسيرته. بعدما صقل موهبته في ملاعب كرة الصالات (فوتسال) مع شقيقيه كريستيانو ولياندرو، منح اللاعب القصير القامة نسبيا (1,71 م) فرصة خوض تجربة مع فاسكو دا غاما. لكن كوتينيو كان خجولا لدرجة بقي معلقا بوالده بينما قام باقي الصبيان بعملية الاحماء.
 
يتذكر "بعد فترة وبعض التحفيز، أصبحت على ما يرام. عندما بدأت اللعب، سارت الأمور بشكل جيد. لم أعد خجولا، بل استمتعت بذلك".
 
أصبحت الطريق أكثر وعورة لكوتينيو الذي امتنع ريال مدريد الاسباني عن ضمه مقابل 2,2 مليون جنيه استرليني فقط عام 2008.
 
- التزام بالحرفة -
 
بدلا من ذلك، انتقل في الثامنة عشرة من العمر الى انتر الايطالي، حيث وصفه المدرب الاسباني رافايل بينيتز بـ"مستقبل انتر".
 
توقع لم يصب، لأن كوتينيو لم يتأقلم مع الحياة في ميلانو، فأعير الى فاسكو دا غاما واسبانيول الاسباني، حيث حصل على فرصة خوض المباريات من دون تأكيد التوقعات المبنية حول مستقبله.
 
لحسن حظه، رصده المدرب الايرلندي الشمالي براندن رودجرز خلال مساهمته بفوز البرازيل بكأس العالم تحت عشرين سنة. قبل تحدي الانتقال الى انكلترا، حيث يمكن للسرعة والقوة البدنية في مباريات الكرة، ان تكون أكبر من قدرة اللاعبين الاجانب على الاحتمال.
 
سجل هدفه الاول مع ليفربول في باكورة مشاركاته ضد سوانسي (5-صفر) في شباط/فبراير 2013.
 
ساعد امتناع كوتينيو عن شرب الكحول وتدينه، في تفادي إهدار وقته في الملاهي الليلية القادرة على حرف معظم الموهوبين خارج مسار النجومية. ساهم هذا الالتزام بفرض نفسه أساسيا في تشكيلة ليفربول الذي كان قريبا من وضع حد لصوم طويل والتتويج بلقب الدوري الانكليزي في موسم 2013-2014.
 
بعد رجيل المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز الى برشلونة في 2014، حمل العبء الهجومي في فريقه. مع 41 هدفا وتمريرات حاسمة كثيرة في 152 مشاركة في الدوري الانكليزي، اصبح ذات قيمة كبيرة للمدرب الجديد الالماني يورغن كلوب.
 
الا ان الألقاب لم تكن صديقة ملعب انفيلد، فطلب نقله الى ملعب كامب نو صيف العام الماضي. رفض ليفربول عروض برشلونة، لكن في المحاولة الشتوية، رضخ الفريق الانكليزي وتخلى عن موهبته التي اصبحت بعمر الخامسة والعشرين، الى الفريق الكاتالوني.