حتى مع تزايد الضجيج والضغط الإسباني بقي المدرب غاريث ساوثغيت صامدا. مباراة محورية نجحت إنكلترا في حسمها ضد مضيفتها إسبانيا الاثنين في دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.

بعد شوط أول ناري شهد تسجيل ثلاثة أهداف لإنكلترا، تراجع منتخب "الأسود الثلاثة" فقلص المهاجم البديل باكو ألكاسير الفارق إلى 1-3، وكاد الحارس جوردان بيكفورد يقدم هدية مجانية للمهاجم رودريغو.

على خط الملعب، بقي ساوثغيت واقفا مكتوف اليدين، ولم يجر سوى تبديل وحيد قبل الدقيقة 85، عندما دفع بكايل ووكر بدلا من روس باركلي المرهق في الدقيقة 76.

ربما اعتقد أنه بمقدور إنكلترا الصمود. ربما أراد منح لاعبيه شرف صنع المفاجأة واسقاط إسبانيا في عقر دارها.

بعد كل شيء، يعود ساوثغيت من مونديال رائع بلغ فيه نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، لكن في ظل قرعة سهلة. وعندما واجه منتخبين من العيار الثقيل، لم ينجح بمتابعة نجاحاته ضد كرواتيا وبلجيكا.

ألحقت إنكلترا أول هزيمة بإسبانيا على أرضها في 15 سنة، وسجلت ثلاثية في الشوط الأول ضد فريق يحاول المدرب لويس أنريكي تجديده.

قبل نحو شهر، سحقت إسبانيا وصيفة المونديال كرواتيا بسداسية نظيفة، وتفوقت أيضا على انكلترا في ملعب ويمبلي (2-1).

قال مهاجم إنكلترا رحيم سترلينغ صاحب هدفين في المباراة التي هز فيها زميله ماركوس راشفورد الشباك أيضا "إنه شعور جميل. كان اداء جماعيا رائعا".

بعد إطلاق الحكم صافرته النهائية في الدقيقة 98 على ملعب "بينيتو فيامارين" في أشبيلية، كان الحديث عن الانتصار الأجمل لإنكلترا منذ فوزها الكبير على ألمانيا 5-1 في ميونيخ عام 2001.

على صعيد المباريات الرسمية، يعود الفوز الأخير لإنكلترا على بطل سابق للعالم، إلى العام 2002 عندما سجل ديفيد بيكهام ركلة جزاء ناجحة ضد الأرجنتين في سابورو.

- "كرويف" في المنطقة -

لكن مواجهة إسبانيا الاثنين، لم تكن ضمن كأس العالم أو كأس أوروبا، بل في الأدوار المبكرة لمسابقة وليدة حلت بدلا من المباريات الودية، ولن يتظاهر ساوثغيت بعكس ذلك.

برغم ذلك، كانت إسبانيا تواقة لتحقيق الفوز، عندما عرقل بيكفورد المهاجم رودريغو محاولا تعويض هفوته، احتج الاسبان بحدة لدى الحكم لعدم احتسابه ركلة جزاء. وعندما سجل سيرخيو راموس الهدف الثاني من رأسية في الدقيقة السابعة من الوقت البدل من ضائع، ارتد الاسبان بسرعة إلى دائرة منتصف الملعب على أمل الحصول على هجمة أخيرة.

صمدت إنكلترا وحصل الفريق البالغ معدل أعمار لاعبيه 23 سنة على جرعة ثقة.

قال ساوثغيت الذي دفع بتشكيلة هي الأصغر في العقد الحالي "مع الكثير من اللاعبين الشبان، من المهم أن يكتسبوا الخبرة، يستمتعوا بتمثيل إنكلترا ويشعروا بالطريقة التي نريد تطبيقها. يجب أن يكونوا قادرين على التقدم من هذه النقطة، الأمر متروك لنا".

حتى أن انكلترا قادرة الآن على احراز لقب مجموعتها الرابعة ضمن المستوى الأول، بحال فوزها على كرواتيا على أرضها الشهر المقبل، لكن ساوثغيت يعرف ان هناك عملا كثيرا أمامه.

يذكر شعور الإنكليز بالرعب في الشوط الثاني، بخضوعها للضغط الكرواتي في مونديال روسيا الصيف الماضي. بيكفورد الذي ساهم بتسجيل هدفين كاد يتسبب بهدفين في مرماه، الأول من رأسية الكاسير التي قلصت الفارق والثاني عندما بالغ بالمراوغة أمام رودريغو.

قال ساوثغيت مبتسما "لديه القدرة التقنية على تمرير الكرات إلى منتصف الملعب، لكن ربما ليس لعب دور كرويف في المراوغات داخل منطقته".

فرديا، سد هاري وينكس فجوة في صناعة اللعب، فيما وجد هاري كاين، راشفورد وسترلينغ لمستهم التهديفية داخل المنطقة. وكان تواجد جو غوميز (21 عاما) قلب دفاع ليفربول بمثابة صمام الأمان في قلب الدفاع.

أهم من كل شيء، اكتشفت إنكلترا كيف تفوز مجددا على الكبار.

قال كيران تريبيير، أكبر لاعب في التشكيلة بعمر الـ28 "من الجيد أن يأتي الشبان إلى أماكن مماثلة. تريد أن تلعب ضد الكبار، ونريد أن نصبح الفريق الرقم واحد. كانت ليلة رائعة وعلينا التطلع إلى الأمام".