قلبت فرنسا بطلة العالم الطاولة على ضيفتها ألمانيا وألحقت بها هزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بعدما حولت تخلفها أمامها الى فوز 2-1 الثلاثاء على "ستاد دو فرانس" في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية.

وتدين فرنسا بفوزها الثاني والابتعاد بفارق 4 نقاط عن هولندا الثانية التي أذلت ألمانيا السبت بثلاثية نظيفة، الى أنطوان غريزمان الذي حول تخلف أبطال العالم بهدف لتوني كروس (14 من ركلة جزاء)، الى فوز بهدفين في الشوط الثاني (62 و80 من ركلة جزاء).

وهي المرة الأولى التي تخسر فيها ألمانيا مباراتين رسميتين على التوالي منذ نهائيات كأس أوروبا 2000، ما سيزيد الضغط على مدربها يواكيم لوف الذي بدأ مرحلة بناء المنتخب بعد خيبة التنازل عن اللقب العالمي بالخروج من الدور الأول لمونديال 2018، بشكل سيء للغاية إذ حصل "مانشافت" على نقطة واحدة من ثلاث مباريات، ومني بهزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخه.

وقد يجد المنتخب الألماني الذي تعادل ذهابا مع فرنسا صفر-صفر، في المستوى الثاني لهذه البطولة قبل مباراته في الجولة الأخيرة مع هولندا في 19 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في حال فوز الأخيرة على فرنسا في المباراة المقررة بينهما في روتردام قبلها بأربعة أيام.

ودخل المنتخبان العملاقان الى هذه المواجهة في ظروف متناقضة تماما، ففرنسا منتشية من فوزها بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها في تموز/يوليو على كرواتيا 4-2 في نهائي مونديال روسيا، فيما تجر ألمانيا خلفها ذيل خيبة التنازل عن اللقب العالمي وخروجها من الدور الأول بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية.

ورغم الخروج من المونديال الروسي بعد ثلاث مباريات فقط، أبقى الاتحاد الألماني على خدمات لوف الذي استلم الاشراف على "مانشافت" مباشرة بعد نهائيات مونديال ألمانيا عام 2006، وذلك ايمانا منه بقدرته على قيادة عملية بناء المنتخب.

لكن المؤشرات الأولى لهذه العملية ليست مشجعة بتاتا، إذ حقق رجال لوف فوزا يتيما منذ النهائيات وكان وديا امام البيرو، فيما اكتفوا بالتعادل في مباراتهم الأولى ضمن دوري الأمم الأوروبية على أرضهم أمام فرنسا، قبل أن تحصل النتيجة الكارثية السبت بتلقي أسوأ هزيمة على يد هولندا وجاءت بثلاثية نظيفة، ثم أتبعوها الثلاثاء بهزيمة على يد "الديوك".

وفي المقلب الفرنسي، تبدو الأمور مختلفة تماما، إذ أنه وبعد التتويج العالمي بقيادة لاعبين مثل كيليان مبابي، يجد رجال المدرب ديدييه ديشان أنفسهم في صدارة المجموعة بسبع نقاط وبفارق 4 نقاط أمام هولندا الثانية التي خسرت أمام "الديوك" بنتيجة 1-2 في الجولة الثانية.

- تغيير وحيد على تشكيلة نهائي المونديال -

وبعد التعادل الودي الصعب الخميس مع ضيفتهم ايسلندا 2-2 بفضل هدف في الثواني الأخيرة لمبابي، بدأ ديشان لقاء الثلاثاء بنفس التشكيلة التي خاضت المباراة النهائية لمونديال روسيا باستثناء قلب الدفاع صامويل أومتيتي الذي يعاني من اصابة في ركبته، ما فتح الباب امام بريسنل كيمبيبي للمشاركة أساسيا رغم الأداء المهزوز لمدافع باريس سان جرمان في مباراة الخميس ضد ايسلندا.

في المقابل، أجرى لوف تغييرات بالجملة على التشكيلة التي خسرت أمام هولندا، فأشرك لوروا سانيه وسيرج غنابري منذ البداية للمرة الأولى منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 ضد ايطاليا (صفر-صفر)، للعب الى جانب تيمو فيرنر وعلى حساب توماس مولر ومارك أوث، فيما منح الفرصة لثيلو كيهرر في الوسط على حساب إيمري جان، ونيكلاس شوله ونيكو شولتس في الدفاع على حساب يوناش هكتور وجيروم بواتنغ الذي أصيب في ربلة الساق خلال مباراة السبت.

وبدأ الألمان اللقاء وهم يدركون بأن لم يجدوا طريقهم الى الشباك لثلاث مباريات متتالية لأول مرة في تاريخ المنتخب، كما اكتفوا بتسجيل 8 أهداف فقط خلال هذا العام، مقابل 29 لفرنسا، أي بفارق 21 هدفا بين المنتخبين.

لذلك، بدا "مانشافت" عازما منذ البداية على الوصول الى شباك الحارس هوغو لوريس، فيما اعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة بقيادة مبابي بشكل خاص.

وأثمر ضغط الألمان عن هدف التقدم في الدقيقة 14 من ركلة جزاء نفذها كروس بعدما لمس كيمبيبي الكرة بيده داخل المنطقة اثر كرة عرضية من سانيه.

وكان المنتخب الألماني قريبا من اضافة هدف ثان في أكثر من مناسبة لولا تألق لوريس إن كان في وجه فيرنر (23) أو ماتياس غينتر (24)، قبل أن يحقق المنتخب الفرنسي فرصته الحقيقية الأولى في الدقيقة 39 بعد تمريرة من غريزمان الى مبابي الذي عجز عن تجاوز الحارس مانويل نوير.

وفي بداية الشوط الثاني، كرر حارس بايرن ميونيخ الأمر أمام مبابي ايضا وحرمه من ادراك التعادل بعد تمريرة من لوكاس هرنانديز (51)، لكن "الديوك" عوضوا هذه الفرصة في الدقيقة 62 عبر غريزمان، صاحب الفضل في اخراج ألمانيا من نصف نهائي كأس أوروبا بتسجيل هدفي المباراة، إذ أدرك مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني التعادل بكرة رأسية رائعة بعد عرضية من هرنانديز.

وكادت ألمانيا أن تستعيد تقدمها بتسديدة من حدود المنطقة لغنابري لكن لوريس تدخل وأنقذ بلاده (67)، ثم انقلبت الطاولة على لوف ورجاله عندما انتزع بليز ماتويدي ركلة جزاء غير واضحة من ماتس هوميلس، انبرى لها غريزمان بنجاح وعمق جراح الألمان (80)، مسجلا هدفه الدولي الـ26 في المركز العاشر على لائحة أفضل هداف المنتخب مشاركة مع سيلفان ويلتورد.

ملخص المباراة: