شهدت مباريات الدوري الإسباني بعد مرور ثماني&جولات من عمر المسابقة تراجعاً لافتاً في المردود التهديفي للأندية مقارنة بالمواسم الماضية التي كانت تشهد الكثير من الأهداف مما يعكس اعتمادها على الأسلوب الهجومي.

وبحسب الأرقام التي نشرتها صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن اجمالي عدد الاهداف التي سجلت في مسابقة الدوري المحلي قد بلغ 196 هدفاً بعد مرور 8 جولات ، اي بمعدل لم يتجاوز 24.5 هدفاً في كل جولة.

و رغم ان هذا المعدل التهديفي يعتبر جيداً، بتسجيل ثلاثة اهداف في كل مباراة ، إلا انه بمقارنة المردود التهديفي للموسم الجاري مع المواسم الماضية ، فإنه يكشف وجود حالة تراخٍ&لخطوط الهجوم للأندية العشرين التي تشارك في المسابقة.

وسجلت الأندية المشاركة في بطولة الدوري الإسباني افضل مواسمها التهديفية خلال موسم (2016-2017) حيث عرفت الجولات الثماني&الأولى تسجيل 244 هدفاً .

وعلى مدار المواسم الثلاثين الأخيرة ببطولة الدوري الإسباني، لم يهبط المردود التهديفي للأندية عن سقف الـ 200 هدف سوى في 13 موسما منها الموسم الجاري ، حيث يتعين على عشاق "الليغا" و متابعيها ان تعود ذاكرتهم إلى موسم (2005-2006) لمشاهدة الاجمالي التهديفي لا يقل فيه عن سقف الـ 200 هدف عند نهاية الجولة الثامنة.

وعرف الموسم الماضي تسجيل الأندية 222 هدفاً حتى نهاية الجولة الثامنة ، أي بفارق بلغ 26 هدفا عن الموسم الجاري .

وانتهت سبع مباريات من اصل 64 مباراة بالتعادل السلبي ، إضافة إلى 21 مباراة اخرى انتهت بنتيجة هدف دون رد ، أي ان نصف المباريات تقريباً انتهت بإحراز هدف&واحد&فقط .

وبإجراء مقارنة بين الرصيد التهديفي لبطولة الدوري الإسباني و بقية الدوريات الأوروبية الكبرى ، فإننا نجدها تحتل المركز الثالث تهديفياً بعد الدوري الإنكليزي والدوري الإيطالي ، حيث شهد "البريميرليغ" تسجيل 226 هدفاً ، وإنتهاء ثلاث مباريات بالتعادل السلبي فقط ، أما "الكالتشيو" فقد عرف تسجيل 204 أهداف&مع إنتهاء أربع مباريات دون اهداف ، أما الدوري الألماني فقد شهد إحراز 189 هدفاً بعد مرور سبع جولات مع تسجيله لخمس مباريات سلبية.

ويعزى التراجع التهديفي في الدوري الإسباني في المقام الأول الى تقلص المردود التهديفي لبرشلونة و ريال مدريد هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة ، فلاعبو برشلونة سجلوا 19 هدفاً ، بينما أحرز لاعبو ريال مدريد 12 هدفاً ، فيما لم يسجل لاعبو أتلتيكو مدريد سوى 9 اهداف فقط ، رغم ان الفريق يحتل المركز الثالث في سلم الترتيب.

وشهد هذا الموسم صيام ريال مدريد عن التهديف خلال ثلاث مباريات امام إشبيلية وديبورتيفو الأفيش واتلتيكو مدريد ، وهي اول حالة سلبية يعرفها الفريق الملكي منذ موسم (2000-2001).

كما تعزى هذه المعدلات التهديفية إلى تراجع أداء ومردود المهاجمين الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي (الهداف التاريخي للبطولة) والأوروغوياني لويس سواريز من نادي برشلونة ، &و الويلزي غاريث بيل و الفرنسي كريم بن زيمة من ريال مدريد ، والفرنسي انطوان غريزمان من نادي اتلتيكو مدريد ، مع عدم إغفال رحيل الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو عن المسابقة الإسبانية من أجل اللعب مع نادي يوفنتوس في الدوري الإيطالي ، وهو الذي نجح وحيداً في إحراز 65 هدفاً خلال الجولات الثماني&الأولى في مواسمه التسعة مع "الفريق الملكي "، اي بمتوسط بلغ اكثر من سبعة اهداف في كل موسم.

و يضاف إلى ما سبق، هو التغيير الذي طرأ على اساليب اللعب في عدد من الأندية الإسبانية حيث فضل عدد من المدربين إنتهاج اساليب دفاعية باللعب بثلاثة مدافعين في قلب الدفاع ، وهو الأمر الذي جعل هز الشباك مهمة صعبة على المهاجمين على غرار أندية خيرونا وسيلتا فيغو وإشبيلية و ليغانيس ، بعدما وجدت نفسها الطرف الخاسر في المباراة في حال اعتمدت على فتح اللعب الذي يخدم الأندية الكبيرة وخصوصاً برشلونة وريال مدريد .