بإعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) قراره بسحب تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 من الكاميرون، فإن المغرب يكون بذلك قد كسب معركة ولكن ينتظر خوضه معركة اخرى اقوى للحصول على شرف تنظيم البطولة.

ويعتبر المغرب ابرز وأقوى بلد إفريقي مرشح ليحل محل الكاميرون في تنظيم منافسات الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا التي تجري&للمرة الاولى صيفاً في شهري يونيو ويوليو من عام 2019 وبمشاركة 24 منتخباً لاول مرة (بدلا من 16 منتخباً) .

ويتوفر المغرب على بنية تحتية رياضية جاهزة لإستضافة البطولة القارية بفضل ما يمتلكه من ملاعب ذات جودة عالية بعدما خضعت في بنائها للمقاييس العالمية لتكون جاهزة لاحتضان مونديال 2026 ، كما انه استضاف وبنجاح كبير منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) مطلع عام 2018 ، إضافة إلى علاقته الوطيدة بالاتحاد القاري ورئيسه الملغاشي احمد احمد .

ورغم ان المعطيات العديدة تصب في صالح المغرب وتصنفه كأقوى مرشح لتنظيم البطولة الإفريقية، إلا ان كسبه لمعركة الاستضافة لن يكون أمراً سهلاً امام منافسة قوية مرتقبة مع بلدان إفريقية عديدة كانت هي الأخرى تترقب سحب التنظيم من الكاميرون لتحل محله.

وبعد الإعلان شبه الرسمي للاتحاد المصري بعدم رغبتهم في استضافة البطولة، فإن جنوب افريقيا تعتبر المرشح الأبرز لمنافسة المغرب على احتضان "العرس الافريقي"، حيث تمتلك بلاد "البافانا بافانا" ثقلاً كبيراً سواء في ما يتعلق بالبنية التحتية الضرورية لتنظيم البطولة أو بعلاقاته القوية في "القارة السمراء" مع مختلف الاتحادات الوطنية و الاتحاد الإفريقي .

وفي حال اقتصرت المنافسة بين المغرب وجنوب إفريقيا، فإن كل مرشح لديه نقاط قوة تعزز من موقفه ونقاط ضعف قد تبدد بأحلامه.

ويمتلك المغرب كافة المؤهلات المادية التي تجعله جاهزاً لاحتضان البطولة، إلا ان انسحابه من تنظيم دورة عام 2015 لا يزال راسخاً في ذاكرة الأفارقة والاتحاد القاري ، حيث اظهر "المغاربة" حينها موقفاً صامداً تجاه الاتحاد الإفريقي ورفض كافة المحاولات لثنيه عن قراره بتأجيل البطولة بسبب "وباء ايبولا" قبل ان تعلن غينيا الإستوائية ترحيبها بتنظيم منافسات البطولة.

أما جنوب إفريقيا، فإن اهم ما يعرقل مهمة تنظيمها لمنافسات البطولة، أنه سبق ان استضافت كأس أمم إفريقيا عامي 1996 و 2013 ، كما نظمت أيضاً بطولة كأس العالم 2010 ، حيث ان اختيارها لتعويض الكاميرون يتعارض مع سياسة إتحاد اللعبة في تدوير تنظيم البطولة على مختلف بلدان القارة لتطوير بناها التحتية، في وقت ان المغرب لم ينظم البطولة سوى مرة واحدة وذلك في عام 1988.