يواجه النجم السابق لكرة القدم الهولندية رونالد كومان الذي عين الثلاثاء على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده، تحديا كبيرا في مهمته، وهو يدرك انه تسلم منتخبا في طور البناء ويعيش فارقا هائلا بين الاجيال.

وعين كومان (54 عاما) خلفا لمواطنه ديك أدفوكات الذي فشل في قيادة "المنتخب البرتقالي" لنهائيات كأس العالم 2018، بعدما فشل سلفهما غوس هيدينك في ضمان مقعد للهولنديين في كأس اوروبا 2016 في فرنسا.

وبعد هذين الإخفاقين الذريعين اللذين أصابا جماهير منتخب الاراضي المنخفضة باستياء كبير، يتعين على المدرب الجديد قيادة هولندا الى كأس أوروبا المقررة عام 2020. ووقع كومان الثلاثاء عقدا مدته أربع سنوات يتضمن أيضا قيادة المنتخب لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.

وقال كومان في مؤتمر صحافي "شرف لي أن أصبح مدربا للمنتخب، وهذا التحدي لا يخيفني".

وسيبدأ كومان مهمته بجيل جديد تقريبا. فجيل "الأربعة الكبار" (رافايل فان در فارت، ويسلي سنايدر، روبن فان بيرسي وآريين روبن) الذي حل ثانيا في مونديال جنوب افريقيا 2010، وثالثا بعدها بأربع سنوات في البرازيل، مضى زمنه، رغم انه لا يزال في امكان فان بيرسي وروبن مد يد العون.

وستتشكل الركائز الاساسية الجديدة من مدافعي ليفربول الانكليزي فيرجيل فان دايك، ولاتسيو الايطالي ستيفان دي فري، ومانشستر يونايتد الانكليزي دالي بليند، ولاعب وسط روما الايطالي كيفن ستروتمان أو جناح ليون الفرنسي ممفيس ديباي.

ومع هذه الاسماء التي باتت معروفة على الساحة العالمية من دون ان تكتسب مكانة النجوم، يجد المنتخب الهولندي نفسا يعاني للتألق بين الكبار، على رغم المواهب العديدة التي عرفت كرة القدم الهولندية بـ "انتاجها".

وقال كومان الثلاثاء "ثمة موهبة في هولندا. أنا متأكد من ذلك، وإلا لم أكن لأقبل هذا المنصب. أرى آفاقا جيدة. ربما ليس لدينا أفضل اللاعبين، ولكن لدينا ما يكفي لتشكيل منتخب جيد".

- "رجل المرحلة" -

يواكب تعيين كومان، النجم الدولي السابق، تجديد دماء إدارة كرة القدم "من مستوى عال" داخل الاتحاد المحلي، من خلال تعيين المدير العام في نادي هيراكليس ألميلو (درجة اولى) نيكو-يان هوغما على رأسها. 

وستكون أمام المدير الفني الجديد مهمة صعبة تتمثل في تيسير ظهور جيل جديد في بلد معروف بتكوين اللاعبين. ولا تنقص كومان معرفة في هذا المجال، وهو الذي شكل مع فرانك رايكارد ورود غوليت وماركو فان باستن، العمود الفقري للمنتخب الهولندي الذي توج بلقب كأس أوروبا عام 1988.

مسيرته الرائعة كلاعب خاصة مع برشلونة الاسباني والمنتخب الهولندي (78 مباراة دولية) ستساعده في رهانه لا محالة. كما لقي تعيينه ترحيبا كبيرا من الجماهير الهولندية والعديد من اللاعبين السابقين.

وقال الدولي السابق ومدرب ايندهوفن الحالي فيليب كوكو ان كومان هو "رجل المرحلة".

وسبق أن ورد اسم كومان لخلافة لويس فان غال عقب نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل. ولم يخف المدرب أبدا أن حلمه كان تدريب المنتخب البرتقالي، الا انه لم يكن أبدا متاحا بسبب ارتباطه مع الأندية التي كان يشرف على تدريبها.

وبدأت المسيرة التدريبية لكومان في فيتيس أرنهم في عام 2000 بعدما شغل منصب مساعد للمدربين غوس هيدينك مع المنتخب ولويس فان غال مع برشلونة. وبعد ذلك درب اياكس أمستردام وبنفيكا البرتغالي، وايندهوفن، وفالنسيا الاسباني، وفيينورد روتردام، وساوثمبتون وإيفرتون الانكليزيين حيث أقاله الاخير في تشرين الاول/أكتوبر الماضي.

وستكون بداية كومان على رأس الادارة الفنية للمنتخب نارية، حيث سيجد نفسه بسرعة أمام مواعيد مهمة، في مقدمها وديتان أمام انكلترا (في 23 آذار/مارس في امستردام) والبرتغال بطلة أوروبا (في 26 منه في جنيف)، قبل تحديي فرنسا وألمانيا بطلة مونديال 2014، في أيلول/سبتمبر وتشرين الاول/أكتوبر المقبلين، في النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية.